استعرض الدكتور أنور بن محمد قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية، في كلمته أمس خلال «ملتقى أبوظبي الاستراتيجي»، التطورات الإقليمية، معرباً عن تفاؤله في ما يتعلق بإمكانية تحقيق تقدم كبير خلال العام المقبل، وقال: «لقد وصلنا إلى مراحل حاسمة في النزاعات والتحديات الكبرى التي تعصف بمنطقتنا».
وأكد قرقاش، خلال الملتقى الذي ينظمه مركز الإمارات للسياسات، ضرورة اللجوء إلى الحلول الدبلوماسية وعدم التصعيد في ما يتعلق بإيران. ودعا إلى طرح الأفكار البناءة، قائلاً «إن هناك حاجة إليها الآن أكثر من أي وقت مضى من أجل خلق نظام إقليمي جديد أكثر استقراراً تستطيع فيه جميع الدول الازدهار». وأضاف أن أي مفاوضات يجب أن تشمل دول الخليج العربي لضمان أن تكون طويلة الأجل ومستدامة.
تطرق قرقاش إلى اليمن، بعد إعادة انتشار القوات الإماراتية في عدن، مؤكداً أن أولويات دولة الإمارات في التحالف ستتمثل في مواصلة تقديم المساعدات الإنسانية، ومكافحة التهديدات الإرهابية، وحماية الأمن البحري، ودعم السياسة التي تقودها الأمم المتحدة.
وأضاف أن التحالف تمكن من الدفاع عن أولوياته الاستراتيجية في اليمن، ومنع الحوثيين المدعومين من إيران والقاعدة من تقسيم البلاد. وأشاد بالنجاح الدبلوماسي السعودي في إبرام «اتفاق الرياض». كما شدد على أهمية شمولية العملية السياسية، مشيراً إلى أن الحوثيين هم «جزء من المجتمع اليمني وسيكون لهم دور في مستقبله».
ودعا الدكتور قرقاش إلى إقامة نظام إقليمي جديد، يرتكز على احترام السيادة الوطنية. كما أشار إلى المثال الناجح لعملية الانتقال للسلطة المدنية في السودان، وقال: «يجب أن نتحد بهدف حل النزاعات بين الدول، وعلينا تشجيع الدول على إيجاد حل لأي نزاعات داخلية من خلال الحوار السياسي».
وشدد وزير الدولة للشؤون الخارجية على ضرورة أن تواصل دولة الإمارات تقدمها، في ظل التعامل مع مختلف الأزمات الإقليمية. ووصف النجاح الوطني لدولة الإمارات بأنه مصدر إلهام لدول أخرى، لكي تركز على الأولويات الاجتماعية والاقتصادية، وقال إن التقدم هو أمر ضروري «ليس فقط من أجل مصلحتنا ولكن لإعطاء الآخرين الأمل في أن الحياة يمكن أن تتحسن في هذه المنطقة».
كما تناول الدكتور قرقاش الطبيعة المتغيرة للنظام الدولي، وشدد على ضرورة وجود نظام عالمي قائم على قواعد راسخة تلعب دوراً مهماً في إدارة الأولويات والتحديات في أوقات التغيير.
من جهتها، قالت الدكتورة ابتسام الكتبي، رئيسة مركز الإمارات للسياسات «إن التحالف الإماراتي السعودي يسعى إلى مواجهة التحديات الجيوسياسية النابعة من القوى الإقليمية غير العربية، وتحديداً إيران، وكذلك التحديات الداخلية المتمثلة بالإرهاب والفواعل ما دون الدولة والفقر والبطالة، فضلاً عن محاولة تبني نموذج جديد لبناء القوة». مضيفة «من المهم فهم هيكل النظام الإقليمي الحالي في الشرق الأوسط، وطبيعة العلاقات والتنافس فيما بين قواه والقوى الخارجية، وماهيّة أدوار الأطراف الفاعلة فيه».
وأعلنت الكتبي عن إطلاق أكاديمية مركز الإمارات، الأكاديمية التدريبية الأولى من نوعها في المنطقة في تحليل السياسيات وبناء الاستراتيجيات ووضع التصورات لمتخذي وصناع القرار.
وناقش المتحدثون في الجلسة الأولى، من جلسات الملتقى، توزّع القدرات العسكرية في العالم، وعسكرة حرب التكنولوجيا.
وقال البروفيسور أنتوني كوردزمان، من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية: إن العالم ينفق اليوم على القدرات العسكرية، أكثر من إنفاقه في المرحلة التي سبقت سقوط جدار برلين.
وأضاف، أن أحد الأمور التي يجب النظر فيها، مسألة الانتشار الصاروخي وغير الصاروخي، فالمخاطر اليوم لم تعد بالضرورة متمحورة على الانتشار النووي، كما كان في مرحلة الحرب الباردة.