يبدو أن المخاوف من فيروس كورونا الجديد وطريقة انتقاله والجهل بكيفية تفشيه دفعت الكثير من الناس حول العالم إلى الاعتماد على الوسيلة المقنعة الوحيدة المتاحة لهم لتفادي الإصابة به، وذلك من خلال استخدام المواد المنظفة والمعقمة.
ولكن حتى لهذه الوسيلة من الحماية من الإصابة بفيروس كورونا الجديد، ثمة العديد من الآثار الجانبية وربما "السميّة".
ففي الولايات المتحدة، زادت الاتصالات بمراكز معالجة حالات التسمم إثر إصابات تتعلق بمساحيق التنظيف أو مواد التعقيم، ولا سيما "ماء الجافيل" والجل المطهر.
ووفقا للإحصائيات الواردة في تقرير أعدته المراكز الأميركية لمراقبة الأمراض والوقاية منها ، فقد زادت الاتصالات المتعلقة بحالات التسمم "الكيماوي" هذه بنسبة 20 في المئة.
وبحسب مراكز مراقبة الأمراض، فقد تلقت مراكز معالجة حالات التسمم 45550 اتصالا مرتبطا بإصابات بـمساحيق التنظيف ومواد التعقيم بين يناير ومارس الماضيين، مقابل 37822 في الفترة نفسها من العام السابق.
ويرتبط هذا الارتفاع بتفشي وباء "كوفيد-19"، بحسب الجهة التي أعدت التقرير.
ووفقا لوكالة فرانس برس، فقد تضاعف عدد الاتصالات المتعلقة بحالات تنشق مواد مطهرة، 40 في المئة منها يتعلق بأطفال دون سن الخامسة.
وأورد معدو التقرير مثالين عن هذه الحالات، أحدهما يتعلق بسيدة سمعت عبر الأخبار أنه ينبغي غسل الفاكهة والخضار بعد شرائه فملأت حوض غسل الصحون في المطبخ بالمياه الساخنة وأضافت إليها الخل و10 في المئة من ماء الجافيل، فأثار مزيج الخل وماء الجافيل تفاعلا كيميائيا تسبب بسعال حاد لدى المرأة، فاتصلت بالطوارئ ونقلت إلى المستشفى في سيارة إسعاف حيث تحسن تنفسها من خلال الأكسجين وتوسيع الشعاب الهوائية.
أما الحالة الثانية فتتعلق بطفلة دون الخامسة شربت الجل المطهر المصنوع من الإيثانول من زجاجة تحوي ليترين، فأصيبت بالدوار ووقعت وأصيب رأسها.
وبينت الفحوصات أن نسبة الكحول في دمها كانت أكثر بنحو 3 أو 4 مرات المستوى المسموح به لقيادة السيارة بحسب التشريعات المختلفة، وأمضت الطفلة 48 ساعة في المستشفى.
ولم يحدد معدو التقرير أو لم يذكروا ما إذا تسببت حالات التسمم هذه بعدد من الوفيات أم لا.