الشبكة العربية للأنباء
الرئيسية - اقتصاد - الأسعار وليس التضخم هي مشكلة العالم حالياً.. وهذا هو الفرق

الأسعار وليس التضخم هي مشكلة العالم حالياً.. وهذا هو الفرق

الساعة 01:36 صباحاً

 

خلصت خبيرة اقتصادية إلى أن الأزمة التي يعاني منها المستهلكون حول العالم، وتعاني من الاقتصادات حالياً لم تعد في نسب التضخم وإنما في أسعار السلع الحقيقية التي لم تعد تُصدق وأصبحت تُسبب الصدمات للناس كلما ذهبوا إلى التسوق، وهذه الأسعار لا تزال مرتفعة ولم يتم السيطرة عليها.

 

وبحسب مقال مطول للخبيرة الاقتصادية الأميركية إميلي ستيوارت، نشره موقع "فوكس"، واطلعت عليه "العربية نت"، فإن المشكلة ليست في التضخم وإنما هي في الأسعار المرتفعة.

 

وبحسب الخبيرة الأميركية فإن ثمة فرقا هاما بين الأسعار وبين التضخم، حيث إن استمرار التضخم ولو بنسب قليلة ومحدودة يعني استمرار ارتفاع الأسعار، في الوقت الذي أصبحت فيه أسعار الكثير من السلع تسجل مستويات قياسية أصلاً وبات ما يحتاجه الناس هو أن تنخفض لا أن تعود إلى الارتفاع البطيء أو حتى تستقر سعرياً وتتوقف عن الارتفاع.

 

وتقول ستيوارت: "قد يبدو جذر ما يحدث هنا واضحا وهو إلقاء اللوم على التضخم، الذي ارتفع في منتصف عام 2021 وطوال عام 2022. لكن هذه لم تعد هي المشكلة حقاً بعد الآن، على الأقل ليس بالمعدل الحالي، لأن التضخم آخذ في الانخفاض. المشكلة الفعلية هنا هي الأسعار".

 

وتشير إلى أن الأسعار لا ترتفع حالياً كما كانت في منتصف العام الماضي، على سبيل المثال، لكنها إلى حد كبير لا تنخفض بشكل جماعي أيضاً. وفي معظم الحالات، لن تعود إلى ما كانت عليه في الأوقات السابقة.

 

وقالت فيليسيا وونج، الرئيسة والمديرة التنفيذية لمعهد روزفلت، وهو مركز أبحاث تقدمي: "إن التضخم في الولايات المتحدة ينخفض بسرعة نسبية مقارنة بجميع الدول الأخرى النظيرة لنا، ولدينا أقوى نمو للخروج من الركود". وأضافت: "لكن الناس لا يريدون فقط انخفاض أرقام التضخم، بل يريدون في الواقع الانكماش".

 

وتضيف ستيوارت إنه ربما لا يكون الانكماش وارداً (والمشكلة هي أننا لا نريده أن يحدث)، ما يعني أن الأسعار المرتفعة هي الشيء الذي يجب علينا جميعا أن نعتاد عليه، والحقيقة هي أننا لن نعود أبداً إلى ما كانت عليه الأمور في عام 2019.

 

وبحسب ستيوارت فهناك أمران صحيحان في الولايات المتحدة، وهما: الاقتصاد جيد، والناس يكرهونه. وتُظهر استطلاعات الرأي أن العديد من الأميركيين يعتقدون أن الاقتصاد في الحضيض وأن الوضع يزداد سوءاً. وهذا على الرغم من أن سوق العمل قوي، والنمو الاقتصادي قوي، ويقول الكثير من الناس أن أوضاعهم المالية الشخصية على ما يرام. ناهيك عن أن الركود الذي توقعه العديد من الاقتصاديين منذ أكثر من عام لم يتحقق.

 

لكن السؤال هو "لماذا يقول الناس أن الاقتصاد سيئ حتى عندما يكون جيدًا؟"، إنها مسألة تطارد الاقتصاديين، والصحافيين، والبيت الأبيض، الذي يرغب بشدة في إقناع الناس بخلاف ذلك، بحسب ما تقول ستيوارت.

 

وتضيف: "لا أدعي أنني أملك كل الإجابات هنا، ولكن أعتقد أن هناك شيئاً واحداً واضحاً تماماً، وهو أن الناس لا يحبون حقاً دفع المزيد من المال مقابل الأشياء. وهذا لا يعني أن المستهلكين الأميركيين ما زالوا لا ينفقون، بل هم كذلك بالفعل، لكنهم غاضبون من ذلك".

 

وفي يونيو 2022، ارتفعت أسعار المستهلكين بنسبة 9.1% عن العام السابق، لتصل إلى أعلى مستوى لها منذ 40 عاماً في ذلك الصيف. وفي سبتمبر 2023، ارتفعت بنسبة 3.7% خلال الأشهر الـ12 السابقة. (هدف التضخم الذي حدده الاحتياطي الفيدرالي هو 2% على المدى الطويل).

 

وتنتهي ستيوارت الى القول: "بعبارة أخرى، لم ترتفع الأسعار بالسرعة التي كانت عليها من قبل لكن مشهد التكلفة لا يزال مؤلماً".