حتى مع كون أشباه الموصلات جزءاً لا يتجزأ من صناعات السيارات والحوسبة لعقود من الزمن، فإن السباق على هيمنة الذكاء الاصطناعي وانتقال المزيد والمزيد من بنيتنا التحتية الرقمية إلى السحابة أدى إلى تفاقم الحاجة إلى مراكز بيانات عالية السعة وإنتاج الرقائق من قبل شركات مثل إنتل، وسامسونغ أو TSMC.
ولكن حتى مع تولي الشركات الأميركية زمام المبادرة في حصة الإيرادات العالمية، فإن البلاد تفتقر إلى القدرة الإنتاجية.
وفقا لبيانات من منظمة ضغط أشباه الموصلات SEMI، فإن حوالي 70% من إجمالي القدرة التصنيعية تقع في كوريا الجنوبية وتايوان والصين، مع احتلال الأميركتين المرتبة الخامسة بعد اليابان، التي استحوذت على حصة 13% في عام 2022.
وكانت الصورة مختلفة بالتأكيد بعد بضع سنوات فقط. منذ عقود مضت، حيث كانت الولايات المتحدة تغطي 37% من قدرة التصنيع في عام 1990، وأوروبا 44% أخرى، وجاءت اليابان في المركز الثالث بنسبة 19%. وكانت الأخيرة تعتبر مركزاً قوياً لأشباه الموصلات في الثمانينيات، حيث شكلت 51% من مبيعات الرقائق العالمية في عام 1988. وأدى انفجار الفقاعة الاقتصادية للدولة الجزيرة في التسعينيات إلى فقدان دورها القيادي التكنولوجي لصالح الاقتصادات الغربية.
ولاستعادة أجزاء على الأقل من هيمنتها الصناعية السابقة، أقرت إدارة بايدن قانون الرقائق والعلوم في أغسطس 2022، وخصصت حوالي 280 مليار دولار لدفع صناعة الرقائق المحلية المتخلفة من حيث البحث والإنتاج. ويبقى أن نرى ما إذا كان هذا الإجراء كافيا للولايات المتحدة للتغلب على أكبر منافس لها اقتصاديا، الجمهورية الشعبية.
تعتمد البيانات المستخدمة في هذا المخطط على واحدة من اثنتين من توقعات Fab السنوية الصادرة عن SEMI. على الرغم من أن الرقائق مقاس 200 مم لا تزال تنتج وتستخدم على نطاق واسع، إلا أن الرسم البياني يركز على الرقائق مقاس 300 مم، والتي تم تقديمها في عام 2001، ويمكنها استيعاب المزيد من الرقائق ويُعتقد أنها أكثر فعالية من حيث التكلفة.
في عام 2022، أظهر المعيار الجديد وسابقه مستويات مماثلة من حجم الإنتاج، ولكن من المتوقع أن تتغير هذه الأرقام بشكل كبير خلال السنوات القادمة.
بالنسبة لعام 2026، تتوقع SEMI حجماً شهرياً يبلغ 9.6 مليون رقاقة 300 ملم، في حين أن إنتاج الرقاقة 200 ملم سيصل إلى 7.7 مليون شهرياً. وفي الفئة الأخيرة، تتصدر الصين من حيث القدرة على التصنيع، وتأتي اليابان وتايوان في المركزين الثاني والثالث على التوالي.
صناعة الرقائق