حلّت دولة الإمارات ضمن المراكز الثمانية الأولى في التصنيف العالمي ضمن مؤشر «كيرني» لثقة الاستثمار الأجنبي المباشر لعام 2024، والتي جاءت ضمن الأسواق الناشئة الوحيدة المُدرجة في التصنيف.
وكشف التصنيف السنوي للأسواق الناشئة عن وجوه جديدة تنضم إلى قائمة أفضل 25 سوقاً؛ حيث حافظت كل من الصين والإمارات والمملكة العربية السعودية والهند والبرازيل والمكسيك على صدارتها، حيث احتلت المراكز الثمانية الأولى، وهي الأسواق الناشئة الوحيدة المدرجة ضمن التصنيف العالمي.
ويعدّ صعود الإمارات والسعودية تطوراً لافتاً، حيث حقّقتا قفزات صاروخية من المركزين 18 و24 إلى المركزين الثامن والرابع عشر توالياً؛ ويُعدّ هذا مؤشراً قوياً على جاذبية هاتين السوقين الناشئتين بالنسبة للمستثمرين، اللذين باتوا يرون فيهما فرصًا استثمارية واعدة.
وعلى الصعيد الإقليمي، تصدرت الأمريكيتان القائمة بتسعة أسواق، تليها منطقة آسيا والمحيط الهادئ بسبعة أسواق، ثم الشرق الأوسط وأفريقيا بخمسة أسواق، وأخيرًا أوروبا بأربعة أسواق.
ولا تزال منطقة جنوب شرق آسيا تُظهر قوتها، حيث حجزت تايلاند وماليزيا وإندونيسيا والفلبين جميعًا مكانًا لها ضمن أفضل 15 سوقًا.
وشهد هذا العام انضمام سبعة أسواق جديدة إلى القائمة لأول مرة، وهي: بولندا، وتشيلي، ورومانيا، وبيرو، والمجر، والأوروغواي، وعُمان.
وتعكس هذه الترتيبات جاذبية هذه الأسواق بالنسبة للمستثمرين الأجانب، الذين يتطلعون إلى تحقيق عائدات مجزية في ظل بيئة اقتصادية ديناميكية وفرص نمو واعدة.
ثقة المستثمرين
وتشير نتائج الاستطلاع الذي أجراه المؤشر؛ إلى ارتفاع ملحوظ في مستويات تفاؤل المستثمرين الدوليين، مع إمكانية حدوث زيادة أكبر خلال السنوات الثلاث المقبلة.
وأعربت نسبة بلغت 88% عزمها زيادة استثماراتها الأجنبية المباشرة (FDI) في غضون السنوات الثلاث القادمة، وهو ما يمثل ارتفاعًا بنسبة 6 في المائة مقارنة بالعام الماضي.
وتعكس هذه المؤشرات الإيجابية ثقة متزايدة لدى المستثمرين بآفاق النمو المستقبلية للاقتصاد العالمي، ما يُعد ببيئة استثمارية أكثر جاذبية في السنوات المقبلة.
الذكاء الاصطناعي
وسلط قسم المواضيع الخاص في استطلاع هذا العام الضوء على الانتشار السريع للذكاء الاصطناعي، في عالم الأعمال.
وأظهرت النتائج ارتفاعاً ملحوظاً في اعتماد المستثمرين على هذه التقنية، حيث أفاد 72% منهم بأنهم يستخدمون الذكاء الاصطناعي بشكل كبير أو متوسط في عملياتهم التجارية.
ويتوقع المستثمرون أن يُوظفوا الذكاء الاصطناعي في مجالات محددة تشمل خدمة العملاء والدردشات الآلية (Chatbots)، وأتمتة العمليات اليدوية، وتحسين سلسلة التوريد.
علاوةً على ذلك، صرح 63% بأن مؤسساتهم ستشهد زيادات كبيرة أو متوسطة في استخدام الذكاء الاصطناعي لتوجيه قرارات الاستثمار الخاصة بها.
مؤشر الثقة
وأشار رودولف لومير، الشريك في المعهد الوطني للتحولات - كيرني الشرق الأوسط إلى أن الصعود اللافت الذي حققته الإمارات على مؤشر ثقة الاستثمار الأجنبي المباشر يعكس رؤية القيادة والتزامها بتنويع الاقتصاد،
ويعزز مكانة الإمارات كوجهة رائدة في جذب الاستثمارات العالمية. وأوضح أن هذا التصنيف المرتفع للإمارات على المؤشر هو دليل على ثقة المستثمرين العالمين مدعومًا بسياسة الإصلاحات المستمرة التي تنتهجها الدولة. لافتًا إلى أن المرونة التي أظهرتها الإمارات، وبنيتها التحتية المتطورة، وأسواق رأس المال القوية، وبيئة التكنولوجيا المزدهرة، تؤكد على قدرتها على مواصلة تقديم عروض استثمارية جذابة للمستثمرين العالمين، حتى في ظلّ المنافسة العالمية الشديدة على جذب الاستثمارات.
تؤكد جاذبية الإمارات العربية المتحدة للمستثمرين العالميين على الجهود الحثيثة التي تبذلها الدولة لخلق بيئة أعمال مثالية، وذلك من خلال بناء بيئة تكنولوجية مُتقدمة تحفز الاستثمار في قطاعات حيوية مثل التكنولوجيا المالية، والتجارة الإلكترونية، والتكنولوجيا الزراعية، والخدمات اللوجستية، وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والطاقة المتجددة.
كما تسهم البنية التحتية ذات المستوى العالمي للإمارات بشكل كبير في تعزيز جاذبيتها للاستثمارية. ولا يقتصر ذلك على تسهيل الأعمال التجارية فحسب، بل يحسن أيضًا جودة الحياة بشكل عام. بالإضافة إلى ذلك، يُعد التزام الإمارات بتطوير بنيتها التحتية ركيزةً أساسية في استقطاب قطاعات عالية القيمة، ويلعب دورًا محوريًا في استمرار زخمها الاقتصادي على المدى الطويل.