كان يعيش في طهران أثناء طفولته لكن هرب مع أسرته من البلاد عام 1979 عقب ثورة الخميني التي غيّرت وجه الحياة في بلاده.
والآن يستعد لاحتمال عودته إلى المنطقة في وقت تصاعد التوترات بين طهران وواشنطن، لكن هذه المرة سيكون قائدا لحاملة طائرات أمريكية.
وتولى الكابتن كافون حكيم زاداي قيادة حاملة الطائرات الأمريكية "يو إس إس هاري ترومان" في يوليو/تموز، محققا بذلك هدفا وضعه نصب عينيه منذ 30 عاما بعدما وقعت عيناه لأول مرة على حاملة طائرات في مدينة نورفولك الأمريكية.
حينها، كان بحارا شابا انضم للبحرية عقب تخرجه مباشرة في الثانوية؛ من أجل خدمة البلد الذي احتضنه، بحسب موقع "تاسك أند بوربس" الأمريكي الذي يهتم بالشؤون العسكرية.
رحلة حكيم زاداي من طهران وحتى أصبح جنديا في البحرية ثم الضابط المسؤول عن الرمز المطلق للقوة البحرية الأمريكية هي قصة يعتقد أنها شاهد على الفرص التي تمنحها الولايات المتحدة.
ولد حكيم زاداي في تكساس لأم أمريكية وأب إيراني، لكنهم انتقلوا إلى إيران عندما كان لا يزال طفلا.
يتذكر طفولته هناك خلال فترة السبعينيات، تلقى الإيراني الأمريكي تعليمه بمدرسة دولية كانت الإنجليزية والفارسية هما لغتا التحدث داخلها، وفي هذا الوقت كانت إيران تحتضن الكثير من سمات الثقافة الغربية، فضلا عن تأييد أمريكا.
بالنسبة له، كانت طفولة "مثالية"، لكن سرعان ما تغير ذلك عام 1979، واضطرت عائلته للهرب إلى أمريكا عندما كان بعمر 11 عاما وشقيقته 9 أعوام.
أما والدته فكانت حاملا في الشهر السابع، إذ اندفعوا إلى إحدى الطيارات بينما كان المطار على وشك الإغلاق، وكانت وجهتهم مدينة صغيرة قرب هاتيسبورج في ولاية مسيسيبي؛ إذ وافق أحد أبناء شركاء والده على استضافتهم.
وقال حكيم زاداي إن الأسابيع التي سبقت رحيلهم كانت تشبه قصة فيلم "أرجو" لعام 2012، التي تستند إلى جهود الاستخبارات الأمريكية لإنقاذ 6 أمريكيين كانوا مختبئين داخل السفارة الكندية في إيران عام 1979.
وأوضح أن الوضع في إيران هذا العام كان فوضويا، "وكطفل بعمر 11 عاما كان مؤلمًا أن تتغير الحياة كما تعرفها كليا كهذا".
انضم حكيم زاداي إلى صفوف البحرية للاستفادة من الفرصة التي كان يوفرها الجيش، ولرد جميل ما قدمته هذه الدولة له ولعائلته.
ويستعد الآن حكيم زاداي لاحتمالية استدعائه للعودة إلى الشرق الأوسط، لكن في حين أن البحرية لا تكشف عن المكان المخطط أن تتوجه إليه السفن أو التوقيت، فكثيرا ما تستخدم حاملات الطائرات كوسيلة ردع بارزة عند اندلاع التوترات حول العالم.
وتوجد حاليا حاملة الطائرات "يو إس إس أبراهام" في الشرق الأوسط؛ لخدمة هذا الهدف بعد إسقاط إيران طائرة استطلاع أمريكية واحتجازها لناقلات نفط أجنبية.
وحال استدعاء الناقلة "ترومان" لتحل محل "لينكولن"، قال حكيم زاداي إنه هو وطاقمه مستعدون.
وأوضح أنه أرسل للمنطقة عدة مرات؛ إذ أمضى جزءا من فترة عمله ضابط طيار على متن "إي-2 هوك آي" في نورفولد، وحلق بمناطق الصراع في العراق وأفغانستان، وأنهى 8 عمليات انتشار على متن 7 سفن مختلفة، ليحصد وسام النجمة البرونزية ووسام الاستحقاق.