أقامت دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي تحت شعار "رمضان دبي مع من نحب" وبرعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، مبادرة "إفطار دبي" للموسم الثاني على التوالي 2023 وهي مبادرة فريدة من نوعها في المنطقة تجمع قادة كافة الأديان والطوائف المختلفة المقيمة في إمارة دبي على مائدة واحدة للإفطار معاً بمشاركة أعضاء الهيئات الدبلوماسية والقنصلية في الإمارة وبعض كبار المسؤولين بالدولة.
وتسعى فعاليات رمضان دبي إلى نشر قيم الألفة والمحبة وتعزيز وبث روح التعايش السلمي والتلاحم بين المواطنين والمقيمين من الجاليات.
وشملت الطوائف والأديان كلاً من طائفة السيخ والبهرة والهندوس والبوذيين واليهود والكنيسة القبطية والأوقاف الجعفرية – وتهدف إلى ترسيخ مبدأ الوسطية والحكمة ونبذ العنصرية وقبول الآخر لكافة الأديان وتعكس الثقافة الإماراتية الراسخة في التعايش السلمي والتكافل خاصة في شهر رمضان الفضيل، كما تعكس صورة إمارة دبي كعاصمة للثقافة وحرية الأديان والاستقرار والتنمية وهي الثقافة التي يحتاجها عالمنا اليوم بعيدا عن التعصبات لمذهب أو دين أو عرق أو لون أو جنس.
وتم في هذا العام اختيار ساحة الوصل بمدينة إكسبو دبي لتقام فيها مبادرة "إفطار دبي" لرمزية ساحة الوصل كأيقونة لتواصل العقول والحضارات في العالم وتم التوسع هذا العام في دعوة المزيد من ممثلي الطوائف والأديان وأعضاء الهيئات القنصلية والدبلوماسية بالدولة.
وحظيت المبادرة في نسختها الأولى من العام الماضي بصدى عالمي واسع النطاق على جميع المستويات في وسائل الإعلام المحلية والعالمية ولدى مراكز البحوث والفكر حيث اعتبرت إمارة دبي واجهة حضارية نوعية في العالم.
جاء ذلك خلال حفل الإفطار المجمع الذي عقد في ساحة الوصل بمدينة إكسبو دبي مساء أمس، وضم جميع قيادات الأديان الطوائف الدينة على اختلاف مذاهبها المقيمة في إمارة دبي بحضور الدكتور حمد الشيخ أحمد الشيباني مدير عام دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي والمدراء التنفيذيين ومستشار التواصل الحضاري بالدائرة ورؤساء فرق مبادرة رمضان دبي إضافة إلى أعضاء السلك الدبلوماسي والقنصلي بالدولة ووسائل الإعلام المحلية والدولية والجهات الراعية والمشاركة في رمضان دبي.
ورفع الشيباني في كلمته بهذه المناسبة أسمى آيات التهاني والتبريكات إلى مقام صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله"
ومقام صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وإخوانهما أصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حكام الإمارات وإلى أولياء العهود ونواب الحكام وإلى شعب الإمارات والمقيمين على أرضها متمنياً أن يجعله الله شهر خير وسعادة وبركة على الجميع.
وأوضح الشيباني أنه تم تأسيس برنامج رمضان دبي منذ أكثر من 15 عاماً تقريباً تحت مسمى "قراء دبي" ثم تغير مسماه إلى "ملتقى راشد بن محمد الرمضاني" ثم أصبح "مبادرة رمضان دبي" ويضم الآن حزمة متنوعة من المبادرات النوعية والفعاليات والأنشطة الثقافية والدينية التي تلقى بظلال الرحمة والسكينة على الجميع في شهر رمضان المبارك.
وقال إن جميع الطوائف والأديان الموجودة في إمارة دبي سواسية وهي مكون أساسي وجزء لا يتجزء من شعب دولة الإمارات حيث يتواجد في دبي وحدها أكثر من 250 جنسية ولغة تعيش تحت سقف الأخوة الإنسانية في تناغم وتلاحم وانسجام تام حيث يشكلون نسيج هذا المجتمع الذي يضرب أروع المثل في حرية الأديان والثقافات في العالم.
وأكد المشاركون في إفطار دبي أن دولة الإمارات تمثل نموذجا فريدا في التعايش والإخوة الإنسانية وقبول الآخر مشيرين إلى أن الدولة تأسست على قيم المحبة والإلفة والتعاون مع الآخرين وهذا النموذج هو ما يحتاج إليه العالم الآن خاصة في ظروفه الراهنة التي تشهد الكثير من النزاعات والصراعات. حيث تجسد المبادرة مبدأ الوسطية والحكمة ونبذ العنصرية والتعايش التي تتبناها الإمارات في جو من الإلفة والإخاء والتلاحم وقبول الآخر.
من جانبه قال القس اسطفانوس كاهن كنيسة مار مرقس والإنبا بيشوي في عود ميثا بدبي في تصريح لـ"وام" على هامش الفعالية " أنه في الإمارات منذ 22 عاما ورأى فيها رسالة تعد أكبر رسالة للعالم حول كيف يعيش الإنسان مع أخيه الإنسان دون تفرقة ودون تمييز فأكثر من 200 جنسية تعيش على أرض واحدة بدون مشاكل وبكل قبول ومحبة وسلام وبكل أمان مؤكدا أن إفطار دبي اليوم يعكس مدى هذا التآلف بين مختلف الأطياف الدينية مهنئا الأمة الإسلامية بهذا الشهر الفضيل.