هل سبق لك أن لاحظت مجموعة كبيرة من الطيور المهاجرة تحلق عاليًا في السماء؟ إذا كان ذلك، فلا بد أنك لاحظت أن العديد من المجموعات تطير في شكل يشبه حرف “V”.
يُرى التكوين V، المعروف أيضًا باسم تشكيل Echelon ، كثيرًا في صفوف الطيور المهاجرة (مثل الأوز) التي تهاجر أو تسافر لمسافات طويلة. من المؤكد أنه يبدو أنيقًا للمتفرجين، لكن هل تساءلت يومًا عن السبب الحقيقي وراء هذا النمط المعين من التشكيل الجوي؟
عندما يطير طائر، تخلق أطراف جناحيه دوامة دوارة. “الدوامة الدوارة” كما يُوحي اسمها عبارة عن دوامة من الهواء المتحرك حول رؤوس أجنحة الطائر.
نتيجةً لذلك، يتم دفع الهواء الموجود خلف الطائر إلى أسفل، بينما يتم دفع الهواء الموجود بالخلف وعلى الجانبين لأعلى. بسبب ذلك، يكون تدفق الهواء إما لأعلى أو لأسفل.
الآن، إذا طار طائر في منطقة تدفق الهواء، فإنه يحصل على رفع مجاني من الهواء وبالتالي يحصل على قدر كبير من الدعم الجوي، دون بذل الكثير من الجهد من تلقاء نفسه. هذا هو السبب في أن الطيور التي تتبع القائد قد لا تضطر إلى رفرفة أجنحتها عدة مرات مثل زعيم المجموعة، حيث يمكنها فقط الانزلاق والبقاء في الجو.
بمعنى أكثر وضوحًا، تتموضع الطيور المهاجرة في تشكيلات متناسقة للحصول على حركة دفع إضافية عن طريق حركة الطيور التي تحلق في المقدمة. حيث يتقدم الطير إلى الأمام محركاً جناحيه إلى الأسفل، مما ينجم عنه تحريك الهواء من الأسفل إلى الأعلى. هذا التيار الهوائي يساعد على رفع الطيور في بقية النسق بدون بذل جهد إضافي.
تحرص الطيور كذلك خلال رحلتها على هذا التنسيق أن تُحرّك أجنحتها وفق توقيت دقيق. حيث تعمل على مزامنة ضربات أجنحتها بطريقة مثالية تتناسب مع الهواء المتدفق من أجنحة الطائر الذي يتحرّك في المقدّمة. والنمط V هو النمط الأفضل لمراقبة القائد في المقدّمة واستخلاص الحركة والتوقيت المناسبيْن.
كيف يتم اختيار قائد الطيور ليكون في مقدّمة السرب؟
كما اتضح، لا يوجد زعيم ثابت للقطيع. تتناوب الطيور على الوقوف في المقدمة. أجرى بيرنهارد فويلكل وزملاؤه من قسم علم الحيوان بجامعة أكسفورد دراسة مذهلة لمعرفة المزيد عن سلوكيات الطيران واكتشفوا أن الطائر يقضي ما يقرب من 32٪ من وقته في الطيران خلف طائر آخر، ومدة مماثلة من الوقت في القيادة.
يُعرف هذا التشكيل باسم “V Formation” أو تشكيل “Vic” في التشكيلات العسكرية في جميع أنحاء العالم. هذا التكوين شائع أيضًا في العروض الجوية، لكن الفرضية الأساسية وراءه كانت مستوحاة تمامًا من العالم الطبيعي – من أسراب الطيور الذكية التي كنا معجبين بها منذ آلاف السنين!