أخطرت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، أمس، بالاستيلاء على نحو 500 دونم من أراضي المواطنين الفلسطينيين في بلدة حزما شرق القدس المحتلة، كما شرعت قوات الاحتلال بعمليات تجريف واسعة لأراضي المواطنين في بلدة بيت أمر شمال الخليل لمصلحة طريق استيطاني يمر بالمنطقة. وتزامن ذلك مع قيام قوات الاحتلال الإسرائيلي بالاعتداء على وزير شؤون القدس، فادي الهدمي، قبل أن تعتقله من منزله في مدينة القدس المحتلة.
وتفصيلاً، قال رئيس بلدية بلدة حزما، مسلم أبو حلو، إن سلطات الاحتلال سلمت الارتباط المدني إخطاراً يقضي بالاستيلاء على نحو 500 دونم من الأراضي الواقعة بمحاذاة مستوطنة «آدم» المقامة عنوة على أراضي المواطنين، وهي ضمن أحواض البلدة المجاورة لقرية جبع وشرق جنوب بلدة الرام.
وبلدة حزما تحيطها أربع مستوطنات، وتعتبر الشريان الرئيس الرابط بين شمال الضفة الغربية وجنوبها وإحدى البوابات الرئيسة لمدينة القدس.
وأضاف أبوحلو أن قرار الاحتلال بالاستيلاء على الأراضي هو من أجل التمدد الاستيطاني.
وصعدت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، أخيراً، سياستها الرامية إلى الاستيلاء على مساحات شاسعة من أراضي المواطنين في الضفة الغربية، والقدس المحتلة.
وفي الخليل شرعت قوات الاحتلال، أمس، بعمليات تجريف واسعة لأراضي الموطنين في بلدة بيت أمر لمصلحة طريق استيطاني يمر بالمنطقة.
وقال الناشط الإعلامي محمد عوض لوكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، إن جرافات وآليات إسرائيلية باشرت تحت حماية جنود الاحتلال، بتجريف أراضي وحقول المواطنين بالقرب من بيت البركة المستولى عليه من قبل المستوطنين، لشق طريق استيطاني جديد يمر بمحاذاة طريق القدس - الخليل، مضيفاً أن جيش الاحتلال أعلن المنطقة عسكرية مغلقة، ومنع المزارعين وأصحاب الأراضي من الوصول للمكان.
وتعود ملكية الأراضي الجاري العمل بها لعائلتي صافي وصليبي، وتقدر مساحتها بنحو 90 دونماً مزروعة بأشجار اللوزيات والكرمة.
وأوضح خبير الخرائط والاستيطان عبدالهادي حنتش لـ«وفا»، أن الشارع الاستيطاني الذي بوشر بشقه يمتد كيلومترات عدة على حساب الأراضي الزراعية الخصبة، بدءاً من مفرق «عصيون» شمال الخليل، مروراً ببيت البركة المقابل لمخيم العروب، وعبر المحمية الطبيعية «جبل القرن» الواقعة بين بيت أمر والعروب، ومروراً بمستوطنة «كرمي تسور» المقامة على أراضي المواطنين، وصولاً لمفرق «النبي يونس» المدخل الشمالي الشرقي لبلدة حلحول، ليستولي على نحو 400 دونم من أراضي المواطنين من بلدتي حلحول وبيت أمر.
واعتبر حنتش أن شق الطريق الاستيطاني الجديد شمال الخليل، يكرس عمليات الفصل العنصري، ويهدف لخدمة أغراض استيطانية توسعية.
على صعيد آخر، اعتدت قوات الاحتلال الإسرائيلي، أمس، على وزير شؤون القدس، فادي الهدمي، قبل أن تعتقله من منزله في مدينة القدس المحتلة.
ودهمت قوات الاحتلال منزل الوزير الهدمي في حي الصوانة بمدينة القدس فجراً، وفتشته وخربت محتوياته، وقامت بالاعتداء على الهدمي أمام عائلته، قبل أن يتم اعتقاله واقتياده لجهة مجهولة للتحقيق.
يذكر أن هذا الاعتقال الثالث له منذ توليه منصب وزير القدس، عدا عن عشرات الاستدعاءات.
وفي سياق متصل، دهمت قوة كبيرة من جيش وشرطة الاحتلال منزل محافظ القدس في السلطة الفلسطينية عدنان غيث، وفتشت محتوياته وسلمته طلباً لمقابلة مخابراتها.
وغداة استشهاد شاب فلسطيني خلال سلسلة غارات شنتها طائرات حربية إسرائيلية على غزة، حمّل رئيس الوزراء الإسرائيلي المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو حركة حماس مسؤولية التوترات مع القطاع، ولفت إلى أن الأوضاع عموماً «حساسة وقابلة للانفجار على جبهات عدة».
وفي مستهل الاجتماع الأسبوعي للحكومة أمس، قال نتنياهو: «إننا في فترة شديدة الحساسية من الناحية الأمنية، إنها قابلة للانفجار على العديد من الجبهات: في الشرق والشمال والجنوب».
وفي غزة أعلن رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، أمس، موافقة الحركة على إجراء انتخابات فلسطينية تشريعية تتلوها رئاسية.
وقال هنية، عقب اجتماع قيادة الحركة وممثلي فصائل أخرى مع وفد لجنة الانتخابات المركزية الفلسطينية، إنه تم التأكيد على انتخابات شاملة تبدأ بالمجلس التشريعي، ثم الرئاسة، ثم منظمة التحرير.
وأضاف أن الانتخابات «استحقاق وطني داخل فلسطين وفي الشتات، وقد حصل حراك عزز الإيجابية الحاصلة بهذا الملف، وهناك إجماع على إجراء الانتخابات وفق الصيغة التي تم الاتفاق عليها».
وذكر هنية أن وفد لجنة الانتخابات المركزية نقل إلى الفصائل الفلسطينية في غزة موافقة الرئيس محمود عباس على إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية «بما يشكل القاعدة الجامعة للموقف المشترك الذي سنعمل عليه».
وقال هنية: «ناقشنا واستحضرنا الكثير من الخطوط العامة والتفاصيل التي عرضتها الفصائل من أجل تأمين عملية انتخابية ناجحة لتنطلق الانتخابات في ظل مناخ مريح».