فجّرت الحوادث الأخيرة التي طالت طائرات بوينغ قلقاً عالمياً عاماً، خصوصاً في أوساط شركات الطيران المعروفة.
مشكلة جديدة وهلع عالمي
أمام هذا الهلع، اعترف ديف كالهون، الرئيس التنفيذي لبوينغ، أمس الثلاثاء، بمسؤولية شركته العملاقة في مجال صناعة الطيران عن الحادث الذي تعرّضت له رحلة "ألاسكا إيرلاينز"، الجمعة، متعهّداً باستعمال كامل الشفافية في هذا الملف.
وقال كالهون خلال اجتماع في مصنع لبوينغ في رينتون بولاية واشنطن، إن الشركة ستتعامل مع هذه القضية بدءاً بإقرارها بخطئها، مضيفاً أنها ستتخذ شفافية مطلقة وكاملة في كل خطوة.
إلا أن الأمر لم يقف عند هذا الحد، فبينما جاء تصريح الرئيس التنفيذي لبوينغ غداة إعلان شركة الطيران الأميركية "ألاسكا إيرلاينز" أنّها اكتشفت قِطعاً غير مثبّتة جيداً في بعض طائراتها من طراز بوينغ 737 ماكس 9، وذلك بعد 3 أيام من تعرض إحدى طائراتها من نفس هذا الطراز لحادث أثناء تحليقها، وفقا لصحيفة "وول ستريت جورنال".
وأعقب أيضاً بيان "ألاسكا إيرلاينز" إعلان شركة الطيران الأميركية "يونايتد إيرلاينز" أنّها اكتشفت خلال فحص أولي لمخارج الطوارئ الملغاة في أسطولها من طائرات بوينغ "737 ماكس 9" عدداً من البراغي غير المشدودة جيّداً، تفجرت مفاجأة جديدة.
"بوينغ" تواجه انتقادات بسبب جودة تصنيع طائراتها
فقد أعلن المحققون الفيدراليون بالحوادث، أن التحقيقات اكتشفت بعد فتح ثقب بحجم مخرج الطوارئ في جانب رحلة خطوط ألاسكا الجوية رقم 1282 على ارتفاع 16000 قدم، سبب حالة الفوضى المنفصلة التي نشبت عندما انفتح باب قمرة القيادة بشكل غامض.
وتبيّن أن ما لم يعرفه طاقم الطائرة في ذلك الوقت هو أن الطيارين تعرضوا للرياح والضوضاء التي تصم الآذان من الجزء الخلفي من الطائرة، وذلك لأن طائرة بوينغ بي ايه -تضمن إشارة مثل أحمر يشير للأسفل، ما يعني أن باب قمرة القيادة مصمم بحيث يفتح لتخفيف الضغط السريع فقط، إلا أن الشركة لم تذكر ذلك في الدليل.
وحتى خبراء سلامة الطيران المخضرمين والمنظمين السابقين قالوا إنهم لم يكونوا على علم بميزة التصميم هذه. وأشار بعضهم إلى أن هذا يدل على وجود ثغرة أمنية يجب معالجتها الآن.
أتى هذا الاكتشاف في حين أكد ديف كالهون، الرئيس التنفيذي لبوينغ أن الشركة ستعتمد على هيئة تنظيم الطيران المدني الأميركية للتأكد من أن كل الطائرات المصرح لها بالتحليق آمنة ولضمان عدم تكرار هذه الحادثة مرة أخرى، مشددا على أهمية كل التفاصيل، وفق تعبيره.
ولم يوضح كالهون ما الذي قصده تحديداً بحديثه عن "خطأ" شركته في الحادث الذي اضطرت خلاله طائرة "بوينغ 737 ماكس 9" تابعة لشركة "ألاسكا إيرلاينز" للقيام بهبوط اضطراري بعد انفصال سدّادة مخرج الطوارئ في هذه الطائرة أثناء تحليقها في رحلة داخلية من بورتلاند "أوريغن" إلى أونتاريو "كاليفورنيا".
عمليات فحص جديدة
يذكر أن "بوينغ 737 ماكس 9" مزودة بالعديد من مخارج الطوارئ، ولذلك تعرض بوينغ على عملائها إمكانية إلغاء بعض هذه المخارج بواسطة سدّادات إذا ما كان عدد المخارج المتبقّية كافياً بالمقارنة مع عدد مقاعد الطائرة.
والاثنين، أعلنت إدارة الطيران الفيدرالية أنّها وافقت على خريطة طريق لشركات النقل لإكمال عمليات الفحص التي تشمل مقابس الأبواب اليسرى واليمنى والمكوّنات والمثبتات.
إلى ذلك، انتشرت تعليقات كثيرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي تتساءل حول مدى سلامة هذه الطائرات وصلاحيتها، خصوصا بعد قرار السلطات الأميركية الأخير، وتعليق عدة بلدان حول العالم العمل مؤقتاً بهذا الطراز من الطائرات.
