كشف عدد من الوزراء والمسؤولين السعوديين عن الوقت الذي بدأت فيه فكرة تخصيص شركة "أرامكو" تدور في ذهن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وكيف استقبلوا فكرة طرح "أرامكو" للاكتتاب.
وفي لفاء ببرنامج "حكاية وعد"، أوضح وزير التجارة السعودي ماجد القصبي وزير التجارة، أنه "في نهاية عام 2012، طرح الأمير محمد بن سلمان فكرة تخصيص أرامكو، وأشار الأمير إلى أن ذلك سيعود بنفع أكبر وأشمل للبلد سواء في التنوع الاقتصادي والحوكمة والشفافية".
وأضاف القصبي: "ما توقعت في هذا الوقت أن هذه الفكرة قابلة للتطبيق"، متابعا: "كنت في الفريق الأول ضمن مجموعة من الوزراء وأخذنا المبدأ العام للدراسة واستعنا بمكاتب عالمية، وكل فريق أجمع أنها فكرة جيدة، وبدأنا في موضوع التقييم".
من جهته، قال وزير السياحة أحمد الخطيب: "أول مرة طرح الأمير الفكرة عندما كان الملك سلمان وليا للعهد، وأنه يريد المقارنة بين أدائنا في أرامكو وأداء شركات النفط العالمية، وأنه يبغى الشفافية، حتى يعرف المجتمع من أين إيرادات الشركة التي تمثل أكبر مصدر دخل للدولة، وأكبر شركة في العالم من أين تأتي إيرادتها وأين تذهب نفقاتها، ويشارك المستثمر السعودي أو العالمي في الاستثمارات الموجودة في المملكة".
وبين وزير المالية محمد الجدعان أن ولي العهد قال لهم أن لديه فكرة تغيير السوق بشكل جوهري من خلال طرح الأصول التي تملكها الحكومة.
وأردف: "عندما سألته..وش اللي في بالك..قال أرامكو مثلا".
وأشار إلى أن الأمير محمد بن سلمان كان يرى المخاطر التي نفكر فيها مثل، طرحها بشكل كبير حيث تفقد الحكومة القدرة على إدارة الشركة، وكان قلقا من ناحية طرحها في أسواق عالمية قد لا تكون لنا القدرة على الدفاع عنها قانونيا بالشكل الكافي من ناحية سياستها كشركة سعودية لها حصة كبيرة من الاقتصاد السعودي.
وذكر أن الأمير كان يسمع هذه الآراء ويستوعبها بسرعة، والحلول كانت تتم من خلال كيفية إدارة برنامج الطرح وتكون بالتدريج، وهذا ما تم من خلال الدراسات والاستعانة بأفضل المستشارين العالميين، مشيرا إلى أنه كان هناك تباين في وجهات النظر من حيث الطرح داخل المملكة أو خارجها، والاستشاريون كانوا يرغبون بالطرح خارج المملكة.
هذا ولفت وزير الطاقة الأمير عبد العزيز بن سلمان إلى أن القرار كان يجمع بين آراء مختلفة وفعلنا ما هو في الصالح العام، وتقرر الطرح يكون في السوق السعودية، وسمحنا للصناديق في الداخل أن تشارك.
من جانبه، أوضح محافظ صندوق الاستثمارات العامة في السعودية ياسر الرميان أن ولي العهد تحدث عن فكرة طرح شركة "أرامكو" وهي الداعم الأول للاقتصاد الوطني، وأن الداعم الثاني هي شركة "سابك" وهي مطروحة والدولة باعت نسبة 25 من أسهمها لمستثمرين سعوديين وأجانب، والشفافية فيها أفضل ونسب النمو ممتازة، فما الفرق بين الاثنتين.
وعلق رئيس شركة أرامكو أمين الناصر قائلا: "سألني ولي العهد قائلا..ليش ما تفكروا في طرح جزء من أرامكو في أحد الأسواق العالمية؟"
وأشار إلى أن السؤال كان مفاجئا له وخارج الصندوق حتى أنه لم يجب ولي العهد والتزم الصمت، موضحا أن الطرح استغرق 3 سنوات منذ بداية الفكرة إلى التنفيذ.