تسعى إيران للتمسك بأحلامها التوسعية بشتى الطرق، فبعد أن أصبحت ميليشياتها في العراق وسوريا، مرفوضة وغير مرحب بها حتى من قبل بغداد ودمشق.
بات من الضروري لإيران أن تفتش عن أساليب أخرى، علها تؤمن لنفسها موطئ قدم في المستقبل في سوريا والعراق.
وعلاة على ذلك، وفي ظل الظروف الاقتصادية الخانقة التي تعيشها إيران، ربما لم يعد باستطاعتها إمداد أذرعها بالدعم للإبقاء عليها.
وأفصحت إيران عن العمل مع العراق وسوريا لإنشاء ممر للنقل متعدد الأوجه بين الدول الثلاث، وبحسب مسؤوليها فإن لقاءات دبلوماسية حثيثة تمت بين مسؤولين من هذه البلدان على مدى الشهور الماضية لإتمام هذا المشروع.
وتتزامن جهود إيران التي تمني بها النفس بتعويض تدهور أوضاعها على كل الصعد، مع خيبتها بما كانت تعول عليه من الموقف الأوروبي عقب لقاء فيينا الذي وصفته بالمخيب للآمال.
وعادت إيران بعد اللقاء إلى سياسة "الابتزاز النووي" والعزف على وتر تخصيب اليورانيوم الذي يوشك أن ينقطع من كثرة استخدام إيران له بعد تصاعد أزماتها.
وقد باتت الدول الأوروبية التي كانت تحاول السير مع إيران من أجل عدم الانسحاب من الاتفاق النووي، تلوح بالسير على الطريق الأميركي بالانسحاب من الاتفاق إذا ما خصبت إيران اليورانيوم فوق المسموح بالاتفاق الموقع عام 2015.
وبدلا من جني ثمار التهديد، ينقلب السحر على الساحر وتجد إيران نفسها مهددة بالمزيد من العقوبات، في ظل اقتصاد مترنح وعقوبات تحرمها من مليارات الدولارات من عائدات النفط.