بعد لقائه وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، الذي وصل، الثلاثاء، الخرطوم في أول رحلة مباشرة من تل أبيب، وفي أول زيارة لوزير أميركي منذ 15 عاماً، أكد رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك، أنه أجرى محادثات "مباشرة وشفافة" مع بومبيو.
وقال حمدوك إن المحادثات تضمنت حذف اسم السودان من قائمة الولايات المتحدة للدول الراعية للإرهاب، داعياً الإدارة الأميركية لـ"ضرورة الفصل بين عملية رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب ومسألة التطبيع مع إسرائيل"، وفق بيان صادر عن مكتبه.
إلى ذلك أضاف أن "المرحلة الانتقالية في السودان يقودها تحالف عريض بأجندة محددة لاستكمال عملية الانتقال وتحقيق السلام والاستقرار في البلاد وصولاً لقيام انتخابات حرة، ولا تملك الحكومة الانتقالية تفويضاً يتعدى هذه المهام للتقرير بشأن التطبيع مع إسرائيل، وهذا الأمر يتم التقرير فيه بعد إكمال أجهزة الحكم الانتقالي"، وفق البيان.
وأوضح أن الحكومة السودانية تولي موضوع حماية المدنيين في دارفور اهتماماً كبيراً، وقدم شرحاً لعملية إنشاء الآلية الأمنية لحمايتهم.
كما أشار في تغريدة على تويتر إلى أن النقاش تناول أيضاً دعم الحكومة الأميركية للحكومة السودانية بقيادة المدنيين. وقال: "أتطلع إلى خطوات إيجابية ملموسة تدعم ثورة ديسمبر المجيدة" في السودان.
التقيتُ وزير الخارجية الأمريكي السيد مايك بومبيو اليوم. أجرينا محادثة مباشرة وشفافة ناقشنا فيها حذف إسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، العلاقات الثنائية، ودعم الحكومة الأمريكية للحكومة المدنية.
اتطلع إلى خطوات إيجابية ملموسة تدعم ثورة ديسمبر المجيدة.
"توطيد العلاقات"
من جانبه، أكد بومبيو دعم الإدارة الأميركية للعملية الانتقالية في السودان ولعملية السلام وجهود تحقيق الأمن والاستقرار في دارفور وبقية المناطق المتأثرة بالنزاع. كما أبدى اهتماماً بإجراءات حماية المدنيين في دارفور بالمرحلة القادمة، وفق البيان.
ولاحقاً غرد على تويتر قائلاً إنه "من الرائع أن أكون في السودان لعقد اجتماعات مع الحكومة الانتقالية بقيادة مدنية. نتطلع لمناقشة كيفية توطيد العلاقات الأميركية السودانية".
إلى ذلك، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية، أن لقاء بومبيو مع حمدوك بحث إزالة السودان من قوائم الإرهاب، مؤكدة أن الوزير الأميركي أبلغ حمدوك دعم واشنطن للحكومة الانتقالية، وحثه على حماية المدنيين في دارفور.
وأوضحت أن الجانبين بحثا التطورات الإيجابية في علاقة السودان وإسرائيل، وأن بومبيو أبلغ حمدوك دعمه لاتفاق يحل أزمة سد النهضة.
وكان بومبيو غادر إسرائيل، صباح الثلاثاء متوجهاً إلى الخرطوم، في أول رحلة رسمية مباشرة بين تل أبيب والخرطوم، وذلك في اليوم الثاني من جولة على الشرق الأوسط تتمحور حول ملفات عدة، من بينها تسريع رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، ودعم واشنطن للسلام في السودان. وقال في تغريدة على حسابه على تويتر: "يسعدني إعلان أننا على متن أول رحلة رسمية مباشرة من إسرائيل إلى السودان".
يشار إلى أن السودان استعاد علاقاته تدريجيا مع الولايات المتحدة بعد الإطاحة بالرئيس عمر البشير في أبريل نيسان 2019 ويسعى إلى شطب اسمه من قائمة الدول التي تعتبرها واشنطن راعية للإرهاب.
وعما إذا كان بومبيو سيعلن عن انفراجة في السودان كرفع العقوبات الأميركية، أو ربما تطبيع العلاقات مع إسرائيل، قال مسؤول أميركي يرافق وزير الخارجية في رحلته الجوية لوكالة رويترز في وقت سابق "من المحتمل كتابة المزيد في صفحات التاريخ".
يذكر أن السودان لا يقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل.
التطبيع مع إسـرائيل
وكان رئيس الوزراء عبدالله حمدوك، أكد خلال اجتماع، مساء الاثنين، مع المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير، بحضور وزيري الإعلام والثقافة وشؤون مجلس الوزراء، أهمية مواصلة الحوار مع الولايات المتحدة حول العلاقات المشتركة، ورفع اسـم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، ورفع العقوبات التي تحرم البلاد من استحقاقاته الدوليـة.
كما جّدد الاجتماع الموقف من قضية التطبيع مع إسـرائيل باعتبارها من القضايا غير المنوطة بحكومة الفترة الانتقالية المحكومة بالوثيقة الدستـورية.
يشار إلى أنه من المتوقع أن يزور بومبيو لاحقا الإمارات والبحرين، في ظل جولة شرق أوسطية، بدأها من إسرائيل أمس، من أجل مناقشة عدة قضايا من ضمنها أنشطة إيران.