شنّت مقاتلات التحالف العربي لدعم الشرعية سلسلة غارات على مواقع لميليشيات الحوثي الانقلابية في صعدة ومأرب، وتمكنت من تدمير تعزيزات عسكرية للميليشيات، وتكبيدها خسائر في الأرواح، فيما استهدفت الميليشيات الحوثية معسكراً للجيش اليمني في مأرب بصاروخ بعيد المدى، واستمرت الميليشيات بالتصعيد العسكري في جبهات الساحل الغربي.
وتفصيلاً، ذكرت مصادر ميدانية في الجيش اليمني أن قوات «اللواء 102» تمكنت من صد هجوم واسع للميليشيات بمديرية باقم في صعدة، وكبدتها خسائر كبيرة في العتاد والأرواح.
ونفذت قوات الجيش، مسنودة بمقاتلات التحالف، أمس، عملية نوعية خاطفة على تحصينات الميليشيات الحوثية في جبهة باقم، تركزت في منطقة جبل شيحاط شرق المديرية، أدت إلى مصرع 16 من مسلحي الحوثي وإصابة آخرين.
وأكد ركن عمليات محور أزال، العميد كنعان الأحصب، أن نخبة من قوات الجيش بمحور أزال، استطاعت تنفيذ المهمة النوعية، حيث تمكنت من استدراج عناصر الميليشيات إلى الكمائن التي نصبها الجيش لهم في قرية آل مزهر شرق مديرية باقم، وكبدتهم خسائر كبيرة بمشاركة مقاتلات التحالف.
وأفادت مصادر محلية بتمكن مقاتلات التحالف من استهداف تجمع للميليشيات في مديرية مجز في صعدة، ما أدى إلى مصرع وإصابة عدد من مسلحي الحوثي.
إلى ذلك، أكدت مصادر عسكرية في محافظة مأرب شمال اليمن، مقتل خمسة من ضباط الجيش اليمني، بينهم ضابط برتبة عميد، في هجوم شنته ميليشيات الحوثي الانقلابية، المدعومة من إيران، على معسكر صحن الجن، وإصابة العديد في الهجوم الذي استخدمت فيه الميليشيات صواريخ بعيدة المدى.
وأوضحت المصادر أن الهجوم هو الثاني خلال أقل من شهر، حيث تعرض مقر وزارة الدفاع في محافظة مأرب لهجوم بصاروخ نهاية أكتوبر الماضي.
وكانت مأرب شهدت، مساء أول من أمس، معارك عنيفة بين قوات الجيش اليمني، مسنودة بقوات التحالف العربي، من جهة وميليشيات الحوثي من جهة أخرى، في جبهة صرواح، وذلك عقب محاولة تسلل إلى مواقع الجيش قامت بها عناصر الميليشيات، وتدخل مقاتلات التحالف لمساندة الجيش في صدها.
وأشارت المصادر إلى أن مقاتلات التحالف استهدفت تجمعات وآليات للميليشيات الحوثية في مواقع متفرقة بصرواح، وأسفرت الغارات عن سقوط قتلى وجرحى من الميليشيات، وتدمير آليات عسكرية بينها دبابتان وعربة «بي إم بي».
من جانبه، أشاد قائد العمليات المشتركة في الجيش اليمني، اللواء الركن صغير بن عزيز، خلال تفقده، أول من أمس، جبهات صرواح، بصمود المقاتلين في مختلف جبهات صرواح، معبّراً عن اعتزازه الكبير بالروح القتالية والمعنوية التي يتمتع بها المقاتلون، وأكد قدرة الجيش اليمني، بمساندة التحالف، على حسم المعركة في فترة قياسية إذا ما اتخذ القرار بذلك، لافتاً إلى أن الميليشيات لا تفهم لغة السلام ولا الهدنة.
وفي الجوف، قصفت مدفعية الجيش تعزيزات لميليشيات الحوثي شرق المحافظة، من جبهة المهاشمة، بمديرية خب والشعف التي تشهد عمليات عسكرية للجيش اليمني، منذ أيام، ضد مواقع الميليشيات.
