الشبكة العربية للأنباء
الرئيسية - رياضة - "سيجارة" ساهمت في ترشيح أوسبينا للفوز بالكرة الذهبية

"سيجارة" ساهمت في ترشيح أوسبينا للفوز بالكرة الذهبية

الساعة 11:23 صباحاً

 

مثل أي طفل صغير عاشق لكرة القدم، أراد أوسبينا أن يكون هدافا، لكن القدر قاده إلى الوقوف بين الخشبات الثلاث وجعله أحد أفضل الحراس في كولومبيا، على الرغم من قصر قامته.

وكشف الحارس الذي انتقل إلى النصر في صفقة انتقال مجانية من نابولي الإيطالي، في تصريحات سابقة: عندما كنت طفلا في الثالثة والرابعة من عمري، كنت أسبب الفوضى في المنزل، أقوم بصنع كرة من الجوارب وركلها في جميع أنحاء البيت، حطمت المزهريات، لم أمسك الكرة بيدي عندما كنت طفلا.


والده

كان هيكتور هيرنان، والد دافيد، لاعب كرة قدم هاو، ويقول إنه لم يتمكن من لعب كرة القدم باحترافية لأنه لم توجد أكاديميات تعليم اللعبة في السابق مثل الآن.

 

وقال عن ابنه: دافيد من محبي الكرة منذ أن كان في الثالثة من عمره، عندما نذهب للتسوق كان يذهب سريعا للبحث عن الكرات، لقد أحبها كثيرا، لذلك عملت على ضمه لمدرسة كرة القدم، دون التفكير في أنه سيصل إلى ما حققه الآن، كان يبلغ من العمر 6 سنوات، عندما كنا نعيش في إيتاغوي، في حي سانتا ماريا لا نويفا، من هناك رأينا حاجة انضمامه إلى مدرسة أليكسيس غارسيا، لكنه لم يكن حارس مرمى، كان يحب تسجيل الأهداف والركض خلف الكرة.

وأضاف: دافيد بدأ كلاعب ميداني وليس حارس مرمى، كان بارعا، يلعب بكلتا قدميه، وقائدا حقيقيا، عندما بلغ السادسة من عمره لعب مع الثمانية، وفي العاشرة لعب مع الاثني عشر، لقد كان دائما فوق سنه.

وإذا كان أوسبينا مهاجما واعدا، فكيف أصبح حارس مرمى، رد والده في تصريحات سابقة: سحبه القدر، في مباراة مهمة، غاب حارس المرمى، وعندما سألوا من الذي يريد أن يحل محله، أجاب دافيد: أنا.

وأردف والده: لقد قام بحماية المرمى بشكل جيد للغاية، من هناك بدأوا في تدريبه كحارس مرمى، لكن لم يعجبه الأمر لأنه أراد تسجيل الأهداف وأن يكون مهاجما.


يعشق التحدي

عرف عن أوسبينا حبه للتحدي في صغره، راهن المدربين وزملاءه على المشروبات الغازية، والكعك، والحلويات على من يمكنه تسجيل هدف في مرماه.

الدراسة

كشف هيرنان، والد أوسبينا، أنه اتخذ أصعب قرار في حياته، عندما أخرج ابنه دافيد من المدرسة عندما كان في الصف التاسع، وذلك بسبب مسيرته الرياضية، موضحا: كانت هناك الكثير من المشاكل في إخراجه من المدرسة، طلبنا العديد من التصاريح، لذلك جلسنا معه عما إذا كان سيترك المدرسة للتفرغ لكرة القدم، وقال "نعم"، وقررنا إخراجه من المدرسة لتكريس أنفسنا بالكامل لكرة القدم، كان قرارا صعبا، لأنك تريد أن يكون أطفالك متعلمين أكاديميا، لكننا رأينا في دافيد مستقبلا رائعا.

مسيرته

بدأ مسيرته في أتلتيكو ناسيونال، وظهر لأول مرة مع النادي في 2005، وحقق معه لقبين محليين وتم استدعاؤه للمنتخب الكولومبي، ليتعاقد معه فريق نيس الفرنسي في 2008 وهو في سن الـ 19 عاما، وذلك لكي يكون حارسا بديلا، إلا أنه بعد أشهر قليلة تمكن من اقتحام التشكيلة الأساسية، وقال عنه فريديريك أنتونيتي، مدرب النادي حينها: لديه كل ما يحتاجه ليكون حارس مرمى ممتاز، إنه جيد في الهواء وعلى الأرض، لديه كل شيء ليكون بطلا.


بعد 4 مواسم في صفوف نيس، أعلن أوسبينا رغبته في ترك النادي، علما أن نادي بشكتاش التركي حاول التعاقد معه في صيف 2012، لكن المفاوضات فشلت.

وبعد مونديال 2014 في البرازيل، رفض أوسبينا تمديد عقده مع نيس، وارتبط اسمه بالعديد من الأندية مثل أتلتيكو مدريد، قبل أن يعلن أرسنال تعاقده مع الكولومبي في 27 يوليو 2014.


