يجتمع ممثلون عن الدول الموقعة على الاتفاق النووي الإيراني، الأحد، في العاصمة النمساوية فيينا في اجتماع استثنائي لبحث سبل الخروج من أزمة الاتفاق النووي الإيراني والتي فاقمتها الخروقات الإيرانية المتلاحقة.
وكان الاتحاد الأوروبي أعلن أنه من المتوقع أن يشارك مسؤولون كبار من وزارات الخارجية من بريطانيا وفرنسا وألمانيا وروسيا والصين وإيران في المحادثات التي لن يحضرها الجانب الأمريكي، حيث انسحبت الولايات المتحدة الأمريكية من الاتفاق النووي الإيراني مايو/أيار 2018 أي قبل أكثر من عام.
الاجتماع الذي سيمثل طهران فيه مساعد وزير الخارجية الإيرانية للشؤون السياسية عباس عراقجي، من المتوقع أن يتفق المسؤولون خلاله على موعد لعقد لقاء بين وزراء الخارجية.
ويأتي الاجتماع بعد ساعات من إعلان طهران استئناف العمل في مفاعل آراك النووي للماء الثقيل الذي يمكن استخدامه في المفاعلات لإنتاج البلوتونيوم وهو وقود يستخدم في صناعة الرؤوس الحربية النووية.
خطوة إيران التصعيدية هي الأخيرة في سلسلة قرارات تصعيدية أبرزها رفع مستوى تخصيب اليورانيوم فوق نسبة الـ3.67% المنصوص عليها في الاتفاق، كما زادت مخزونها من اليورانيوم منخفض التخصيب فوق مستوى 300 كيلوجرام المتفق عليها، وهو ما يضع عراقيل كبيرة أمام نجاح اجتماع فيينا.
ومن غير المتوقع تحقيق أي تقدم في الاجتماع الذي ينظم على مستوى المديرين السياسيين والذي يأتي بعد شهر من اجتماع سابق غير مثمر في العاصمة النمساوية التي شهدت قبل أربع سنوات التوقيع على الاتفاق النووي بين طهران والقوى العظمى.
وتصاعدت حدة التوترات بين إيران والغرب منذ سريان العقوبات الأمريكية على صادرات النفط الإيرانية بالكامل في مايو/أيار الماضي، بالتزامن مع الذكرى السنوية لانسحاب واشنطن من الاتفاق النووي بين إيران والقوى العالمية.
وفي محاولة لابتزاز الدول الأوروبية، أعلنت طهران تقليص التزاماتها النووية وزيادة وتيرة تخصيب اليورانيوم أعلى من الحد المسموح.
كما أعلن الرئيس الإيراني حسن روحاني مطلع الشهر الجاري عودة الأنشطة السابقة لمفاعل آراك النووي.
وإزاء التصعيد الإيراني، لوَّح وزراء بالاتحاد الأوروبي باتخاذ إجراءات فورية ضد إيران بسبب خرقها الاتفاق النووي بتجاوز حد تخصيب اليورانيوم المنصوص عليه في الاتفاق ذاته.
كما لوح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب باتخاذ إجراءات صارمة، بينها التحرك العسكري، لمنع إيران من امتلاك سلاح نووي.
وطالب الاتحاد الأوروبي إيران بالالتزام بشكل كامل بشروط الاتفاق النووي، والتوقف والتراجع عن أي أنشطة تتعارض مع الاتفاق.
وتوعدت دول أوروبية في منتصف مايو/أيار الماضي، بفرض عقوبات على إيران حال أقدمت على رفع نسبة تخصيب اليورانيوم، ردا على تصريحات خرجت من طهران أعلنت وقتها أنها بدأت بالفعل تعليق بعض الالتزامات المنصوص عليها في الاتفاق.
ووفقا للاتفاق النووي، يجب على إيران عدم امتلاك أكثر من 300 كيلوجرام من اليورانيوم المخصب، في حين رفضت أمريكا تمديد إعفاءات نووية كانت تتيح مبادلة اليورانيوم المخصب بالطبيعي المعروف باسم "الكعكة الصفراء" بين طهران وبلدان أخرى.