ومن المقرر أن يلتقي وزراء من خمس دول فقدت مواطنين لها في تحطم الطائرة، في لندن في وقت لاحق الخميس للمطالبة ببعض الإجابات.
وقال وزير خارجية كندا، قبل انعقاد الاجتماع، إن بلاده سوف تطالب "بمعرفة كل شيء" عما حدث.
وقالت إيران إن الطائرة أسقطت بصاروخ أطلق عن طريق الخطأ.
وكانت الطائرة في رحلة من طهران إلى العاصمة الأوكرانية، كييف، وكان على متنها ركاب في طريقهم إلى كندا، وقد أسقطت وسط تصعيد للتوتر بين إيران والولايات المتحدة. ولم ينج منها أحد.
وقبل ساعات من ذلك استهدفت صواريخ إيرانية قاعدتين جويتين في العراق تضمان قوات أمريكية.
وظلت إيران تنفي أي مسؤولية عن الحادثة لمدة ثلاثة أيام بعد تحطم الطائرة، ولكن الحرس الثوري الإيراني أعلن، بعد ضغط دولي، تحمله المسؤولية، قائلا إن أفراده ظنوا أن الطائرة "صاروخ كروز".
واندلعت تلك الأزمة في وقت شديد الحساسية بالنسبة إلى إيران، من حيث علاقتها مع المجتمع الدولي، ووضعها في الداخل، بعد أن بدأت احتجاجات مناهضة للحكومة.
ما هدف اجتماع لندن؟
شكلت خمس دول، كان بعض مواطنيها على متن الطائرة، مجموعة جديدة لتنسيق ردها بينما كانت التحقيقات الإيرانية تتكشف. وهذه الدول هي كندا، وبريطانيا، وأوكرانيا، والسويد، وأفغانستان.وسيضيء وزراء خارجية تلك الدول الشموع تكريما للضحايا أمام المفوضية السامية الكندية في لندن الخميس قبل بدء المناقشات التي ستركز على الحاجة إلى الشفافية من جانب إيران.وقال وزير المواصلات الكندي، مارك غارنو، إن الاجتماع يهدف إلى "التوصل إلى إجماع" بشأن ما سيطلبونه من إيران.
وأضاف الوزير: "لن تقبل كندا بأي وضع نشعر فيه بأننا لم نعط المعلومات التي نسعى إليها. ويجب أن تتنبهوا إلى أن كندا لن تدع القضية تمر دون أن تعرف ما حدث بكل تفاصيله".
وتسعى مجموعة الدول الخمس إلى تقديم المسؤولين عن إسقاط الطائرة جميعهم إلى المحاكمة، والتأكد من الترتيبات التي تضمن استعادة رفات الضحايا بطريقة كريمة إلى أسرهم في أنحاء العالم.
وتحقق كندا في التقارير التي تفيد بأن السلطات تحرشت بأسر بعض الضحايا في إيران، وحثتهم على السكوت.
ويعتقد أن كثيرا من الأجانب الذين قتلوا في الحادثة يحملون جنسيات مزدوجة، وتقول الحكومة الكندية إنها "قلقة جدا" بسبب الضغط على أسر الضحايا الإيرانيين-الكنديين حتى لا يطالبوا برفاتهم.
كما تناقش المجموعة أيضا احتمال اتخاذ إجراء قانوني، ومسألة التعويضات خلال اجتماع الخميس، بحسب ما قاله وزير الخارجية الأوكراني، فاديم بريستياكو.
وقال رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، لبي بي سي الثلاثاء إنه "سعيد" بإقرار إيران بأنها ارتكبت "خطأ فظيعا" بإسقاط الطائرة.
وأضاف: "جيد أنهم اعتذروا. والأمر المهم الآن هو تهدئة التوتر في المنطقة".
ماذا يحدث في إيران الآن؟
زار محققون كنديون الأربعاء موقع تحطم الطائرة، وفحصوا حطامها.
ويتوقع أن يشاركوا في تحليل تسجيلات الرحلة الموجودة على الصندوق الأسود، وهذا جزء مهم لمعرفة ما حدث للطائرة، وكيف تحطمت.
وقبضت إيران على عدة أشخاص بعد إعلان مسؤوليتها عن الحادثة، وقال الرئيس الإيراني، حسن روحاني، إن نتائج التحقيقات سوف تقدم إلى "محكمة خاصة"، مشيرا إلى أن "العالم كله سيشاهد" المحاكمة.
وقال الحرس الثوري إن مشغل صواريخ تصرف من نفسه، بعد أن ظن خطأ أن الطائرة "صاروخ كروز"، عقب ورود تقارير بإطلاق صواريخ من هذا النوع على إيران بعد ضربها لقاعدتين جويتين في العراق.
ولكن روحاني أكد على أنه لا ينبغي الإنحاء باللوم في ذلك "الحادث المأساوي" على شخص واحد.
وطالب الرئيس روحاني الجيش الأربعاء، في إشارة إلى حدوث شرخ بين الحكومة والقوات المسلحة بسبب الحادثة، بتقديم تفاصيل ما حدث وكيف أسقطت الطائرة. وأقر وزير خارجيته، جواد ظريف، بأن الإيرانيين ظلوا "يكذبون" على مدى أيام، لكنه أصر على أن الحكومة لم تكن هي الأخرى تعلم.
وقال الحرس الثوري، وهو القوة التي أسست للدفاع عن الحكومة بعد ثورة 1979، إنهم نبهوا مسؤولي الحكومة فور وقوع الحادث.
وأدى إسقاط الطائرة، وما تبعه إلى خروج احتجاجات على مدى أيام في بعض المدن الإيرانية، وندد متظاهرون بالحكومة لعدم قول الحقيقة.
وتواجه إيران ضغوطا على أكثر من صعيد، إذ إن اقتصادها يعاني تحت وطأة العقوبات الأمريكية، كما قتل أكثر قادتها نفوذا في الفترة الأخيرة في غارة أمريكية بطائرة بدون طيار، ويبدو أن اتفاقها النووي الذي وقعته مع قوى العالم الكبرى على وشك الانهيار.