الشبكة العربية للأنباء
الرئيسية - تكنولوجيا و صحة - إذا كان المخ لا يشعر بالوجع.. لماذا يؤلمنا الصداع؟

إذا كان المخ لا يشعر بالوجع.. لماذا يؤلمنا الصداع؟

الساعة 08:27 صباحاً

 

إن الصداع شائع للغاية ويمكن أن يتخذ العديد من الأشكال، تتراوح من الخفيفة إلى المنهكة وتستمر من دقائق إلى أيام. عندما تتألم الجمجمة، من السهل أن يعتقد الشخص أن أنسجة دماغه نفسها تعاني من الألم، لكن هذا الاعتقاد غير جائز علميًا، بحسب ما ورد في تقرير نشره موقع Live Science، ومن المفارقات أن الدماغ يشعر بالألم في جميع أنحاء الجسم، ولكن لا يوجد مستقبلات ألم الخاصة به. فلماذا إذن يؤلم الصداع؟

 

ألم في موضع آخر

قال دكتور تشارلز كلارك، طبيب أعصاب واختصاصي في الصداع في فاندربيلت هيلث في تينيسي، إنه يمكن أن ينجم الصداع عن حالة طبية أساسية، على سبيل المثال، تورم الجيوب الأنفية أو انخفاض نسبة السكر في الدم أو إصابة في الرأس. ولكن بشكل عام، تنشأ معظم حالات الصداع كوسيلة للإشارة إلى الألم في منطقة أخرى، بما يعني أن الشخص يشعر بالألم في مكان مختلف عن المكان الذي يحدث فيه بالفعل.

 

 

وأضاف أنه مشابه لكيفية تسبب القرص الغضروفي في الظهر في حدوث ألم عرق النسا، الذي يحدث حتى أسفل الساق، مشيرًا إلى أنه بالنسبة لمعظم حالات الصداع، فإن مشكلة في مكان آخر في الجسم - مثل الفك والكتفين والرقبة - تسبب ألمًا في العضلات والأعصاب حول الدماغ.

 

الصداع الأكثر شيوعًا

ومضى دكتور كلارك شارحًا أن صداع التوتر، والذي وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، يعد النوع الأكثر شيوعًا من الصداع المتكرر، ويحدث في أغلب الأحوال على شكل ألم في العضلات عبر الجزء العلوي من الرأس أو الجبهة، حيث يوجد عصابة العرق أو عصابة الرأس. ينتج الألم عن شد عضلات الوجه والرقبة وفروة الرأس ويمكن أن يكون مرتبطًا بالإجهاد، وفقًا للمؤسسة الوطنية الأميركية للصحة NIH. كما أوضح دكتور كلارك أن آلام الرأس وشد عضلات الجمجمة يمكن أن تكون ثانوية لاستجابة أخرى للضغط، مثل ضيق الأكتاف أو الفك المشدود.

 

وفقًا لـNIH، يمكن تحفيز أعصاب استشعار الألم في العضلات والأوعية الدموية حول الرأس والرقبة والوجه من خلال عمليات مختلفة، مثل تضخم الأوعية الدموية أو الإجهاد أو توتر العضلات. بمجرد تنشيطها، ترسل هذه الأعصاب إشارات إلى الدماغ، ولكن يمكن أن يشعر الشخص كما لو أن الألم يأتي من أعماق أنسجة المخ.

 

الصداع النصفي

وفي حين أن الصداع النصفي من الناحية الفنية هو مجرد عرض واحد من أعراض الاضطراب العصبي. يمكن الشعور بالصداع النصفي بعدة طرق وأماكن، مثل ألم عميق أو ألم سطحي أو ألم في الجزء الخلفي أو الأيسر أو الأيمن من الرأس أو خلف العينين.

 

يكون ألم الصداع النصفي أكثر حدة من أنواع الصداع الأخرى ويمكن أن يستمر لفترة أطول. غالبًا ما يكون الاضطراب وراثيًا ويمكن أن يسبب أعراضًا إضافية، مثل الغثيان. ولا تزال الأسباب الكامنة وراء الصداع النصفي غير مفهومة تمامًا، لكن إحدى النظريات تقول إن الألم مرتبط بالعصب القحفي الخامس، أو العصب ثلاثي التوائم، وهو العصب الحسي للرأس والوجه والجافية، وهي الطبقة الواقية من الدماغ حيث تتمدد الأوعية الدموية وتنقبض.

 

تفسير محتمل

إن أحد التفسيرات المحتملة لألم الصداع النصفي هو أن حدثًا كهربائيًا في الدماغ يحفز مسارات العصب الثلاثي التوائم ويطلق تفاعلًا التهابيًا. ينتشر الالتهاب عبر الأوعية الدموية للجافية وترسل ألياف العصب ثلاثي التوائم إشارات إلى جذع الدماغ. ثم ينتشر الالتهاب إلى السحايا الحساسة للألم - الأنسجة الواقية حول الدماغ - مما يسبب الصداع.

 

حريق خارج نطاق السيطرة

وقال دكتور كلارك إن سلسلة الأوعية الدموية الملتهبة والأعصاب المتهيجة هي "حريق مشتعل خارج نطاق السيطرة"، موضحًا أن الأمر يشبه حلقة التغذية الراجعة التي تصبح أكثر إثارة للغضب، مما يؤدي إلى نشوء تجربة الصداع النصفي. ويعد هذا هو السبب في أن العديد من علاجات الصداع النصفي تعمل بشكل أفضل إذا تم تناولها في وقت سابق على الإصابة بنوبة الصداع النصفي.

 

علاقات راسخة ولكن

اختتم دكتور كلارك قائلًا إنه في حين أن العلاقات بين الألم حول الجسم وآلام الرأس راسخة، فإن الآليات التي تسبب الصداع لا تزال غير مفهومة تمامًا، لكن النبأ السار هو أنه تم بلوغ مرحلة "جيدة جدًا في التعامل" مع بعض تلك الحالات، حيث يتم تحقيق نتائج إيجابية، على سبيل المثال، من خلال القيام بتغييرات في نمط الحياة، مثل ممارسة اليوغا؛ أو تناول الأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية، مثل الأيبوبروفين والأسبرين؛ علاوة على أن الأدوية، التي يتم الحصول عليها بوصفات طبية لعلاج حالات الصداع الشديدة، يمكن أن تقطع شوطًا طويلاً لتقليل شدة الصداع وتكراره.