في ظل استمرار المظاهرات الأميركية احتجاجا على مقتل المواطن من أصول أفريقية جورج فلويد، فإن العديد من المنظمات الحقوقية تتخوف من احتمال أن تراقب الشرطة الاحتجاجات باستخدام جميع أنواع التكنولوجيا ومعدات التجسس، حيث أُبلغ بالفعل عن تحليق طائرة مسيرة (من دون طيار) لدوريات الجمارك والحدود فوق احتجاجات مينيابوليس.
ويقدم موقعا وايرد وفايس المعنيان بشؤون التقنية عددا من النصائح يمكن للمستخدمين الاستفادة منها لحماية خصوصياتهم، سواء في أوقات الاحتجاجات أو أي وقت آخر.
السر في هاتفك
يقول الموقع في تقرير بعنوان "كيف تحتج بأمان في زمن الرقابة؟" إن هناك جانبين رئيسيين للمراقبة الرقمية يجب القلق بشأنهما. أحدها هو البيانات التي يمكن أن تحصل عليها الشرطة من هاتفك إذا تم احتجازك أو اعتقالك أو مصادرة جهازك، والآخر هو كاميرات وبرامج المراقبة، التي يمكن أن تشمل اعتراض لاسلكي للرسائل النصية، وأدوات التتبع مثل الماسحات الضوئية للوحات السيارات والتعرف على الوجه.
وفي هذا الإطار يقول تقرير آخر نشره موقع فايس الإلكتروني تحت عنوان "كيف تحتج دون أن تضحي بخصويتك الرقمية؟" إن أهم قرار يجب اتخاذه قبل مغادرة المنزل للاحتجاج هو ما إذا كنت تريد أخذ هاتفك. إذ يبث الهاتف الذكي جميع أنواع معلومات التعريف، ويمكن أن تجبر مؤسسات القانون مشغل شبكة الجوّال على تزويدها بالبيانات حول هويتك.
ويذكر التقرير أن الشرطة الأميركية تستخدم أجهزة مراقبة للهواتف الذكية عبر أبراج الاتصال، أو معرفات بطاقة الجوال الدولية المعروفة باسم آي أم أس أي (IMSI)، التي تنتحل هوية الأبراج الخلوية وتخدع جميع الهواتف في منطقة معينة للاتصال بها. هذا يمكن أن يعطي رجال الشرطة رقم هوية مشترك الهاتف المحمول لكل شخص موجود في احتجاج في وقت معين.
يقول مدير أمن غرفة الأخبار في "مؤسسة حرية الصحافة" هارلو هولمز إن "الجهاز الموجود في جيبك سيعطي بالتأكيد معلومات يمكن استخدامها للتعرف عليك".
لهذا السبب، يقترح هولمز على المتظاهرين الذين يريدون إخفاء هوياتهم أن يتركوا هاتفهم الأساسي في المنزل. إذا كنت بحاجة إلى هاتف للتنسيق أو كطريقة للاتصال بالأصدقاء أو المحامي في حالة الطوارئ، فأوقف تشغيله قدر الإمكان لتقليل فرص اتصاله ببرج اتصالات مزيف أو نقطة اتصال "واي فاي" تُستخدم من قبل الشرطة.
وينصح التقرير المتظاهرين، كي يتأكدوا من عدم تعقب هواتفهم، بالاحتفاظ بها في حقيبة فاراداي (Faraday) التي تحظر جميع اتصالات الراديو. وفتح الحقيبة فقط عند الضرورة.
كما ينصحهم، إذا كانوا بحاجة إلى جهاز محمول، أن يفكروا في إحضار هاتف محمول ثانوي. فمن المحتمل أن يحتوي هاتفك الذكي الرئيسي على معظم حساباتك وبياناتك الرقمية عليه، وكلها يمكن للشرطة الوصول إليها إذا صادروا هاتفك.
ومع أن أي هاتف احتياطي تشتريه لن يساعدك في إخفاء هويتك، حيث تتطلب بعض الهواتف المدفوعة مسبقا معلومات تعريف، لذلك يوصي هولمز باستخدام شرائح هاتف من الشركات الأميركية التي لا تطلب عقودا مثل تراك فون (TRACphone) ومنت موبايل (Mint Mobile).
وتتعرض المكالمات والرسائل النصية التقليدية للمراقبة. لهذا يقول التقرير إن المحتجين بحاجة إلى استخدام التشفير الكامل من طرف إلى طرف، فيجب أن يستخدم المحتج ومن يتواصل معهم الرسائل المخفية التي تحذف ذاتيا بعد بضع ساعات أو أيام.
ويعتبر تطبيق سيجنال (Signal) للرسائل والمكالمات المشفرة أفضل تطبيق في هذا المجال، ولكن التطبيقات الأخرى مثل واير (Wire) ووكر (Wickr) تقدم العديد من الميزات المشابهة. فقط يجب التأكد من أنك والأشخاص الذين تتواصل معهم تستخدمون التطبيق نفسه.
كما يقول التقرير إنه بصرف النظر عن نظام التشغيل لديك، يجب الحرص دائمًا على حماية الأجهزة بكلمات المرور القوية بدلاً من بصمة الإصبع أو فتح القفل بالوجه.
إذا كنت تصر على استخدام طرق إلغاء القفل بالمقاييس الحيوية للوصول بشكل أسرع إلى أجهزتك، فيمكنك استخدام وظيفة طوارئ لتعطيلها عند الحاجة.
سلاح ذو حدين
وحذرت التقارير المنشورة على موقعي وايرد وفايس المحتجين من استخدام وسائل التواصل الاجتماعي أثناء الاحتجاج، فمن المؤكد استخدام هذا المحتوى لتحديد هوية المحتجين وتتبع آثارهم.
قد تحتوي الملفات التي يحمّلها المحتجون على وسائل التواصل الاجتماعي على بيانات وصفية مثل الطوابع الزمنية ومعلومات الموقع التي يمكن أن تساعد الشرطة على تتبع الحشود والحركة.
وجاء في إحدى النصائح أنه يجب التأكد من حصولك على إذن للتصوير أو تسجيل الفيديو لأي زملاء محتجين يمكن التعرف عليهم في محتواك المنشور على وسائل التواصل. فكّر بعناية قبل البث المباشر.
وينصح ألي فونك، محلل أبحاث في مؤسسة "فريدوم هاوس" المؤيدة للديمقراطية، المحتجين بأن لا يخططوا لنشر الصور ومقاطع الفيديو على وسائل التواصل الاجتماعي أو تشاركها بأي طريقة أخرى، فهناك إمكانية أن تقع هذه الصور في أيدي الشرطة.