يخوض منتخب مصر لكرة القدم مباراة حاسمة في التاسعة مساء اليوم الخميس بتوقيت القاهرة، ستنقله إذا هزم فيها منتخب الكاميرون، لخوض النهائي على بطولة "كأس الأمم الأفريقية" الأحد المقبل ضد منتخب السنغال، لذلك يتوقعون أن يتحول الملعب الذي ستجري عليه المباراة، وهو Olembe Stadium المتسع بالعاصمة الكاميرونية "يواندي" لأكثر من 60 ألف متفرج، إلى ما يشبه ساحة قتال حقيقي بين لاعبي المنتخبين.
وألقت البطولة التي نظمتها الكاميرون هذا العام، الكثير من الضوء الكروي عليها كبلاد مجهولة التفاصيل لكثيرين من قراء ومشاهدي الإعلام الأجنبي، منها مثلا أن منتخبها المعروف بلقب "الأسود غير المروّضة" هو واحد من الأفضل بأفريقيا، فقد فاز 5 مرات ببطولة القارة، ويحلم الآن بالسادسة، وفقا لما ظهر من مؤتمر صحافي عقده مديره الفني، البرتغالي Toni Conceição البالغ 60 سنة.
نعلم من هو محمد صلاح
فقد قال "طوني كونسيساو" في المؤتمر أمس الأربعاء: "إن 27 مليون كاميروني ينتظروننا في المباراة أمام المنتخب المصري، والتشكيلة التي ستواجهه متحفزة وجاهزة لتحقيق الانتصار وبلوغ النهائي والاقتراب من اللقب (..) نعلم من هو محمد صلاح جيدا، فهو ليس أفضل لاعب بأفريقيا فقط، بل من أبرز لاعبي العالم، وسنعمل للحد من خطورته" طبقا لرأيه بالنجم المصري الأشهر في فريق ليفربول الانجليزي.
ومن المعروف عن منتخب الكاميرون أنه تأهل 6 مرات إلى بطولات FIFa حتى الآن، أي أكثر من أي منتخب أفريقي آخر، وفقا لما ألمت به "العربية.نت" من سيرته، الوارد فيها أنه أصبح في 1990 أول منتخب أفريقي يصل إلى ربع نهائي كأس العالم، إضافة إلى أنه فاز عام 2000 بالميدالية الذهبية في دورة الألعاب الأولمبية التي جرت في مدينة "سيدني" بأستراليا.
أما بلاد المنتخب، المحيطة بها 6 دول بمنطقة الغرب الأفريقي، فغير محسودة تقريبا سوى بموقعها الاستراتيجي المطلة فيه على خليج غينيا في المحيط الأطلسي، حيث كان أول زوارها من الأوربيين مستكشفون برتغاليون نزلوا في 1472 من سفنهم إلى برها، ووجدوا نهرا، استغربوا رؤيتهم فيه لعدد من "الروبيان" المعروف في مصر باسم الجمبري، فسمّوه Rio dos Camarões أي "نهر الروبيان" الذي تكفل الزمن باختصاره إلى كاميرون، الوارد عنها حديثا أن كرة القدم هي أشهر رياضة فيها، حيث تنتشر نواد بالعشرات للاعبين هواة، هم "نبع" لاعبيها المحترفين، كما البرازيل تقريبا.
بحيرة "انفجرت" وقتلت 1776 كاميرونياً
وأكثر ما يعيد الذاكرة إلى البلاد البالغة مساحتها 475 ألف كيلومتر مربع، هي كارثة حدثت في 21 أغسطس 1986 ببحيرة اسمها Lake Nyos في الشمال الغربي الكاميروني، ويلخص الفيديو الذي تعرضه "العربية.نت" أدناه ما حدث فيها حين "انفجرت" فجأة، كما "نترات الأمونيوم" التي انفجرت في 4 أغسطس 2020 في مرفأ بيروت، وأدت إلى مقتل 218 شخصا، وجرح 7000 على الأقل، إلا أن "البحيرة القاتلة" كما أصبحو يلقبونها، كانوا أكثر من 1776 كاميروني، مع آلاف من الجرحى والمعطوبين، ونفوق 3000 حيوان.
نجد في الإنترنت عما حدث ليلا، أن المزارعين سمعوا دويا شديدا من ناحية البحيرة، طار معه رذاذ خفيف إلى مئات الأمتار بعيدا عنها، ثم ظهر تلبد من سحب بيضاء كثيفة، تجمع فوق البحيرة واتجه بارتفاع 100 متر نحو القرى المجاورة، فهرع أهاليها لمعاينة ما يجري، وفجأة بدأ الواحد بعد الآخر منهم يسقط مغميا عليه، فاقدا لوعيه أو لافظا آخر أنفاسه، حتى لو كان بعيدا أكثر من 25 كيلومترا، إلى أن ساد في اليوم التالي سكون الموت والآلام" وتغيّر لون مياه البحيرة من أزرق إلى ما يشبه لون الصدأ الأحمر.
واكتشف محققون، من علماء وغيرهم، أن السحب التي خرجت من انفجار البحيرة كانت تحتوي على تكثيف عال من ثاني أكسيد الكربون، زاد في الهواء عن 15% وتسبب باختناق مستنشقيه، بين فاقد للوعي أو قتيل "وخرج بثورة بركانية مركزها البحيرة نفسها" بحسب ما قال فريق من العلماء، فيما ذكر فريق آخر أن ما حدث كان نتيجة ارتفاع بالتدرج في ثاني أوكسيد الكاربون في قاع البحيرة وأدى بعد تكاثفه إلى انفجاره، إلا أن مصدره بقي مجهولا يحير العلماء للآن.