رغم تداول وسائل الإعلام الناطقة بالفارسية نسخة غير رسمية من اتفاق التعاون بين إيران والصين لمدة 25 عاما، فإن المعارضين يتحدثون عن وجود بنود سرية في المجالات الاقتصادية والأمنية والعسكرية لم يتم الإعلان عنها.
وما يزيد الشكوك حول خفايا الاتفاق عدم نشر النسخة الرسمية له، حيث أوضح المتحدث باسم الحكومة الإيرانية، علي ربيعي، أن الصين هي التي ترفض الإفصاح.
9 بنود ملاحق
أما الجديد اليوم، فقد كشفه النائب محمود نبويان، نائب رئيس لجنة المادة 90 بالبرلمان الإيراني، حيث أوضح تفاصيل أخرى حول وثيقة التعاون بين طهران وبكين.
ونقل أنه ونظرا لخروج الفضاء الإلكتروني من سيطرة إيران، فإنه من المهم جدا التعاون مع الصين لإرجاع السيطرة، وفقا لتعبيره.
كما أضاف في مقابلة مع وكالة مهر للأنباء، أن التحكم في الفضاء الإلكتروني، له جوانب عدة، من ضمنها "محركات البحث وتطبيقات التراسل الاجتماعي والبريد الإلكتروني"، مؤكدا أن هذه النقطة ما زالت قيد البحث.
وتابع أنه يمكن التعاون مع الصين في مجال إنتاج الأجهزة اللوحية وأجهزة الكمبيوتر المحمولة والهواتف المحمولة، الذكاء الاصطناعي".
وبحسب النائب نبويان، فإن وثيقة التعاون بين الصين وإيران، تشمل 9 بنود و3 ملاحق، وهذه الملاحق تشرح الأهداف الأساسية، وتفاصيل التعاون بين البلدين.
الصين ضمنت شراء نفط إيران مدة 25 سنة
وقال نبويان أيضا إن الصين ضمنت شراء النفط منا لمدة تصل إلى 25 عاما، وأضاف أن بلاده الآن تبيع حوالي 1.2 مليون برميل من النفط يوميا، ونحو 900 ألف برميل من هذا النفط يذهب للصين.
كما لم يوضح النائب سعر أو كيفية بيع النفط الإيراني إلى الصين، إلا أنه قال إنه بموجب وثيقة التعاون، ستشترك الصين مع إيران في الاستثمار لـ"بناء محطات للطاقة الكهربائية في أفغانستان وباكستان والعراق وسوريا، وعبر التعاون مع الصين يمكننا تحديد كهرباء دول طريق الحرير"، وفق تعبيره.
وبحسب نبويان، فقد تعهدت إيران أيضاً بتزويد الصين وباكستان بالغاز بقدر ما تستطيع، وذلك وفقا للوثيقة الموقعة من قبل وزيرا خارجية البلدين في 25 فبراير الماضي.
تعاون عسكري
ومن فصول التعاون بين إيران والصين أيضاً، ذكر النائب أن تطوير الموانئ الإيرانية، وإنشاء سكة حديد بين إيران والعراق وسوريا، وإنتاج السيارات في المناطق الحرة الخاصة والتعاون في المجال الدفاعي والعسكري، موجود بين البنود.
فيما لم تنشر وزارة خارجية حكومة حسن روحاني هذه التفاصيل من قبل حول صفقة التعاون لمدة 25 عاما بين البلدين والذي تقول طهران تارة بأنها "وثيقة غير ملزمة للتعاون"، وتارة أخرى تصفها بـ"خارطة طريق" للعلاقات بين البلدين والتي حظيت منذ الحديث عنها في 2015 بتأييد المرشد الأعلى للنظام الإيراني، علي خامنئي، الذي مثله الرئيس السابق للبرلمان على لاريجاني في تنظيم بنود الصفقة وتوقيعها.
يشار إلى أن التوقيع على الوثيقة خلال العام الماضي كان أثار انتقادات واسعة، حيث وصفها المعارضون بأنها بمثابة "بيع إيران للصين" ودعوا إلى إلغائها.
فيما أفادت تقارير عن استثمارات صينية تبلغ قيمة 400 مليار دولار في إيران على مدى السنوات الـ25 المقبلة مقابل النفط، لكن مسؤولي وزارة الخارجية الإيرانية قالوا إن وثيقة الشراكة الاستراتيجية لا تذكر أي أرقام محددة وأن الحكومة الإيرانية "ليس لديها أي التزام".