الشبكة العربية للأنباء
الرئيسية - أخبار العالم - الاتحاد الأوروبي: السعودية شريك مهم بتعزيز جهود السلام بالشرق الأوسط

الاتحاد الأوروبي: السعودية شريك مهم بتعزيز جهود السلام بالشرق الأوسط

الساعة 07:14 مساءً

 

كشف الناطق الرسمي باسم الاتحاد الأوروبي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، لويس ميغيل، في تصريح لـ"العربية.نت"، أن السعودية تعد شريكاً مهماً للاتحاد الأوروبي في جهود تعزيز السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقياً، مشيراً إلى أن هناك حوارا سياسيا مثمرا قائما مع السلطات السعودية خلال الفترة الراهنة، يناقش على إثره سبل دعم المجتمع الدولي لإنهاء العنف فيما يتعلق بالصراع بين إسرائيل وفلسطين، والحرب في كل من سوريا واليمن.

 

وأضاف: "نعتقد أن السعودية لديها دور حاسم تلعبه في دعم جهود السلام هذه، وسنواصل حوارنا الدبلوماسي مع الرياض لتحديد كيفية تطوير التآزر بشكل أفضل في هذا الصدد".

 

 

 

الرؤية السعودية 2030 فرصة فريدة

وتابع ميغيل: "تمثل رؤية السعودية 2030 فرصة فريدة للسعودية، ولكن أيضًا للمنطقة لتكثيف الجهود نحو التنويع الاقتصادي الذي تشتد الحاجة إليه، وحزمة الإصلاحات هذه تذكرنا بالاتفاقية الخضراء للاتحاد الأوروبي، الصفقة الخضراء الأوروبية التي هي خطتنا لجعل اقتصاد الاتحاد الأوروبي مستدامًا، ويمكننا القيام بذلك عن طريق تحويل التحديات المناخية والبيئية إلى فرص وجعل الانتقال عادلاً وشاملاً للجميع".

 

وأضاف: "لقد وضع الاتحاد الأوروبي إطارًا شاملاً للسياسات والآليات للحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، كما يجدر بالذكر أنه بين عامي 1990 و2018، خفض الاتحاد الأوروبي انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بنسبة 23%، بينما نما الاقتصاد بنسبة 61%، حسب خارطة طريق لأوروبا لتصبح قارة محايدة مناخيًا بحلول عام 2050".

 

وقال: "لقد سررنا حقاً برؤية كيف تمكنت رئاسة المملكة العربية السعودية لمجموعة العشرين من تأمين إشارات مناسبة للالتزامات المناخية في الوثيقة الختامية للقمة، مع التأكيد القوي على التزامها باتفاقية باريس".

 

وأكمل الناطق الرسمي باسم الاتحاد الأوروبي حديثه: "إننا نتشارك بنفس المستوى من الطموح وأعتقد أن رؤية 2030 تشكل منصة رائعة لمزيد من التعاون الاقتصادي بين الاتحاد الأوروبي والسعودية، أحد الجوانب على سبيل المثال هو صادرات الهيدروجين من السعودية إلى الاتحاد الأوروبي، إن هذا شيء يمكن أن يساعد الاتحاد الأوروبي في تحقيق أهدافه المناخية، وبهذا المعنى، فإن الاتحاد الأوروبي يدعم مبادرات الشرق الأوسط والسعودية الخضراء التي تهدف إلى الحد من انبعاثات الكربون، وتعزيز مصادر الطاقة المتجددة، وحماية النظم البيئية ومناطق التشجير في المنطقة، كما تعتبر السياحة أيضًا مجالًا يستحق التركيز عليه، لا سيما خطة تطوير العلا التي تم إطلاقها في أبريل، وقد أثارت بالفعل اهتمام المستثمرين وتوسع نطاق التعاون الإضافي مع الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء فيه".

