في خبر هز الأوساط الإعلامية في مصر رحلت الإعلامية والكاتبة هبة الزياد عن عالمنا، عن عمر لم يتجاوز الثانية والثلاثين، إثر سكتة قلبية مفاجئة.
ونتج ذلك عن هبوط حاد في الدورة الدموية، لتغادر الحياة بهدوء أثناء نومها، دون أي علامات مرضية سابقة أو مؤشرات إنذار.
وبحسب مصادر مقربة من أسرتها، عثر على الراحلة في منزلها في ساعات الفجر الأولى، وقد فارقت الحياة دون معاناة، ما زاد من حِدة الصدمة بين محبيها، خاصة وأن السكتة القلبية المفاجئة تعدّ من أكثر أسباب الوفاة غموضا، وغالبًا ما ترتبط بعوامل خفية مثل الإرهاق المزمن، التوتر النفسي، أو اضطرابات غير مشخصة في القلب.
المفارقة المؤلمة أن هبة الزياد كانت تمارس حياتها المهنية بشكل طبيعي حتى ساعات قليلة قبل وفاتها إذ واصلت تسجيل حلقات برنامجها الجديد، وتواصلت مع فريق عملها، وشاركت متابعيها عبر منصاتها الاجتماعية بمحتوى جديد، ظهرت فيه بابتسامة واسعة وحماس واضح إزاء مشاريعها المستقبلية، دون أن تلمّح بأي شكل إلى تعب أو إرهاق جسدي.
هذا النشاط الظاهري جعل خبر رحيلها أكثر إيلامًا، إذ بدا كأن الحياة انطفأت فجأة في ذروة عطائها.
قبل وفاتها بأسابيع قليلة، كشفت هبة الزياد في فيديو مؤثر عن تعرضها لحملة ابتزاز وتهديدات من جهات مجهولة، دون أن تفصح عن هويتهم، مؤكدة أنها ستواجه الأمر بالقانون وستدافع عن كرامتها.
الفيديو، الذي أظهرها في حالة توتر رغم محاولاتها الحفاظ على هدوئها، أثار موجة تضامن واسعة من الجمهور، دعا كثيرون خلالها إلى حمايتها ودعمها، خاصة في ظل المناخ الرقمي المعقد الذي تواجهه الشخصيات العامة.
عرفت هبة الزياد بأسلوبها الجريء والواضح في تناول القضايا الاجتماعية والنسائية، وركزت في برامجها على تمكين المرأة، الأسرة، الصحة النفسية، والتحولات المجتمعية، إلى جانب اهتمامها بموضوعات الماورائيات والظواهر غير المفسرة، ما جعلها وجها إعلاميا محبوبا وموثوقا لدى جمهور عريض.
يشيع جثمانها اليوم الخميس، وسط حضور لافت من زملائها في الإعلام، وأصدقائها، وجمهورها الذي لم يخفِ حزنه عبر منصات التواصل، معبرا عن فقدان "صوت شاب كان يحمل هم المجتمع ويسعى للتغيير بوعي وإنسانية".