الشبكة العربية للأنباء
الرئيسية - تكنولوجيا و صحة - حقيقة "محرجة" عن عالم "ميتافيرس".. حلم مؤسس فيسبوك

حقيقة "محرجة" عن عالم "ميتافيرس".. حلم مؤسس فيسبوك

الساعة 08:58 مساءً

 

أظهرت لنا نماذج الفيديو الخاصة بـ "ميتافيرس" metaverse التي كشف عنها مؤسس فيسبوك مارك زوكربيرغ، الشكل الذي قد يبدو عليه سحر التواجد عن بعد من خلال تقنية الأبعاد الثلاثية. لكنها أغفلت حقيقة معظم الواقع الافتراضي الحالي.

 

يهدف مشروع metaverse إلى نقل مزيد من حيواتنا إلى عالم الألعاب ثلاثية الأبعاد. وتتمثل الرؤية في تحرير وجودنا الرقمي من حدود الشاشة، واستعادة حريتنا في الحركة على إنترنت أكثر "تجسيدًا"، وتمكين اتصالات أعمق بين الأشخاص في بيئة اجتماعية، حيث يمكننا رؤية الآخرين والتفاعل معهم.


 

قال زوكربيرغ: "عندما تكون في اجتماع عبر metaverse، ستشعر وكأنك في الغرفة مع الآخرين، وتتواصل بعينيك، وتمتلك إحساسا مشتركا بالمساحة وليس مجرد النظر إلى شبكة من الوجوه على الشاشة".

 

هذا صحيح، لكن، في الوقت الحالي metaverse ليس "مجسدًا" على الإطلاق. إنها تجربة الخروج من الجسد حيث تأخذك حواسك إلى مكان آخر وتترك جسدك خلفك على كرسي أو أريكة أو يقف كسجين معصوب العينين.

 

كما أن سماعات الرأس الحالية غالبًا ما تحجب "العالم الحقيقي"، وأحيانًا تسبب الشعور بالدوار والصداع وحتى الغثيان!

 

تحديات

تعِد تقنيات الواقع المختلط والواقع المعزز بمعالجة هذا الصدع، وجعل العمل واللعب ثلاثي الأبعاد تجربة جسدية أكثر قدرة على الحركة. وهناك جهود حديثة في هذا الاتجاه، مثل بعض تطبيقات اللياقة البدنية. وقد أشاد زوكربيرغ بلعبة "Beat Saber" في حديثه، وميزات الفيديو التمريري التجريبية، التي تمزج بين مجالات الرؤية الحقيقية والرقمية، والتي قدمتها Oculus الصيف الماضي.

 

في غمرة ذلك، ستكون السلامة دائمًا مصدر قلق. قد نتذكر مقاطع الفيديو لمستخدمي Wii وهم يحطمون أجهزة التلفزيون الخاصة بهم! هذه مجرد معاينة لما يمكن أن يحدث خطأ عندما تتحرك أجسادنا حول أشياء حقيقية بينما تكون عقولنا في الفضاء الافتراضي.

 

 

يمكن أن تساعد نظارات الواقع المعزز في المستقبل، في مزج العالم الحقيقي والميتافيرس بسلاسة أكبر. لكن التحديات المتمثلة في هذه الأجهزة كخفة الوزن والأسعار المعقولة وعمر البطارية، تبقى بعيدة عن رؤية زوكربيرغ، بحسب تحليل لموقع Axios.

 

في غضون ذلك، يتوقع المراقبون أن يتم تسليمها إلى الجمهور بشكل جزئي، إذ ستظهر أولاً في عوالم الألعاب مثل Roblox و Fornite والمنتجات القائمة على التشفير مثل NFTs، بدلاً من المكاتب والحفلات الافتراضية ثلاثية الأبعاد.

 

يقول زوكربيرغ إنه يتصور وصول الأشخاص إلى metaverse أحيانًا بتقنية ثلاثية الأبعاد كاملة، وأحيانًا من خلال نظارات الواقع المعزز، وأحيانًا أخرى فقط من خلال "أجهزة الكمبيوتر والهواتف".

 

"الخصوصية والأمان والأخلاق"

تعِد Meta (شركة فيسبوك سابقا) - جنبًا إلى جنب مع بقية صناع الواقع الافتراضي اليوم - بإطلاق الإنترنت ثلاثي الأبعاد الجديد مع العناية الواجبة بـ"الخصوصية والأمان والأخلاق". لكن صناع العالم الافتراضي سيشعرون بنفس الدوافع لتعزيز المشاركة والتمسك بمقل أعين المستخدمين في metaverse، مثلما هي عليه الآن المنصات الاجتماعية.

 

وقد يتركنا ذلك جميعًا نشعر بالحنين إلى عصرنا الحالي من رؤية مشوشة للشاشة، وخلاصات الأخبار المليئة بالمعلومات الخاطئة وتنازلات الخصوصية، وفقا لمقال Axios.

 

منذ اختراع الواقع الافتراضي VR قبل 30 عامًا، كان صانعوه يحلمون دائمًا بإصلاح الانقسام الديكارتي "العقل/الجسم" الذي تروج له العديد من المنتجات التقنية.

 

خلاصة القول، من الممكن "في أفضل الأحوال" تخيل سيناريو حيث يصبح الواقع الافتراضي - المدعوم بتقنية أكثر مرونة وميزات العبور التي تمزج بين مجالات الرؤية الحقيقية والرقمية - متجسدًا حقًا.

 

لكن الحقائق التجارية للإنترنت الاجتماعي واحتمال حدوث تحسينات تدريجية بطيئة في أجهزة اليوم، تجعل أسوأ الحالات تبدو وكأنها رهان أفضل بكثير.