وسعت الصين في الأسابيع الماضية نطاق القيود الحالية المتعلقة باستخدام الموظفين الحكوميين هواتف آيفون، إذ أمرت موظفي بعض هيئات الحكومة المركزية بالتوقف عن استخدام هواتفهم المحمولة التي تنتجها شركة أبل في مقرات العمل.
فيما لم يقتصر الحظر على استخدام منتجات شركة "آبل" على المسؤولين الحكوميين فقط، بل شمل جميع موظفي الدولة من محطات الطاقة النووية إلى المستشفيات
فقد كشف موظفون صينيون تفاصيل الحظر الشامل الذي فرضته السلطات في بكين لاستخدام جميع منتجات الشركة من هواتف وأجهزة لوحية وساعات ذكية وأجهزة حاسوب.
وأوضح أحد الموظفين في الشركة النووية الوطنية الصينية، رافض الكشف عن اسمه، أن الإدارة أبلغت الموظفين في أغسطس/آب بعدم إحضار أي منتجات لشركة آبل إلى مكاتب الشركة، وفق ما نقلت صحيفة "فايننشال تايمز".
بيع هواتف محلية
وقال إن شركة "China Telecom" المملوكة للدولة، جاءت إلى مكاتبهم في أواخر الشهر الفائت، لبيع هواتف محلية الصنع. وأضاف أن الجهات الرسمية عزت ذلك إلى إمكانية سيطرة وكالات الأمن الأميركية على أجهزة آبل الخاصة بهم، من خلال الثغرات الأمنية، مشيرين إلى أن العسكريين ليسوا الأهداف الوحيدة فحسب، بل الأفراد أيضاً.
في موازاة ذلك، قالت ممرضة تعمل بمستشفى مملوك للدولة في منغوليا الداخلية، إن الحكومة المحلية أصدرت تعليمات لموظفي المستشفى بالتوقف عن استخدام أجهزة آيفون في نهاية أغسطس.
ولفتت إلى "المخاطر الأمنية الهائلة" التي يواجهها نظام التشغيل "IOS" الخاص بأبل، وفق الصحيفة.
كذلك كشف أحد ضباط الشرطة أنهم مُنعوا من استخدام أجهزة آيفون منذ بضعة سنوات، كذلك أشار عدد من موظفي الحكومة في بكين، إلى أن إدارات الحكومة المركزية التي لها صلات بالجيش، حظرت استخدام آيفون منذ سنوات عديدة.
بيع هواتف هواوي
وأوضحوا أن السلطات شجعت موظفي الخدمة المدنية، بما في ذلك القطاعات غير الحساسة، على اختيار البدائل الصينية من الهواتف الذكية، لا سيما من شركة هواوي.
يذكر أن أشخاصاً مطلعين كشفوا أنه في الأسابيع الأخيرة، تلقى الموظفون تعليمات من رؤسائهم في مجموعات الدردشة أو الاجتماعات بعدم استخدام أجهزة أبل في مكاتب الحكومة، بحسب صحيفة "وول ستريت جورنال".
ويعد هذا التوجيه أحدث خطوة في حملة بكين لخفض الاعتماد على التكنولوجيا الأجنبية وتعزيز الأمن السيبراني، ويأتي وسط حملة للحد من تدفق المعلومات الحساسة خارج حدود الصين.
وتعكس القيود التي فرضتها الصين على حظر مماثل تمارسه الولايات المتحدة ضد شركة "هواوي"، وكذلك ضد المسؤولين الذين يستخدمون تطبيق "تيك توك" المملوك للصين، مع قلق القوتين العظميين بشأن تسرب البيانات وسط التركيز المتزايد على الأمن القومي حيث تقترب العلاقات من الوصول لأدنى مستوياتها منذ عقود.