أثار الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب جدلاً واسعاً حين أعلن أنه يملك القوة لإنهاء الحروب، وكرر أمس قوله إنه أنهى حتى الآن سبع نزاعات دولية. ورغم أن هذه التصريحات لاقت صدى سياسياً وإعلامياً، إلا أن مراجعة الوقائع تكشف أن بعض إنجازاته في هذا المجال أقرب إلى تهدئات مؤقتة أو تفاهمات جزئية أكثر من كونها إنهاءً فعلياً للحروب. وفي واحدة من هذه النزاعات (الحرب بين إسرائيل وإيران) تدخلت أمريكا بنفسها في الحرب لترجيح كفة إسرائيل ثم إيقاف المواجهات.
القائمة التي تحدث عنها ترامب تضمنت صراعات متباينة في طبيعتها وأطرافها: النزاع بين إسرائيل وإيران، التوتر بين رواندا والكونغو الديمقراطية، الحرب في إقليم ناغورنو كاراباخ بين أرمينيا وأذربيجان، الخلاف الحدودي بين تايلاند وكمبوديا، التوتر والموجاهات الحدودية بين الهند وباكستان، أزمة سد النهضة بين مصر وإثيوبيا، وأخيراً الخلاف الطويل بين صربيا وكوسوفو.
النزاعات السبعة:
إسرائيل – إيران: اقتصرت مساهمة ترامب على رعاية تفاهمات غير رسمية بعد تبادل تهديدات وهجمات، لكن احتمالات الصراع ما تزال قائمة.
رواندا – الكونغو الديمقراطية: تم التوصل إلى تهدئة محدودة، بينما ظلت الاشتباكات قائمة في مناطق شرق الكونغو.
أرمينيا – أذربيجان: ساهمت ضغوط واشنطن في التوقيع على اتفاق سلام تاريخي في واشنطن.
تايلاند – كمبوديا: تم التوصل إلى تفاهم تجاري حدّ من التصعيد، لكنه لم يحل الخلاف الحدودي بشكل نهائي.
الهند – باكستان: لعبت الولايات المتحدة دوراً دبلوماسياً في تهدئة التوتر بعد اشتباكات حدودية، وهو دور لم تعترف به الهند.
مصر – إثيوبيا: توسطت واشنطن في محادثات بشأن سد النهضة، لكنها لم تؤد إلى اتفاق شامل، وبقي الخلاف قائماً.
صربيا – كوسوفو: اقتصرت الجهود على إعادة إطلاق حوار سياسي دون نتائج ملموسة، وظلت القضية معلقة.
تصريحات ترامب حول إنهاء سبعة نزاعات كانت في معظمها تفاهمات وقتية أو ضغوط دبلوماسية لم تصل إلى تسويات نهائية باستثناء حالة النزاع بين أرمينيا وأذربيجان. ومع ذلك، تكشف هذه التحركات عن سعي ترامب إلى إبراز نفسه كصانع سلام على المسرح الدولي، وهو يحاول إيجاد نافذة لتتويج طموحه في "نوبل للسلام" في إنهاء الحرب الأكثر دموية على الشعب الفلسطيني في غزة.