ووفقاً لمصادر ميدانية، فإن القصف أسفر عن تدمير عدد من العربات التابعة للميليشيات الحوثية، ومصرع وجرح من كان على متنها، مؤكدة أن الجيش اليمني واصل عمليات تطهير المناطق المحررة، أخيراً، في المديرية من الألغام وبقايا عناصر الحوثيين.
وفي الضالع، استهدفت مدفعية القوات المشتركة والجنوبية، تجمعات وآليات عسكرية لميليشيات الحوثي غرب جبهة الفاخر، وألحقت بها أضراراً وخسائر كبيرة، ووفقاً لمصادر ميدانية فإن القصف أدى إلى تدمير آلية عسكرية عليها رشاش، وأيضاً تدمير مدافع هاون كانت تستهدف القوات المشتركة في المنطقة، وخلّفت المعارك قتلى وجرحى في صفوف الحوثيين.
ولقي شخصان من أسرة واحدة مصرعهما في قصف مدفعي لعناصر الميليشيات، غرب الضالع، ووفقاً لمصادر محلية فإن المواطن اليمني، أحمد صالح، وابنته توفوا إثر قصف بالدبابات شنته الميليشيات، استهدف منزلهم في منطقة بتار المحاذية لمديرية الحشاء.
وفي تعز، لقي أربعة من عناصر الميليشيات الحوثية مصرعهم، وأصيب آخرون في تصدي قوات الجيش لهجوم شنته عناصر الحوثي على مواقعها في وادي حذران، غرب تعز، استمر حتى فجر أمس.
وفي الحديدة، أحبطت القوات المشتركة هجوماً حوثياً واسعاً على منطقة الفازة التابعة لمديرية التحيتا، وكبّدت الميليشيات قتلى، بينهم أحد مشرفيهم من محافظة صعدة، إلى جانب أربعة عناصر كانوا برفقته، حسب ما ذكر الناطق باسم القوات المشتركة في الساحل الغربي، وضاح الدبيش، في بيان صحافي.
وواصلت الميليشيات استهدافها مواقع القوات المشتركة في مختلف جبهات الساحل الغربي، في إطار استمرار خروقاتها اليومية للهدنة الأممية ووقف إطلاق النار، وقامت، أمس، باستهداف مواقع القوات المشتركة في مديرية حيس جنوب الحديدة، مع استمرار محاولاتها التقدم نحو منطقتي الفازة والجبلية في مديرية التحيتا.
وواصلت الميليشيات الدفع بحشودها إلى جبهات الساحل الغربي، وأرسلت مجاميع منهم إلى مناطق المغرس والسويق وقرية الفلاح، في محيط مديرية التحيتا جنوب الحديدة، في إطار تحضيرها إلى شن هجمات على القوات المشتركة في المديرية، الواقعة على طريق الإمداد بين المخاء والحديدة.
معاناة النازحين
قالت مصادر محلية إن أكثر من 3000 أسرة نازحة من قرى منطقة الفاخر في محافظة الضالع اليمنية، تواجه الموت كل يوم، جراء قصف ميليشيات الحوثي المتواصل على مخيماتهم وسط غياب تام للمنظمات الإغاثية الدولية. وناشد سكان محليون ونازحون في المنطقة، المنظمات الإنسانية العاملة في اليمن، إمدادهم بالمواد الإغاثية والإيوائية، متهمين الحوثيين بتحويل مساكنهم إلى ثكنات عسكرية، ومن تبقى من الأسر إلى دروع بشرية. وكانت إحصاءات صادرة عن المركز الإعلامي لجبهة الضالع، كشفت أن 83 مدنياً قتلوا بقصف وألغام الحوثي خلال الفترة الماضية، كما اختطفت الميليشيات 198 مدنياً، ودمرت 138 منزلاً، وأحرقت 22 منشأة ومشروعات مياه.