وحقق مع النادي الإنجليزي كأس الاتحاد مرتين، إضافة إلى لقب السوبر، علما أنه عانى من الإصابة في البداية وكان حارسا احتياطيا في أحيان أخرى، ثم تمت معاقبة الحارس الأساسي فويتشيك تشيزني للتدخين في غرفة الملابس بعد مباراة ضد ساوثهامبتون، وبات أوسبينا الخيار الأول ولعب معظم مباريات الدوري حتى نهاية الموسم، وتواجد لاحقا في القائمة المصغرة للاعبين المرشحين للفوز بالكرة الذهبية، والمكونة من 59 لاعبا. ووصفه مدربه الفرنسي أرسين فينغر بأفضل حارس مرمى في الدوري الإنجليزي الممتاز في 2015.

الموسم الثاني لأوسبينا مع أرسنال لم يكن على قدر التوقعات بعدما تعاقد أرسنال مع التشيكي بيتر تشيك قادما من تشيلسي، إضافة إلى إصابة الكولومبي في الكتف خلال فترة التوقف الدولية في أكتوبر، وفي موسم 2016-2017 تألق في نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي وقاد أرسنال للفوز بنتيجة 2-1 وإحراز اللقب.

وفي موسم 2018-2019 طلب أوسبينا الذهاب إلى نابولي على سبيل الإعارة لكسب المزيد من وقت اللعب، وفي 4 يوليو 2019 وقع معه النادي الإيطالي بشكل دائم، وبات الحارس الأول للفريق تحت قيادة المدرب جينارو غاتوزو، وحقق مع نابولي لقب كأس إيطاليا في موسم 2019-2020.

منتخب كولومبيا

عندما بلغ 16 عاماً انضم لمنتخب كولومبيا تحت 20 عاما، وشارك في مونديال الشباب 2005، إضافة إلى بطولة أميركا الجنوبية تحت 20 عاما في 2007، وظهر لأول مرة مع المنتخب الأول في الهزيمة أمام أوروغواي 3-1، وأصبح أصغر حارس مرمى يلعب لكولومبيا.


قاد أوسبينا منتخب بلاده في كأس العالم 2014 و2018، وفي سبتمبر 2019 لعب مباراته الدولية رقم 100 ضد البرازيل، ليصبح أول حارس مرمى كولومبي يصل إلى هذا الرقم، ويملك في رصيده حاليا 123 مباراة دولية، ليتخطى الأسطورة كارلوس فالديراما "111 لقاء"، ويصبح أكثر اللاعبين خوضا للمباريات في تاريخ منتخب كولومبيا.


نظافة الشباك

في المسابقات الثلاث التي شارك فيها أوسبينا، حافظ على نظافة شباكه في 62 مباراة خلال 189 مباراة بالدوري الفرنسي، مقابل 31 من 81 مواجهة في الدوري الإيطالي، أما في الدوري الإنجليزي لعب 29 مباراة وحافظ على نظافة شباكه 13 مرة.


هدوء

بعد موسمه الرائع مع أرسنال في 2015، قالت عنه شبكة "بي بي سي" البريطانية أنه يمتاز بسلوك جيد، وكتبت الشبكة في تقرير لها عبر موقعها الإلكتروني: عندما يقف أمام الكاميرا، من المستحيل عدم ملاحظة وضعيته، الأيدي إلى الوراء، يبدو هادئاً، مثل الأطفال الذين يتصرفون بشكل جيد للغاية.

 


قصر القامة

تحدث دافيد عن قصر قامته في تصريحات إعلامية عام 2015، قائلا: اعتادوا على الحراس الذين يبلغ طولهم 1.90 متر، وأنا لست منهم "يضحك"، لكنني أحاول أن أضع نقاط قوتي في صالح المجموعة، أعمل على تعويض السنتيمترات التي افتقدها، لكن نعم. عندما أكون في النفق المؤدي إلى الملعب أنظر إلى حارس الفريق المنافس وأشعر بأنني صغير بعض الشيء، ولكن على المرء أن يثق بنفسه.


تواضع

بعد أن أصبح بطلا في 2005، استمر أوسبينا في العيش في نفس حي الطبقة الوسطة، في إيتاغوي، وشعر جيرانه بالسعادة لوجود بطل في شوارهم، لدرجة أنهم كانوا يذهبون نهاية كل أسبوع إلى باب منزله للغناء، ليهتفوا له.

وأوضح والده، كان هذا لطيفا جدا لكنهم لم يتركوه ينام، وكان علينا أن نجد منزلا آخر، كنا سنغير منزلنا لنحظى بالهدوء، ثم حصل على عرض من فرنسا مقابل 2.4 مليون يورو، كان طفلا وذهب إلى أوروبا، وتواجد في أحد الفنادق معظم عام 2009، واعتاد على الاتصال بوالديه وكنا نبكي، ويخبرنا أنه يريد العودة، لأنه لم يكن قادرا على التعامل مع الطقس.

وعن تلك التجربة، قال أوسبينا في تصريحات صحافية: كانت زوجتي تبلغ 18 عاما عندما وصلنا إلى فرنسا، وكنت شخصا يتمتع بعقلة رائعة، وفي أول 6 أشهر أردت العودة، وقالت لي زوجتي إنه لن نغادر وعلينا أن نمضي قدما نحو حلمنا.

صهر خاميس

تزوج خاميس من لاعبة الكرة الطائرة دانييلا أوسبينا، شقيقة الحارس الكولومبي ديفيد أوسبينا ، في عام 2011. التقيا بينما كان خاميس يلعب في بانفيلد. لديهما ابنة اسمها سالومي، ولدت في 29 مايو 2013. لطالما أثنى خاميس على أوسبينا، ووصفه بأفضل حارس مرمى كولومبي في التاريخ.