 

جائحة فيروس كورونا

وفيما يتعلق بملف جائحة فيروس كورونا، أردف لويس ميغيل قائلاً: "تسببت الجائحة في أخطر أزمة عالمية منذ الحرب العالمية الثانية، وفقًا لصندوق النقد الدولي، يبدو أن الانتعاش الاقتصادي قوي، حتى لو كان لا يزال هناك العديد من أوجه عدم اليقين المرتبطة بشكل خاص بمتغيرات جائحة كورونا، وتشير توقعات الإنتاج لعام 2022 إلى أن النمو في كل من منطقة اليورو والشرق الأوسط سيصل إلى 3.8%، مع وصول السعودية إلى 4$ ومع ذلك، فإن هذا الانتعاش، حتى لو كان أقوى مما كان متوقعًا، يظل غير منتظم تمامًا، وتعود هذه الاختلافات إلى مدى فعالية البلدان في معالجة الجوانب الصحية للأزمة، لا سيما سرعة نشر التطعيم، إلى جانب حجم دعم سياساتها الاقتصادية".

 

وأضاف: "لهذا السبب كثف الاتحاد الأوروبي دعمه لدول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من خلال مساهمته في مرفق COVAX، حيث أصبح أكبر مساهم بأكثر من 2.2 مليار يورو، وقد تضافرت جهود الاتحاد الأوروبي والسعودية خلال أصعب أيام الجائحة، ويمكن اعتبار مؤتمر التعهدات الدولي الناجح (الذي تم التعهد خلاله بـ 7.4 مليار يورو) والذي شاركنا في رئاسته في أيار 2020 خلال رئاسة السعودية لمجموعة العشرين مثالاً واضحًا على ذلك".

 

وأضاف: "بالنسبة للسعودية، نعتقد أن السلطات بذلت جهودًا ملحوظة في حملة التطعيم الخاصة بها، كما أن اتخاذ العديد من القرارات، مثل إتاحة اللقاحات مجانًا في الصيدليات، أو إطلاق حملات التطعيم من خلال تطبيق صحتي، أو توسيع عدد مراكز التطعيم، قد آتت أكلها، بل إننا نلاحظ أن السعودية قد حسنت من مؤشراتها ورفعت القيود تدريجياً، وهذا له تأثير مباشر على الأداء الاقتصادي، كما أننا نشجع السلطات السعودية على مواصلة هذه الجهود، حيث لن يكون أحد بأمان حتى يصبح الجميع بأمان".

 

تعزيز التنمية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا

وفيما يخص سبل تطوير التنمية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقياً، قال لويس ميغيل: "لطالما كان الجوار الجنوبي منطقة ذات أهمية استراتيجية لأوروبا، نحن نتشارك في البحر نفسه وموارده، وعلى مر التاريخ، تبادل الناس من شاطئي البحر الأبيض المتوسط وتبادلوا التأثير على بعضهم بعضا من الطعام إلى الهندسة المعمارية، وقبل 25 عامًا، في إعلان برشلونة، التزم الاتحاد الأوروبي وشركاؤه الجنوبيون بتحويل حوض البحر الأبيض المتوسط إلى منطقة للحوار والتبادل والتعاون، بما يضمن السلام والاستقرار والازدهار، ولقد اقترحنا أجندة جديدة للبحر الأبيض المتوسط، والتي ستضع جدول أعمال إيجابيا وأسس عملنا المشترك في السنوات القادمة، ولتحقيق جدول أعمالنا، للفترة 2021-2027، نقترح تجنيد ما يصل إلى 7 مليارات يورو في إطار أداة الجوار والتنمية والتعاون الدولي (NDICI)، والتي من شأنها أن تساعد في زيادة الاستثمارات الخاصة والعامة التي تصل إلى 30 مليار يورو في الجوار الجنوبي، وستكون الخطة الاقتصادية والاستثمارية لدول الجوار الجنوبية هي مخطط عملنا.

