الشبكة العربية للأنباء
الرئيسية - أخبار العالم - الذهب والفضة يتعرضان لأعنف موجة بيع منذ سنوات.. مفاجأة قد تكون في الطريق!

الذهب والفضة يتعرضان لأعنف موجة بيع منذ سنوات.. مفاجأة قد تكون في الطريق!

الساعة 02:32 مساءً

 

شهدت أسواق الذهب والفضة واحدة من أعنف موجات البيع خلال السنوات الأخيرة، حيث تراجعت الأسعار بأسرع وتيرة منذ 4 و5 سنوات على التوالي. لكن العوامل الأساسية التي دفعت السوق نحو الارتفاع لا تزال قائمة، ما يعزز التوقعات بعودة الأسعار إلى الصعود قريباً.

 

قال مدير استراتيجية الاستثمار في صناديق المؤشرات بشركة "abrdn" روبرت مينتر، إن التراجع الحاد في الأسعار ساهم في تصحيح حالة "الشراء المفرط" التي كانت تسيطر على السوق، وخلق بيئة أكثر صحة للمستثمرين، وفقاً لما ذكره لـ "Kitco News"، واطلعت عليه "العربية Business".

 

وحذر مينتر من أن المستثمرين في المعادن الثمينة يجب أن يتأقلموا مع مستويات أعلى من التقلب، خصوصاً في سوق الفضة، الذي يعاني من عجز كبير في المعروض منذ 4 سنوات، نتيجة ارتفاع الطلب الصناعي، خاصة من قطاع الطاقة الشمسية.

 

 

وأوضح أن السوق استغرق وقتاً طويلاً لتجاوز المخزونات المتاحة فوق الأرض، لكنه الآن وصل إلى مرحلة لا تكفي فيها الكميات المتوفرة لتلبية الطلب الفوري.

 

قال: "الفضة تعاني من عجز واضح منذ سنوات، لكن أحداً لم يهتم. ما نشهده الآن هو إعادة تقييم سريعة للأسعار، ولا يجب أن نتفاجأ إذا قرر بعض المستثمرين جني الأرباح عند هذه المستويات".

 

حرب تجارية ومخاوف جمركية تضغط على السوق

تقلبات الفضة هذا العام جاءت في ظل ضغوط شديدة على السوق العالمية، بفعل الحرب التجارية والمخاوف من فرض رسوم جمركية أميركية. ففي بداية العام، تدفقت كميات ضخمة من الفضة إلى الولايات المتحدة، حيث سعى التجار إلى بناء مخزونات احتياطية تحسباً لأي رسوم محتملة.

 

هذا التدفق أثر سلباً على الأسواق المادية في لندن، ومع تزايد الطلب الاستثماري مؤخراً، نفدت المخزونات المتاحة بالكامل، ما دفع معدلات الإيجار إلى مستويات قياسية، ورفع الفارق بين الأسعار الفورية والعقود الآجلة.

 

وأكد مينتر أن أزمة المعروض لن تحل قريباً، قائلاً: "لا يوجد ما يكفي من الفضة لتلبية جميع الأسواق، ولا أعتقد أن المواد المعاد تدويرها ستكون كافية لسد الفجوة".

 

وأشار إلى أن إنتاج المناجم من الفضة تراجع بنسبة 8.8% منذ عام 2016، في حين استمر الطلب في الارتفاع، مضيفاً: "حتى لو أرادت شركات التعدين زيادة الإنتاج، فإنها تواجه قيوداً كبيرة، إذ يستغرق الأمر 10 سنوات على الأقل لتشغيل منجم جديد".

 

صدمة في العرض

لكن في المقابل، يبدو أن أسعار الفضة تتجه نحو مزيد من التراجع على الأجل القصير، مدفوعة بزيادة المعروض في الأسواق العالمية، وفقاً لتقرير نشره موقع "NDTV Profit".

 

وقال المتحدث الرسمي باسم رابطة تجار الذهب والمجوهرات في الهند (IBJA) كومار جاين إن المصدر الرئيسي للفضة في السوق الهندي هو رابطة سوق لندن للسبائك (LBMA)، والتي ضخت كميات إضافية في السوق بهدف تهدئة الطلب المتزايد، ما أدى إلى كبح جماح الأسعار.

 

الطلب المرتفع في موسم الأعياد

شهدت أسعار الفضة في الهند قفزة حادة خلال موسم الشراء في عيد "ديوالي"، حيث اندفع المستثمرون لاقتناء المجوهرات الفضية ووثائق صناديق الاستثمار المتداولة (ETFs) المرتبطة بالفضة، ما تسبب في نقص ملموس في المعروض.

 

وأشار جاين إلى أن LBMA استجابت لهذا الطلب المتزايد عبر زيادة الإمدادات، ما أدى إلى تراجع الأسعار بشكل حاد، متوقعاً استمرار هذا الاتجاه الهبوطي في الفترة المقبلة.

 

وبحسب تقرير لوكالة "بلومبرغ"، فإن أكبر مصفاة للمعادن الثمينة في الهند، "MMTC-Pamp"، نفدت مخزوناتها من الفضة لأول مرة في تاريخها، ما أشعل منافسة شرسة بين التجار للحصول على الكميات المتاحة.

 

الطلب المرتفع دفع العلاوات السعرية في الهند إلى تجاوز 5 دولارات للأونصة، وهو مستوى أعلى بكثير من المعدلات المعتادة. كما اضطرت شركات إدارة الأصول الكبرى مثل "Kotak MF" و"UTI" و"SBI MF" إلى تعليق الاشتراكات الجديدة في صناديق الفضة.

 

التراجع في المعروض العالمي تزامن مع عطلة الصين الطويلة، وارتفاع الطلب على صناديق الفضة، إلى جانب شحنات متجهة إلى الولايات المتحدة تحسباً لرسوم جمركية محتملة، وفقاً لبلومبرغ.

 

تصحيح حاد بعد "دهنتيراس"

عقب احتفالات "دهنتيراس"، شهدت أسعار الذهب والفضة تصحيحاً حاداً، حيث تراجعت بنسبة 5 إلى 6% خلال يومين فقط، بحسب جاين، الذي أكد أن وتيرة المبيعات بدأت تهدأ.

 

في السوق العالمية، انخفض سعر الفضة إلى ما دون 50 دولاراً للأونصة، بعد أن سجلت ارتفاعاً بنسبة 60% منذ بداية العام.