تتضارب الأرقام القادمة من إيران حول أعداد ضحايا فيروس كورونا المستجد في البلاد، في وقت يشكك الإيرانيون في الإحصاءات الرسمية التي يقدمها النظام ويخشون أن يكون تفشي الفيروس قد خرج عن السيطرة.
وعلى مر الأيام القليلة الماضية قدمت وسائل إعلام غير مرتبطة بالسلطة أرقاما لعدد الإصابات والوفيات تناقض تلك المقدمة من قبل السلطات.
وأعلنت إيران السبت تسجيل 21 وفاة جديدة ناجمة عن فيروس كورونا المستجد و1076 إصابة جديدة بالمرض خلال الساعات الـ24 الماضية، ما يرفع الحصيلة إلى 145 وفاة و5823 إصابة.
لكن نتائج بحث نشرته مجموعة من علماء وأطباء جامعة تورنتو قدرت أنه من الممكن إحصائيا أن يكون هناك 18 ألف شخص مصاب في البلاد.
وتوقع خبير إيراني أن يصاب 40 في المئة من الإيرانيين بالفيروس في الأسبوعين المقبلين في حال استمر الوضع كما هو عليه الآن.
مصدر من الداخل يكشف السر
وحصل موقع راديوا فردا على معطيات من داخل الفرقة الخاصة التي عينتها السلطات لمكافحة الفيروس تكشف تناقضا كبيرا مع أرقام السلطات وتظهر أن الوضع يتجه إلى كارثة.
وتحدث الموقع مع خبير صحي، دون الكشف عن هويته خوفا على سلامته، يعمل بشكل وثيق مع الفرقة الخاصة وعلى اطلاع وثيق بالوضع.
ووفق هذا الخبير، فإن الوفيات التي تعلنها السلطات تقتصر فقط على تلك التي أكدها الأطباء الشرعيون ولا تشمل بيانات المستشفيات.
ويضيف المصدر أن الأعداد الحقيقة للموتى هي أعلى بكثير مما يتم تقديمه بشكل رسمي من قبل مصالح وزارة الصحة الإيرانية.
التناقض بين الأرقام الرسمية التي تعلنها وزارة الصحة والأرقام الحقيقية يكمن في أن وزارة الصحة تعلن عن عدد الوفيات بناء على شهادات الوفاة الصادرة عن هؤلاء الأطباء الشرعيين'، وفق نفس المصدر.
وأشار إلى أن هناك حصيلة أخرى تبلغ عنها المستشفيات في جميع المناطق في إيران، إلا أن وزارة الصحة تتجاهلها وتعتمد شهادات الوفاة من الأطباء.
ويكشف المصدر أن المستشفيات وأطباءها يشيرون في تقاريرهم إلى سبب الوفاة وهو فيروس كورونا، لكن الطبيب الشرعي قد يغير ذلك ويكتب في شهادة الوفاة ما يعكس وجهة نظره فقط.
وأشارت المعطيات التي حصل عليها الموقع، أن الأطباء الشرعيين يكتبون في العديد من الحالات أن سبب الوفاة "فشل في الجهاز التنفسي، أو الالتهاب الرئوي أو الإنفلونزا، دون الإشارة إلى الفيروس للحفاظ على عدد موتى بالفيروس منخفض.
ووفقاً لهذا الخبير وغيره من المصادر المطلعة، لم يكن لدى الأطباء الشرعيين سوى وقت لفحص بعض الجثث في المشارح وليس كلها.
وقال المصدر لراديو فردا إنه "مع تزايد عدد الوفيات الناجمة عن الفيروس، بدأت الجثث تتراكم في المشارح في انتظار فحصها، ولهذا السبب لا تعكس الأرقام الرسمية حقيقة الوضع الخطير حقاً".
وخلص الموقع إلى أن عدد الوفيات يجب أن يكون بين الناس العاديين أكثر عدة مرات مما اعترفت به السلطات إذا كان الفيروس القاتل يمكن أن ينتشر بهذه السرعة بين كبار المسؤولين الذين يتمتعون بأفضل فرص الحصول على الرعاية الطبية والنظافة الصحية.
وتعد إيران بين أكبر بؤر تفشّي الفيروس خارج الصين، حيث ظهر في ديسمبر، وأغلقت إيران المدارس والجامعات حتى مطلع أبريل في محاولة لاحتواء الفيروس.