قالت روزماري ديكارلو، وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية إن قوات النظام السوري نفذت هجوما عسكريا في إدلب ما يشكل تهديدا للمدنيين.
وأضاف ديكارلو خلال جلسة استثنائية لمجلس الأمن حول التطورات في سوريا، ليلة الجمعة إلى السبت، أن أكثر من مليون لاجئ سوري هربوا من مناطق قصف النظام في إدلب.
وعقد مجلس الأمن الدولي مساء الجمعة اجتماعاً طارئاً لمناقشة التصعيد الأخير في سوريا.
ويأتي الاجتماع وفق ما قال الرئيس الدوري لمجلس الأمن السفير البلجيكي مارك بيكستين دي بويتسفيرف، بطلب من الولايات المتحدة وألمانيا وبريطانيا وفرنسا وبلجيكا وإستونيا وجمهورية الدومينيكان لمناقشة تصاعد حدة الوضع وخطورته في إدلب.
وأضاف: "التصعيد مثير للقلق للغاية، وهذا هو السبب في طلب هذا الاجتماع الطارئ. نريد أن ندعو إلى ضبط النفس، وعدم التصعيد، ووقف إطلاق النار".
والأربعاء طلبت تسع دول أعضاء في مجلس الأمن من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس بذل مزيد من الجهود لوقف إطلاق النار في إدلب. كما طلبت منه ألمانيا التوجه إلى سوريا، لكنه رفض قائلاً إن ذلك قد يأتي بنتائج عكسية ويثير حفيظة روسيا، بحسب ما قال مسؤولون لوكالة "فرانس برس".
ومنذ اندلاع النزاع في سوريا عام 2011، يجهد مجلس الأمن للتوصل إلى حل للنزاع. واستخدمت روسيا الفيتو 14 مرة لمنع قرارات تهدف إلى وقف هجمات عسكرية.
بريطانيا: هجوم الأسد وروسيا متهور ووحشي
وفي هذا السياق، قال نائب السفيرة البريطانية في الأمم المتحدة، جونثان آلن إن "أعضاء حلف شمال الأطلسي (الناتو) يؤيدون جهود تركيا للتفاوض لإحلال وقف إطلاق نار فوري ودائم" في شمال غرب سوريا.
وفي نفس السياق، دانت بريطانيا اليوم الجمعة نظام الأسد وروسيا لشن هجوم "متهور ووحشي" في محافظة إدلب حيث تدور معارك ومقتل 33 جنديا تركيا في قصف هناك.
وقال وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب إن هجوم الخميس "يؤكد فحسب الطبيعة المتهورة والوحشية للهجوم الذي يشنه النظام السوري وروسيا في إدلب"، مضيفاً أن لندن ستسعى لتشديد العقوبات على النظام السوري.
بدوره قال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس: "ندين الهجمات المتواصلة لقوات النظام السوري وحليفتها روسيا بشمال سوريا. أحداث الليلة الماضية تظهر الخطر الكبير الذي يمثله المزيد من التصعيد العسكري".
وأضاف ماس: "الوقت ينفد ونحن بحاجة لوقف إطلاق نار إنساني في إدلب يفتح الباب أمام عقد محادثات سياسية، ونتواصل مع جميع الأطراف بهذا الخصوص". وتابع: "بمبادرة منا سيعقد مجلس الأمن الدولي جلسة خاصة اليوم لمناقشة الوضع الحالي".
وتشنّ قوات النظام بدعم روسي منذ مطلع كانون الأول/ديسمبر الماضي هجوماً واسعاً ضد مناطق سيطرة "هيئة تحرير الشام" ("جبهة النصرة" سابقاً) وفصائل معارضة أقل نفوذاً في إدلب ومحيطها، تسبّب بنزوح نحو مليون شخص، وفق الأمم المتحدة، ومقتل أكثر من 400 مدني، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.