وصل تعداد الجمعيات المعنية بحفظ النعمة إلى 41 جمعية في مناطق السعودية، والتي تحفظ فائض الطعام من المناسبات والمطاعم ونحوها، ومنها جمعيات إعادة تدوير الفائض، وجمعيات للاهتمام بالتمور كقيمة غذائية، ومنها التي تهتم بالتثقيف والتوعية.
وقال المستشار الإعلامي لجمعية حفظ النعمة بمنطقة الرياض ومتخصص في الإعلام التنموي "جيلاني الشمراني" في حديث خاص لـ"العربية.نت": جمعية حفظ النعمة في الرياض، لديها أسطول يتكون من 10 سيارات متنوعة الأحجام، 8 منها مخصصة ومجهزة لنقل الطعام، كما أن لدينا مستودعاً كبيراً لحفظ الأطعمة المعلبة ما قبل إيصالها لمستفيدي الجمعية، والذي يبلغ عددهم قرابة 10000 مستفيد، إضافة إلى "مُنتجات" والذي نسعى من خلالها مع شركائنا لتدريب وتأهيل عدد من المستفيدات ليصبحن منتجات، ويعتمدن على أنفسهنّ، وبرنامج "سفراء" ويستهدف منسوبي التعليم من الطلاب والمشرفين، ليكونوا سفراء للجمعية، للتعريف ببرامجها التوعوية، كما أطلقت الجمعية مبادرة "نُقدرها لتدوم" مع بداية شهر رمضان، بهدف التوعية بأهمية الحفاظ على النعمة وتقديرها من خلال منصات الجمعية على التواصل الاجتماعي.
نجود بخيرنا
وأضاف الشمراني: الجمعية شاركت بمبادرة "نجود بخيرنا" والتي أطلقتها الصادرات السعودية برعاية وزير الصناعة والثروة المعدنية بندر الخريف، وشراكة عدد من الجهات الحكومية والخاصة لتوزيع 5000 آلاف سلّة، تتكون من 80 ألف منتج غذائي صنع في السعودية، وقامت الجمعية بتعبئة السلال وتوزيعها على المستفيدين في العاصمة الرياض، وبعض المحافظات بالشراكة مع بعض الجمعيات هناك قبل دخول شهر رمضان المبارك.
من البرامج التوعية لجمعية حفظ النعمة
شخصية نعمة
واستطرد في حديثه: آخر إحصائية صادرة عن الهيئة العامة للإحصاء، بلغت نسبة الشباب في السعودية تحت 30 عاما 30% ومن بينهم الأطفال حتى سن 18 عاماً، ومع كثرة مطاعم الوجبات السريعة وتنوع الأطعمة، وزيادة السمنة لدى الأطفال، لذلك رأت الجمعية أنه من الضروري التركيز على هذه الفئة الغالية، والمهمة وتعليمهم أهمية الحفاظ على صحتهم، وتوعيتهم بقيمة الطعام، وأن تعاليم ديننا الحنيف تحث على احترام النعمة وعدم العبث بها، فجاءت شخصية نعمة بعائلتها، وهي شخصية كرتونية تقدم رسائل توعوية بشكل سهل ومبسط ومحبب للأطفال، أنتجنا ثلاث عشرة حلقة منوعة عبارة عن الجزء الأول، وفي المونتاج قرابة عشر أخرى على أن يتم الإعلان عن الجزء الثاني قريباً، ولدى نعمة حساب خاص بها على يوتيوب ومنصة إكس، ولديها قرابة ستين ألف مشترك، كما أننا بصدد تجهيز دمى لنعمة وأخيها حافظ وبقية أفراد أسرتها، للمشاركة بها في المهرجانات والمناسبات الوطنية والمدارس للتوعية والتثقيف بمفهوم حفظ النعمة.
جمعية حفظ النعمة
الحد من الهدر الغذائي
وأضاف جيلاني: للجمعيات دور كبير في الإسهام للحد من الهدر الغذائي، ولكن هي لا تكفِ لوحدها، كما أن البرنامج الوطني للحد من الفقد والهدر لا يكفِ لوحده، نحن بحاجة لتشارُك جميع الجهات بما فيها الإعلام، وإنتاج برامج على غِرار البرامج التي كان ينتجها راديو وتلفزيون الخليج قديماً كـ سلامتك ونحوها، بطرق مبتكرة وجاذبة
مبيناً إن من أهم الجهات الداعمة هي صندوق دعم الجمعيات، ومؤسسة حفظ النعمة، مؤسسة الملك خالد الخيرية، الندوة العالمية، ومؤسسة سليمان الراجحي الخيرية، مؤسسة أوقاف محمد الراجحي الخيرية، مؤسسة عبدالله العثيم وأولاده الخيرية، مؤسسة إبراهيم العنقري وذريته الخيرية.
حيث إن الاحتياج اليوم كبير في ظل ارتفاع الأسعار، والأسرة التي عدد أفرادها من 3 إلى 5 أشخاص كان يكفيها سلة غذائية بقيمة 1000 ريال تقريبا، اليوم هذا المبلغ بالكاد يكفي لأسبوعين، وهنا نتكلم عن الأساسيات فقط، ومن الصعوبات كذلك ارتفاع المصروفات التشغيلية لعمليات جمع الفائض وتوزيعه، في ظل ضعف الدعم المقدّم لهذا البند.
ثقافة الحفاظ على النعمة
وختم المتخصص في الإعلام التنموي "جيلاني الشمراني": هناك حكمة صينية جميلة تقول "ازرع فكرة تحصد حركة، وازرع حركة تحصد عادة، وازرع عادة تحصد شخصية، وازرع شخصية تحصد مصيرا طيبا" ونحن نقول دوماً "التعليم في الصغر كالنقش على الحجر" لذا أرى التركيز على المدارس بدءاً من الروضة فالمدارس ثم الجامعات، بأنشطة ترسخ مفهوم حفظ النعمة واحترامها، وأن نأخذ ما يكفينا، كما أنني من الداعمين لفكرة البوفيه حتى في المنزل، بحيث يبقى الطعام محفوظاً ويؤخذ منه بقدر الحاجة، مع أهمية توعية ربات البيوت والعاملات المنزلية بطهي الطعام بالقدر المطلوب.