الشبكة العربية للأنباء
الرئيسية - أخبار العالم - مسدس أخذه من ضابط إسرائيلي.. أول إشارة كشفت هوية السنوار عند مقتله

مسدس أخذه من ضابط إسرائيلي.. أول إشارة كشفت هوية السنوار عند مقتله

الساعة 12:45 صباحاً

 

بدأت تفاصيل مقتل زعيم حركة حماس يحيى السنوار تطفو إلى السطح تباعا، إذ كشفت وسائل إعلام إسرائيلية، اليوم الجمعة، أنه من بين المقتنيات التي عُثر عليها بحوزة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، الذي اغتالته إسرائيل، والذي كان أول إشارة لمعرفة هويته، مسدس خاص بضابط إسرائيلي قُتل في غزة عام 2018، غنمه السنوار ولطالما تفاخر به.

 

وذكرت القناة 14 الإسرائيلية أن "المسدس الذي عُثر عليه مع السنوار بعد تصفيته يعود لضابط إسرائيلي يدعى محمود خير الدين، قُتل في عملية للقوات الخاصة الإسرائيلية في جنوب قطاع غزة عام 2018".

 

وأشارت القناة إلى أن "خير الدين كان ضابطًا في وحدة العمليات الخاصة وشارك في عملية تسلل داخل قطاع غزة، وظلت المعلومات حول شخصه ومكان دفنه سرية لأكثر من 3 سنوات بعد وفاته".

 

وعرض السنوار هذا المسدس خلال أكثر من مناسبة عامة، وتفاخر بأنه يعود لضابط إسرائيلي، معتبرًا إياه دليلاً على فشل مهمة القوة الإسرائيلية التي نفذت مهمة جريئة بالتسلل إلى قلب غزة.

 

وقال مسؤولون إسرائيليون إن يحيى السنوار قُتل خلال اشتباك مسلح في جنوب قطاع غزة يوم الأربعاء على أيدي قوات إسرائيلية لم تكن على علم في البداية بأنها أوقعت بالعدو الأول لإسرائيل.

 

وقال الجيش الإسرائيلي، يوم الخميس، إن أجهزة المخابرات كانت تبحث عن السنوار منذ أشهر وضيقت تدريجيا المنطقة التي يمكنه أن ينشط فيها.

 

ولم تعلق حماس من جانبها، لكن مصادر داخل الحركة قالت إن المؤشرات التي رأوها تعني أن السنوار قُتل بالفعل على أيدي القوات الإسرائيلية.

 

وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إن "عشرات العمليات التي نفذها جيش الدفاع الإسرائيلي وجهاز الأمن العام (الشاباك) خلال العام السابق، وفي الأسابيع الماضية في المنطقة التي تمت تصفيته فيها، ضيقت الحركة العملياتية ليحيى السنوار خلال ملاحقة القوات له وأدت إلى تصفيته".

 

وعلى النقيض من القادة العسكريين الآخرين الذين تعقبتهم إسرائيل وقتلتهم، بما في ذلك محمد الضيف القائد العسكري لحماس الذي قُتل في غارة جوية إسرائيلية في 13 يوليو، فإن العملية التي قتلت السنوار في النهاية لم تكن ضربة مخططة ومحددة الهدف.

 

وقال مسؤولون إن جنود مشاة عثروا عليه أثناء تمشيط منطقة في تل السلطان جنوب غزة يوم الأربعاء، حيث كانوا يعتقدون أن قيادات كبيرة من حماس موجودة هناك.

 

ورصدت القوات ثلاثة مسلحين يتنقلون بين المباني، وفتحت النار مما أدى إلى اشتباك مسلح تمكن خلاله السنوار من اللجوء إلى مبنى مدمر.

 

وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن قذائف مدفعية وصاروخية أطلقت أيضا على المبنى.

 

وبث الجيش، أمس الخميس، مقاطع مصورة التقطتها طائرة مسيرة صغيرة قال إنها أظهرت السنوار مصابا بجروح بالغة في يده وهو جالس على كرسي ووجهه مغطى بغطاء للرأس. ويظهر في اللقطات المصورة وهو يحاول إلقاء عصا باتجاه الطائرة المسيرة في محاولة عبثية لإسقاطها.

 

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي الأميرال دانيال هاغاري، إن القوات كانت تظن في هذه المرحلة أن السنوار أحد مقاتلي حماس، لكنها دخلت ووجدته حاملا سلاحا ومرتديا سترة واقية ومعه 40 ألف شيكل (10731.63 دولار).

 

وأضاف للصحافيين في إفادة تلفزيونية "حاول الهرب قبل أن تقضي عليه قواتنا".

 

والسنوار هو العقل المدبر لهجوم السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023 على إسرائيل الذي أشعل فتيل الحرب في غزة. وفي الأشهر الأخيرة من حياته، توقف عن استخدام الهواتف وغيرها من معدات الاتصال التي كانت ستسمح لأجهزة المخابرات الإسرائيلية القوية بتعقبه.

 

وقال مسؤولون إسرائيليون إنهم يعتقدون بأنه كان مختبئا في شبكة الأنفاق المترامية التي حفرتها حماس تحت غزة على مدى العقدين الماضيين، ولكن مع اكتشاف القوات الإسرائيلية المزيد والمزيد من الأنفاق، فإنه حتى الأنفاق لم تكن ضمانا للهرب من الأسر.

 

وقال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هيرتسي هاليفي، إن ملاحقة إسرائيل للسنوار على مدار العام الماضي دفعته "إلى التصرف مثل الهارب، مما دفعه إلى تغيير مواقعه عدة مرات".

 

وكان المسؤولون الإسرائيليون، الذين عرفوا السنوار عدوا لا يرحم، قلقين منذ فترة طويلة من أنه أحاط نفسه ببعض الرهائن الإسرائيليين والأجانب البالغ عددهم 101 والذين ما زالوا محتجزين في غزة ليكونوا درعا بشرية لحماية نفسه من الهجمات الإسرائيلية.

 

‬‬ولكن لم يُعثر على أي رهائن في مكان قريب عندما حوصر أخيرا يوم الأربعاء، على الرغم من أن هاغاري قال إن عينات من حمضه النووي كانت موجودة في نفق على بعد بضع مئات من الأمتار من المكان الذي أعدمت فيه حماس ستة رهائن إسرائيليين في نهاية أغسطس.