مفاجآت صادمة حملتها تحقيقات السلطات المصرية في واحدة من أبشع الجرائم التي شهدتها مصر في تاريخها، وهي القضية المعروفة إعلاميا بقضية "طفل شبرا الخيمة"، الذي تم قتله وانتزعت أحشاؤه والتمثيل بجثته الشهر الماضي.
أقنع آخرين لارتكاب جرائم مماثلة
فقد كشف محامي أسرة الطفل الضحية، مصطفى محمد مصطفى خلال برنامج "مذيع مصر"، أنه وبحسب أوراق القضية وتحريات المباحث المبدئية، فإن المتهم الثاني في القضية المحرض "علي الدين" لم يتوقف عند ارتكاب هذه الجريمة البشعة.
وأضاف أن المحرض كان يتواصل مع عدد من الشخصيات في أماكن مختلفة في مصر ليطلب منهم القيام بذات المهمة!
كذلك وبحسب تحريات المباحث، حرض علي الدين شخصا آخر للقيام بمهمة "أخذ العينات" وانتزاع أحشاء أطفال آخرين بعد ارتكاب جريمة "طفل شبرا الخيمة" الشهيرة بأيام قليلة، ولكن هذه المرة طلب من المنفذ أن يختار شخصين بدلا من واحد، لا يتعدى عمرهما 17 سنة.
طفل شبرا مع القاتل
ضبط متلبساً أثناء ارتكاب جريمة جديدة
وهو ما قام به الطرف الثاني المتواجد في مصر، حيث أحضر شخصين أحدهما يبلغ من العمر 17 عاما، والآخر طفل لا يتعدى الـ7 أعوام، وبعد أن قام بتخديرهما كما هو متفق عليه، وبعد أن فتح مكالمة الفيديو مع المحرض المتواجد في الكويت علي الدين لبدء العملية البشعة، استفاق الشاب الأكبر تماما من تخديره، ووسط هذا الوضع قرر علي الدين إغلاق مكالمة الفيديو بشكل مفاجئ، وللمفارقة دخلت عليه الشرطة الكويتية للقبض عليه في نفس الوقت، أي أنه ضبط متلبساً بجريمة أخرى!
قضية تفرعت إلى 8 قضايا!
إلى ذلك قال المحامي، إن قضية "طفل شبرا الخيمة" تفرعت إلى عدد من القضايا الأخرى، وعددها 8، حيث قام "علي الدين" بتحريض آخرين في 8 وقائع مختلفة بذات الطريقة، إلا أنها جميعا لم تنته إلى قتل الضحايا المختارين.
الطفل مع القاتل
محاولات أخرى.. و26 مقطعاً مصوراً
وتمكنت السلطات من ضبط عدد من المقاطع على هواتف وأجهزة الطفل المحرض تصل إلى 26 مقطعا، لعمليات تخدير ومحاولات خنق ضحايا وأطفال، إلا أن قضية "طفل شبرا الخيمة" كان لها النصيب الأكبر منفردة بـ10 مقاطع بدءاً من عملية خنق الضحية بحزام جلدي، وحتى الانتهاء من نزع جميع الأعضاء والأحشاء والتمثيل بالجثمان بأبشع الصور.
كما أضاف المحامي أن الطفل المحرض قال في اعترافاته إنه كان يقوم بتجميع هذه المقاطع، وينتظر بلوغه السن القانونية لإنشاء حساب خاص به على "الدارك ويب" أو الإنترنت المظلم، ليبيع هذه المقاطع عليه بمبالغ كبيرة.
مفارقة أخرى تتعلق بسن المتهم
ومفارقة أخرى شملتها هذه القضية، حيث إن المتهم الثاني المحرض المتواجد في الكويت، بلغ سن الـ15 قبل ارتكاب جريمته الكبرى بخمسة أيام فقط، وهو ما يؤهله للمحاكمة والسجن طبقا للقوانين، حيث إن الجريمة لو وقعت بفارق أسبوع فقط، لما تمكن القانون من سجنه ومحاكمته أمام محكمة الجنايات.
طفل شبرا الخيمة
سيحاكم أمام محكمة الجنايات بدلاً من محكمة الطفل
وقال المحامي إنه طبقا لقانون الطفل، لا يحاكم الطفل بعد عمر الخامسة عشرة بالإعدام أو السجن المؤبد أو السجن المشدد، لكنه إن اشترك في جريمة كبرى مع شخص بالغ، فإنه يحاكم أمام محكمة الجنايات في هذه الحالة وليس أمام محكمة الطفل على ألا يتعدى الحكم بسجنه 15 عاما فقط.
"بلا قلب وبلا رحمة وبلا ضمير"
إلى ذلك وصف المحامي الطفل المحرض على الجريمة "علي الدين" بأنه "بلا قلب وبلا رحمة وبلا ضمير"، حيث إنه ارتكب واحدة من أبشع الجرائم في التاريخ المصري، وبدم بارد عاود المحاولة والتكرار وكأن شيئا لم يكن.
كما أنه قال في التحقيقات نصا، إنه لم يشعر في حياته بالقشعريرة إلا وقت مشاهدة "طفل شبرا الخيمة" أثناء عملية القتل وانتزاع الأحشاء واحدة تلو أخرى، وهو ما كان ينشده في جرائمه الأخرى التي لم تكتمل إلى ما كان يأمله.
الطفل الضحية
إعادة النظر في قانون الطفل
وأفاد المحامي بأن مثل هذه القضايا البشعة، تجعلنا جميعا نطالب بإعادة النظر في قانون الطفل، حيث توجد بعض الحالات التي ارتكب فيها أشخاص "هم أطفال في نظر القانون" لجرائم كبرى كالقتل والاغتصاب وغيرها، وان ذلك يجعلهم يفلتون من العقاب المتناسب مع حجم الجرم الذي ارتكبوه.