 

وأكد ميغيل أن خلق فرص العمل، خاصة خلق الوظائف اللائقة، هو أمر أساسي في جدول أعمال الاتحاد الأوروبي وأنه بحلول عام 2030، سيرتفع عدد سكان المنطقة إلى 581 مليونًا مقارنة بـ 484 مليونًا في عام 2018، وبمجرد التفكير في الازدهار، ستكون هناك الحاجة إلى التركيز على الأشخاص، وخاصة الأجيال الشابة التي تستحق فرصًا لحياة عادلة ومستدامة.

 

اليمن والعراق

وأضاف: "أما بالنسبة للدول التي تشهد صراعًا، مثل اليمن والعراق، فإن مساهمة الاتحاد الأوروبي كبيرة كذلك، في اليمن، يعتبر الاتحاد الأوروبي مانحًا رئيسيًا للتنمية، من بين قلة قليلة تركز باستمرار على معالجة الأسباب الاقتصادية الجذرية للأزمة الحالية، ومنذ عام 2015، بلغت حافظة تنمية الاتحاد الأوروبي في اليمن 337 مليون يورو - حوالي ثلث إجمالي استجابة الاتحاد الأوروبي للأزمة (مليار يورو). خلال الفترة المقبلة، يبقى الاتحاد الأوروبي ملتزمًا بهذه الشراكة التنموية وسيخصص 149 مليون يورو لبرامج التنمية في اليمن حتى عام 2024".

 

وقال: "سنستمر في الحفاظ على صمود الأفراد والمؤسسات المحلية والقطاع الخاص، ولا سيما الشركات الصغرى والصغيرة والمتوسطة، للمساعدة في منع الدولة من الفشل، لا سيما استعدادًا لسيناريو "اليوم التالي"، إن الهدف هو تحويل تركيز الاتحاد الأوروبي إلى المرونة والتنمية على المدى الطويل / تحقيق أهداف التنمية المستدامة، بدلاً من الإنفاق الإنساني المطول.

 

في العراق، قدم الاتحاد الأوروبي أكثر من 1.3 مليار يورو كمساعدات مالية للعراق منذ عام 2014، منها حوالي 600 مليون في دعم التنمية، كما يواصل فريق أوروبا تواجده في الخطوط الأمامية لإصلاحات التنمية المستدامة في العراق".

 

الحرب في اليمن

وأضاف لويس ميغيل: "لقد دمرت الحرب في اليمن البلاد وألحقت معاناة هائلة بالسكان اليمنيين، كما قوض الصراع استقرار المنطقة وزاد من المخاطر الأمنية، لا سيما على السعودية، لذلك نحتاج على سبيل الاستعجال في الالتزام السياسي بإنهاء الحرب، وقد جرت محاولات مؤثرة في الماضي، مثل مؤتمر الحوار الوطني 2013-2014 الذي أكد ثقتنا في استعداد اليمن للسعي إلى بداية سلمية وديمقراطية جديدة للبلاد".

 

وقال: "كما أن الاتحاد الأوروبي لا يزال يعتقد أن السلام لا يزال ممكناً في اليمن، وأن الشعب اليمني قد انتظر طويلاً، سوف نواصل تشجيع أصحاب المصلحة السياسيين والعسكريين على اختيار السلام، مع دعم اليمنيين الذين يرغبون في رؤية قادتهم يحققون السلام والازدهار لشعبهم، وفي هذا السياق، رحب الاتحاد الأوروبي بمبادرة السلام السعودية ومساهمتها الكبيرة في الجهود الإنسانية، لكن الاستجابة للاحتياجات الإنسانية ليست كافية، فنحن بحاجة إلى حل سياسي، وبصفتها أحد الجهات المعنية الرئيسية، يمكن للسعودية أن تحدث فرقًا ملحوظًا في تقريب السلام من جميع اليمنيين، إن احتمالية السلام في اليمن ليست خيالا بعيد المنال، فهي في الواقع فرصة موجودة بإرشاد من المبعوث الخاص للأمم المتحدة، كما نحث الأطراف المتحاربة على اتخاذ القرار الصحيح الآن واختيار السلام".