الشبكة العربية للأنباء
الرئيسية - تكنولوجيا و صحة - أسماك القرش تفقد أسنانها القاتلة… كيف يذوب أقوى سلاح في البحر؟

أسماك القرش تفقد أسنانها القاتلة… كيف يذوب أقوى سلاح في البحر؟

الساعة 08:35 مساءً

 

 

تُعد أسماك القرش من أقوى المفترسات البحرية، قادرة على تمزيق الفرائس بعضة واحدة. لكن دراسة حديثة كشفت أن أسنانها القاتلة ليست بمنأى عن تأثيرات تحمض المحيطات الناتجة عن الانبعاثات البشرية. إذ أظهرت التجارب أن زيادة حموضة المياه تجعل الأسنان أضعف وأكثر عرضة للتشققات، ما يهدد قدرة هذه المفترسات على الصيد ويعكّر التوازن البيئي للمحيطات.

تجربة علمية تكشف هشاشة الأسنان

في دراسة ألمانية، تعرضت أسنان قرش الشعاب المرجانية ذي الرأس الأسود لمياه تحاكي حموضة المحيط بعد 175 عاما، وفق التوقعات العلمية. أظهرت النتائج أن الأسنان تصبح أضعف هيكلياً وأكثر عرضة للكسر والشقوق تحت هذه الظروف الحمضية.

ويؤكد العلماء أن أسنان القرش ليست مجرد أدوات للصيد، بل هي أسلحة حيوية للبقاء على قيد الحياة. حموضة المحيطات المرتفعة قد تقلل من كفاءتها في تمزيق الفريسة، ما قد ينعكس سلباً على التوازن البيئي للمحيطات بأكملها.

اختبر الباحثون 16 سناً سليمة و36 سناً بها ضرر محدود، وضعوها في خزانين من المياه المملحة محاكاة لمستويات الرقم الهيدروجيني الحالية (8.2) والمستقبلية (7.3). وبعد ثمانية أسابيع، ظهرت تشققات، ثقوب، وتدهور في جذور الأسنان، مما يؤكد هشاشتها تحت الظروف الحمضية المستقبلية.

أسنان متجددة لكن ليست منيعة

تمتلك أسماك القرش قدرة على استبدال أسنانها باستمرار، لكن حموضة الماء تؤثر أيضا على عملية نمو الأسنان الجديدة. وبالنسبة لقرش الشعاب المرجانية ذي الرأس الأسود، الذي يسبح بفمه مفتوحا باستمرار للتنفس، فإن الأسنان تتعرض للماء الحمضي بشكل دائم، ما يزيد من سرعة تلفها.

آثار محتملة على النظام البيئي

أسنان القرش الضعيفة تعني صعوبة أكبر في اصطياد الفرائس، وقد تؤدي إلى تراجع اللياقة البدنية والطاقة الحيوية للأسماك المفترسة. ومع انخفاض كفاءة الصيد، قد تتأثر الشعاب المرجانية والنظم البيئية المحيطية، إذ يُعد القرش عنصراً حيوياً في الحفاظ على التوازن الغذائي البحري.

تحمض المحيطات عدو خفي

يرجع السبب الرئيسي إلى انبعاثات ثاني أكسيد الكربون (CO₂) في الغلاف الجوي، الذي يذوب في المياه ويخفض درجة الحموضة، متحولاً إلى أحماض تؤثر على الكالسيوم والهياكل العظمية البحرية. تشير التوقعات إلى أن الرقم الهيدروجيني للمحيطات قد ينخفض من 8.2 إلى 7.3 بحلول عام 2300، أي أكثر حمضية عشر مرات تقريبًا من اليوم، ما يهدد كل من أسنان القرش والشعاب المرجانية.

دروس وتوصيات

تسلط الدراسة الضوء على هشاشة أسنان القرش في ظل الظروف الحمضية التجريبية، مؤكدين أن الحد من انبعاثات الكربون أمر بالغ الأهمية للحفاظ على السلامة الجسدية للمفترسات البحرية وللنظام البيئي بأكمله. وأوضح الباحثون أن تآكل الأسنان وتأثرها بالرقم الهيدروجيني المنخفض قد يؤدي إلى تغييرات كبيرة في الصيد، الطاقة، ونمو أسماك القرش، ما يضع مستقبلها البيئي على المحك.

نظرة مستقبلية

مع وجود أكثر من 500 نوع من أسماك القرش، قد تختلف التأثيرات حسب النوع، لكن التحذير واحد وهو تحمض المحيطات يهدد أقوى أسلحة الطبيعة ويؤثر على توازن البحار. ويبرز دور الإنسان في مواجهة هذه الأزمة عبر تقليل الانبعاثات والحفاظ على بيئة المحيطات، لضمان بقاء هذه المفترسات البحرية وصحة الشعاب المرجانية للأجيال القادمة.