سجلت الاستثمارات في مجال الفضاء قفزة هائلة جداً خلال السنوات الخمس الأخيرة، في مؤشر واضح على أن البشرية بدأت سباقاً محموماً من أجل مغادرة كوكب الأرض والوصول إلى بديل في الفضاء الخارجي، كما أنه يسود الاعتقاد بأن المستقبل سوف يكون للاستثمارات في مجالات الفضاء والفلك والتي ستحقق أرباحاً مالية ضخمة.
ويحتفل العالم بالأسبوع الدولي للفضاء الذي تنظمه الأمم المتحدة في الفترة من 4 إلى 10 تشرين أول/ أكتوبر الحالي، حيث يتم في هذه التواريخ إحياء ذكرى إطلاق "سبوتنيك1"، وهو أول قمر صناعي من صنع الإنسان، وتم إطلاقه من الأرض في 4 تشرين أول/ أكتوبر 1957. إضافة إلى الاحتفال بدخول معاهدة الفضاء حيز التنفيذ في 10 تشرين أول/ أكتوبر 1967.
وبحسب بيانات مرعبة نشرها موقع "ستاتيستا" المختص بمتابعة الأرقام والبيانات العالمية، والتي اطلعت عليها "العربية.نت"، فقد تبين أن الاستثمارات العالمية في مجال الفضاء تضاعفت خمس مرات في السنوات الخمسة الماضية، مقارنة بما كانت عليه في السنوات الخمسة التي سبقتها، لكن الأهم من ذلك أنها تضاعفت بنحو 16 مرة، مقارنة بما كانت عليه في السنوات الخمسة الأولى من الألفية الحالية.
وتشير الأرقام إلى أن إجمالي الاستثمارات العالمية في مجال الفضاء كانت خلال الفترة من العام 2000 إلى العام 2004 تبلغ 1.06 مليار دولار أميركي فقط، لكن هذا الرقم ارتفع خلال الأعوام من 2005 حتى 2009 ليصل الى 1.5 مليار دولار أميركي، وفي الأعوام من 2010 الى 2014 ارتفع ليصل إلى 3.35 مليار دولار أميركي.
لكن القفزة الكبيرة في هذه الاستثمارات جاءت في السنوات الخمسة الأخيرة، حيث يتبين بأن 16.84 مليار دولار أميركي تدفقت على قطاع الفضاء خلال الفترة من العام 2015 حتى نهاية العام الماضي 2019، وهي أكبر قفزة في الاستثمارات الفضائية يتم تسجيلها على الإطلاق في تاريخ البشر.
يشار إلى أن لدى الولايات المتحدة والصين وروسيا والهند مشاريع عملاقة وطموحة من أجل غزو الفضاء، لكن أشهرها على الإطلاق مشروع غزو كوكب المريخ، فضلاً عن شركة "سبيس إكس" الأميركية الشهيرة التي أسسها ويديرها الملياردير المعروف إيلون مسك الذي يطمح إلى تسيير رحلات سياحية نحو الفضاء قريباً.