اعتصم محتجون لبنانيون في مدينة طرابلس شمالي البلاد، الأربعاء، أمام مصرف لبنان والمؤسسات الحكومية، بهدف إغلاقها والضغط على الدولة لتحقيق مطالبهم.
ومنذ ثلاثة أيام، دأب المحتجون على إغلاق مداخل مؤسسات حكومية في عدد من المدن اللبنانية، بعد أن تمكنت قوى الأمن من فتح أغلبية الطرق الرئيسية في البلاد.
وكانت طرابلس شهدت الثلاثاء محاولات لإغلاق عدد من المؤسسات العامة والمصارف، كما فعل المحتجون في اليوم السابق، غير أن وحدات من الجيش اللبناني منعتهم صباحا، فامتلأت ساحة التظاهر المعتادة ليلا.
وكان المئات من المتظاهرين توافدوا مساء الثلاثاء إلى الشوارع مجددا بعد ساعات على مواجهات محدودة في بعض المناطق مع القوى الأمنية التي عمدت إلى فتح طرقات عدة، وفقا لما ذكرته فرانس برس.
وخرجت مسيرات جوالة في المدينة ليلا حيث قرع الشباب والشابات خلالها الطناجر والطبول للتعبير عن تضامنهم مع أهالي مدينة صيدا جنوبي البلاد، التي كان الجيش قد أزال صباحا خيم الاعتصام فيها، قبل أن يعود المتظاهرون ويملأون ساحة التظاهر فيها ليلا.
وقال الشاب عبد الغني، البالغ من العمر 19 عاما: "أنا كطالب أشعر بالاضطهاد، أقرع الطناجر ضدّ هذه الطبقة السياسية التي لا تفكر بمستقبلنا وحان لها أن تستيقظ وتسمع أصواتنا.. لن نخرج من الشارع قبل سقوطهم جميعا، لذا سنواصل قرع الطناجر على رؤوسهم"، بحسب ما ذكرت فرانس برس.
يشار إلى أن الجيش اللبناني والقوى الأمنية عمدت إلى إعادة فتح طرقات سبق أن أغلقها المتظاهرون، الذين أطلقوا حراكهم الشعبي في السابع عشر من أكتوبر الماضي، في إطار استراتيجية يتبعونها منذ بداية حراكهم لزيادة الضغط على السلطات.
وتسببت محاولات إغلاق الطرقات من قبل المتظاهرين ومحاولات الجيش إعادة فتحها إلى حدوث احتكاكات ومواجهات بين الجانبين، كما حدث في منطقة زوق مصبح، شمالي العاصمة بيروت.
ووفقا لفرانس برس، فقد اعتقل الجيش عددا من الشبان وأصيب رجل عجوز اقتضى نقله إلى المستشفى.
الجدير بالذكر أن هذا الحراك الشعبي يعد غير مسبوق في لبنان لأنه عم كافة المناطق اللبنانية من دون أن يستثني منطقة أو طائفة أو زعيما.