كشف جهاز قياس الزلازل على سطح المريخ أول نظرة مفصلة على الجزء الداخلي من الكوكب الأحمر، حيث وثّق وجود قشرة رقيقة بشكل مدهش ونواة منصهرة ساخنة تحت السطح المتجمد.
وفي سلسلة من المقالات نُشرت هذا الأسبوع، أفاد العلماء بأن قشرة المريخ تقع ضمن نطاق سمك الأرض.
نصف سمك الأرض
ويبلغ سمك وشاح المريخ بين القشرة واللب نصف سمك الأرض تقريباً. وتوجد نواة المريخ في جانب أعلى مما توقعه العلماء، على رغم أنها أصغر من نواة كوكبنا التي تبلغ ضعف حجم المريخ تقريبًا.
كذلك، تؤكد هذه الدراسات الجديدة أن نواة المريخ منصهرة. لكن هناك حاجة إلى مزيد من البحث لمعرفة ما إذا كان للمريخ نواة داخلية صلبة مثل نواة الأرض، محاطة بنواة خارجية منصهرة، وفقًا لفرق البحث الدولية.
في موازاة ذلك، قال العلماء الجمعة إن الزلازل الأقوى يمكن أن تساعد في تحديد أي طبقات أساسية متعددة، وفق ما نقلت وكالة "أسوشييتد برس".
وتستند النتائج إلى حوالي 35 هزة أرضية مسجلة بواسطة مقياس الزلازل الفرنسي على مركبة الهبوط "إنسايت" التابعة لوكالة ناسا، والتي وصلت إلى المريخ في العام 2018.
كما اكتشف مقياس الزلازل المقبب بالفعل 733 هزة أرضية حتى الآن، ولكن 35 مع قوتها من 3.0 إلى 4.0 كانت بمثابة الأساس لهذه الدراسات.
حمم بركانية
ونشأت معظم الزلازل الكبيرة في منطقة بركانية على بعد 1000 ميل (1600 كيلومتر) حيث ربما تدفقت الحمم البركانية منذ ملايين السنين فقط.
في السياق، قال مارك بانينغ، من مختبر الدفع النفاث التابع لناسا، والذي شارك في دراسة القشرة، إنه حتى أكبر الزلازل ضعيفة جدًا لدرجة أنها بالكاد يمكن الشعور بها على الأرض.
وعبر بانينغ عن أمله في "الشيء الكبير" الذي سيجعل من السهل معالجة البيانات وتحديد الجزء الداخلي للمريخ. وتابع قائلا "نود أن نرى بعض الأحداث الأكبر".
يشار إلى أن القياسات الحالية تظهر أن قشرة المريخ قد تصل إلى عمق من 12 إلى 23 ميلا (20 إلى 37 كيلومترًا)، ويمتد الوشاح إلى أسفل ما يقرب من 1000 ميل (1600 كيلومتر)؛ واللب خفيف الوزن نسبيًا بنصف قطر 1137 ميلًا (1830 كيلومترًا).