حضت دولة الإمارات المجتمع الدولي، عبر وقفة جادة، على ردع التهديدات الإرهابية العابرة للحدود، من خلال تنسيق الجهود، ودعم الدول المتأثرة بالنزاعات وبناء قدراتها.
جاء ذلك في بيان وفـد الإمارات في مجلس الأمن بشأن البند المعنون التهديدات التي تشكلها الأعمال الإرهابية على السلم والأمن الدوليين، ألقته، أميرة الحفيتي نائبة المندوبة الدائمة للدولة لدى الأمم المتحدة، ونشرته البعثة الدائمة للدولة لدى الأمم المتحدة على موقعها الإلكتروني، أمس.
وأعربت الدولة عن تطلعها إلى انعقاد القمة الأفريقية حول مكافحة الإرهاب، التي ينظمها مكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب ونيجيريا مطلع العام المقبل. وأكد بيان الدولة أربع نقاط: أولها أنه يجب تعزيز تدابير الوقاية من خلال معالجة الأسباب الجذرية للتطرف قبل أن يؤدي في نهاية المطاف إلى إراقة دماء الأبرياء، مع بذل الجهود لبناء مجتمعات سلمية وقادرة على الصمود في وجه التطرف. ويقتضي هذا اتباع نهج حكومي ومجتمعي شامل يرتكز على الاستثمار في التعليم، والتنمية الاقتصادية، وتعزيز الحوار بين الأديان والثقافات، إلى جانب تمكين المرأة والشباب.
أما ثانياً أكد بيان الدولة على ضرورية عدم ربط الإرهاب بأي دين، أو جنسية، أو حضارة، أو جماعة عرقية، إذ يعد أي عمل إرهابي عملاً إجرامياً بحْت ولا مبرر لارتكابه. ولهذا، تواصل الإمارات التأكيد على ضرورة تجنب استخدام مسميات تحت شعار الدين عند الإشارة إلى الجماعات الإرهابية مثل داعش.
وثالثاً، حضت الإمارات على مواصلة تطوير الأساليب في منع ومكافحة استغلال الإرهابيين للتقنيات المتطورة، ومنها الذكاء الاصطناعي وأنظمة الطائرات المسيرة، والعملات المشفرة، والمنصات الرقمية، والتي يشكل وقوعها في أيدي الأفراد والجماعات الإرهابية تهديداً خطيراً على السلم والأمن الدوليين. ولذلك، فإن التوافق على نهج جماعي مشترك، وتعزيز الأطر القانونية لمواجهة هذه التهديدات، دون الحد من القدرة على الابتكار، أصبح ضرورياً ويتطلب تعاوناً وثيقاً بين الحكومات والقطاع الخاص.
أما رابعاً، فأكدت الإمارات أنه من الضروري تنشيط وتسريع العمل على اعتماد اتفاقية دولية شاملة بشأن الإرهاب، فعلى الرغم من وجود اتفاقيات وقرارات دولية للتصدي للتهديدات المتنامية للإرهاب، ومنها استراتيجية الأمم المتحدة العالمية لمكافحة الإرهاب، إلا أن القضاء على هذه الآفة يتطلب اتفاقية دولية شاملة لتعزيز الإطار القانوني الدولي في هذا المجال. وختاماً، أكدت الإمارات على أنها ستواصل جهودها، بما في ذلك من خلال رئاستها للجنة مكافحة الإرهاب هذا العام، لتعزيز منظومة مكافحة الإرهاب لدى الأمم المتحدة.