أعادت السلطات العراقية قطع خدمة الإنترنت في البلاد، مجدداً، أمس، بعد تشغيل الخدمة ليلة واحدة، فيما شهدت مدينة الصدر أعمال عنف دامية، سقط خلالها 15 قتيلاً، واستيقظت العاصمة العراقية بغداد، أمس، على هدوء حذر بعد أسبوع من الاحتجاجات.
وتفصيلاً، أعلن الجيش العراقي، أمس، أن شرطياً قُتل وأصيب أربعة آخرون إثر هجوم من مسلحين في مدينة الصدر، حيث قتل 15 شخصاً في الليلة الماضية خلال أعمال عنف، وقالت مصادر في الشرطة المحلية لـ«رويترز» إن المحتجين وذوي قتلى الاحتجاجات احتشدوا في مدينة الصدر بعد حلول مساء ليلة أمس، وأشعلوا النيران في إطارات أمام مبنى مجلس البلدية والمحكمة في ميدان مظفر، موضحة أن إطلاق النار الذي استهدف قوات الأمن جاء مصدره من أحد الحشود، لكن المحتجين قالوا إنهم تعرضوا لهجوم من قوات الأمن باستخدام الذخيرة الحية طوال الأسبوع.
وشاهد صحافيون من «رويترز» قناصة على أسطح المباني وهم يطلقون النار على حشود المحتجين، ما أدى إلى سقوط قتلى ومصابين.
واستيقظت العاصمة العراقية بغداد، أمس، على هدوء حذر بعد أسبوع من الاحتجاجات التي شابتها أعمال عنف، وعادت الأوضاع في العاصمة إلى طبيعتها، حيث أعلنت سلطات المرور إعادة فتح المنطقة الخضراء الحكومية والجسر المعلق أمام حركة السيارات، بعد فترة توقف على خلفية التظاهرات الشعبية، فيما لايزال جسر الجمهورية باتجاه ساحة التحرير مغلقاً، وكذا شارع ساحة الطيران.
وكان الرئيس العراقي برهم صالح، قد دعا، مساء أول من أمس، أبناء وطنه إلى وضع حد لما سماه «الفتنة»، بعد إقرار القوات الأمنية بـ«استخدام مفرط للقوة في مدينة الصدر بشرق بغداد».
إلى ذلك، أعادت السلطات العراقية قطع خدمة الإنترنت في البلاد، مجدداً، أمس، بعد إعادة تشغيل الخدمة ليلة واحدة للمرة الأولى منذ توقفها بداية أكتوبر الجاري، بالتزامن مع انطلاق التظاهرات.
وصرح المتحدث باسم وزارة الداخلية العراقية، اللواء سعد معن، في وقت سابق، بأن «حظر الإنترنت يأتي لدواع أمنية»، وأكد أن قرار إعادته مرتبط بالوضع الراهن وبقرار من الحكومة.
وبحسب إحصاءات رسمية، فإن أعمال العنف التي رافقت التظاهرات أوقعت أكثر من 110 قتلى من المتظاهرين والقوات الأمنية، إضافة إلى نحو 10 آلاف مصاب، غالبيتهم العظمى من المدنيين.
وصوت مجلس النواب العراقي، أمس، من حيث المبدأ على إنهاء أعمال مجالس المحافظات، وذلك خلال جلسته الاعتيادية بحضور 212 نائباً، واثنين من الوزراء، لمناقشة مطالب المتظاهرين، كما صوت المجلس على مقترحات الحكومة حول مطالب المتظاهرين، حيث أوصت اللجنة النيابية المشكلة لبحث المطالب، باعتبار ضحايا التظاهرات شهداء، وتعويض الجرحى، وإطلاق منحة مالية دورية للعاطلين عن العمل من الخريجين وغيرهم، فيما أعلنت قيادة عمليات بغداد، أمس، عن استقبال 443 منتسباً من المفسوخة عقودهم، تنفيذاً لتوجيهات القيادة العامة للقوات المسلحة.
إلى ذلك، قال حساب المرشد الإيراني، علي خامنئي، على «تويتر»، إن من وصفهم بـ«الأعداء» يسعون لـ«التفرقة بين العراق وإيران، لكنهم عجزوا ولن يكون لمؤامرتهم أثر»، وجاءت تصريحاته بعدما شهدت تظاهرات العراق إحراق مقار أحزاب موالية لإيران، بالإضافة إلى تداول مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي يظهر فيها متظاهرون يهتفون ضد إيران.