وسط احتدام التوتر بين يريفان وباكو، أكد سفير أرمينيا لدى الإمارات مهير مكردوميان أن تركيا تدعم بشكل صارخ أذربيجان.
وقال مكردوميان لـ"العربية" مساء الاثنين إنه "لا يوجد حتى الآن وساطات مع أذربيجان".
كما أضاف أن "أذربيجان هي من بدأت الهجوم".
يذكر أن حدة القتال تصاعدت بين أرمينيا وأذربيجان على إقليم ناغورنو كاراباخ الجبلي مما أدى إلى سقوط 29 قتيلاً على الأقل في ثاني يوم من الاشتباكات.
وتبادلت قوات البلدين القصف بالصواريخ والمدفعية. وجدد الاشتباك المخاوف بشأن الاستقرار في منطقة جنوب القوقاز وهي ممر لخطوط الأنابيب التي تنقل النفط والغاز لأسواق عالمية.
يشار إلى أنه أي صراع شامل قد يجر قوى إقليمية كبرى مثل روسيا وتركيا. ولدى موسكو تحالف دفاعي مع أرمينيا بينما تدعم أنقرة أذربيجان التي يقطنها أغلبية من العرق التركي.
تصعيد غير مسبوق منذ الحرب
من جانبها، قالت أوليسيا فارتانيان المحللة المختصة بمنطقة جنوب القوقاز في مجموعة الأزمات الدولية: "لم نشهد من قبل تصعيداً بهذا الحجم منذ وقف إطلاق النار في الحرب التي وقعت بين البلدين في تسعينيات القرن الماضي. يدور القتال حالياً على كل قطاعات الجبهة".
إلى ذلك أعلن إقليم ناغورنو كاراباخ أن 27 من جنوده قتلوا في القتال مع القوات الأذربيجانية الاثنين، وذلك بعد أن ذكر في وقت سابق أن 31 من جنوده قتلوا الأحد إلى جانب 200 أصيبوا في الهجوم الذي شنته أذربيجان.
ونشبت اشتباكات بين الحين والآخر على مدى عقود بين الجمهوريتين السوفيتيتين السابقتين بسبب إقليم ناغورنو كاراباخ المنشق الذي يقع في أذربيجان لكن يديره الأرمن.
تدخل تركي
من جهته، اعتبر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الاثنين أنه "ينبغي على أرمينيا الانسحاب فوراً من أراضي أذربيجان التي تحتلها وأن الوقت قد حان لإنهاء الأزمة في إقليم ناغورنو كاراباخ".
وندد برلمان أرمينيا الاثنين بما وصفه بأنه "هجوم عسكري شامل" من أذربيجان على ناغورنو كاراباخ وقال إن تدخل تركيا، التي تساعد باكو، في الأزمة يهدد بزعزعة استقرار المنطقة. ونفت أذربيجان تدخل تركيا في القتال.
كما أعلن رئيس أذربيجان إلهام علييف التعبئة العسكرية الجزئية. وقال وزير خارجية أذربيجان الاثنين إن ستة مدنيين قُتلوا وأصيب 19 منذ اندلاع الاشتباكات مع القوات الأرمينية.
ونقلت وكالة إنترفاكس للأنباء عن ممثل لوزارة الدفاع الأرمينية قوله إن مئتي أرميني أصيبوا.
وأكد الإقليم أنه استعاد السيطرة على بعض الأراضي التي كان قد خسرها الأحد وأن أذربيجان تستخدم المدفعية الثقيلة في القصف.
إلى ذلك نقلت وكالة إنترفاكس للأنباء عن المسؤول الإعلامي لوزارة الدفاع في أذربيجان أنار إفيازوف قوله إن جيش بلاده سيطر على العديد من المرتفعات ذات الأهمية الاستراتيجية قرب قرية تاليش في كاراباخ.
وأضاف إفيازوف: "نستخدم الصواريخ والمدفعية وضربات جوية ضد مواقع العدو مما يجبره على تسليم المواقع". وأشار إلى أن قائد كتيبة هجومية محمولة جواً في الجيش الأرميني قتل قرب تاليش. ولم يتسن التأكد بعد من هذا النبأ.
جهود دبلوماسية
يذكر أن الاشتباكات حفزت جهوداً دبلوماسية لخفض التوتر في الصراع الذي يعود لعقود بين أرمينيا وأذربيجان. وحثت الصين الجانبين على ضبط النفس ودعت روسيا إلى وقف فوري لإطلاق النار بينما قالت تركيا إنها ستساند أذربيجان.
كما نقلت وكالة إنترفاكس عن سفير أرمينيا لدى روسيا قوله إن تركيا نقلت نحو أربعة آلاف مقاتل من شمال سوريا إلى أذربيجان. ونفت باكو هذا الاتهام.
وبموجب القانون الدولي، يعد إقليم ناغورنو كاراباخ جزءاً من أذربيجان لكن الأرمن الذين يشكلون الأغلبية العظمى من سكانه يرفضون حكم باكو.
إلى ذلك يدير الإقليم شؤونه الخاصة بدعم من أرمينيا منذ انشقاقه عن أذربيجان خلال صراع نشب لدى انهيار الاتحاد السوفيتي في 1991. وعلى الرغم من الاتفاق على وقف إطلاق النار في 1994 بعد مقتل الآلاف ونزوح أعداد أكبر، إلا أن الدولتين تتبادلان بشكل متكرر الاتهامات بشن هجمات حول ناغورنو كاراباخ وعلى الحدود بينهما.
وتمر خطوط أنابيب تنقل النفط والغاز الطبيعي من بحر قزوين من أذربيجان إلى الأسواق العالمية قرب ناجورنو قرة باغ.
مقتل المئات
وقتل 200 شخص على الأقل في تصاعد للصراع بين أرمينيا وأذربيجان في أبريل 2016. وقتل 16 على الأقل في اشتباكات في يوليو.
إلى ذلك قال مقاتلان من المعارضة السورية المدعومة من تركيا في شمال سوريا لرويترز الأسبوع الماضي إنه يجري إرسالهم لدعم أذربيجان بالتنسيق مع أنقرة، في الوقت الذي تعهدت فيه أنقرة بتكثيف دعمها لحليفتها.
ولم تتمكن رويترز من التحقق من ذلك بشكل مستقل.
كما اعتبر حكمت حاجييف، مساعد الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، أنه من غير المعقول القول إن مقاتلين سوريين يدعمون بلاده.