حالة من الترقب يعيشها الجمهور المصري قبل مباراة الفراعنة أمام المنتخب الليبي ضمن منافسات تصفيات كأس العالم 2022، والمقرر إقامتها الجمعة المقبلة، على ملعب برج العرب بمصر، على أن يلتقي الفريقان مرة أخرى يوم 11 من الشهر الجاري على الأراضي الليبية.
ويدخل المنتخب الليبي هذا اللقاء متصدرا للمجموعة برصيد 6 نقاط، بينما يحل منتخب الفراعنة وصيفا برصيد 4 نقاط، وستؤثر المواجهتان على فرص صعود المنتخبين إلى المونديال بشكل كبير.
وبعد الأداء الباهت للفراعنة في أول جولتين من تصفيات المونديال، قرر اتحاد الكرة المصري إقالة المدرب المصري حسام البدري وجهازه المعاون، ليتولى البرتغالي كارلوس كيروش القيادة الفنية للفراعنة.
قبل اللقاء الرسمي الأول لكيروش، جاء الإعلان عن قائمة اللاعبين المقرر مشاركتهم أمام المنتخب الليبي مفاجئا للجمهور، حيث استبعد المدرب البرتغالي ثنائي النادي الأهلي المتألق محمد مجدي قفشة ومحمد شريف، بينما قرر عودة أحمد فتحي من جديد إلى قائمة الفراعنة.
عودة أحمد فتحي، وهو آخر ما تبقى من الجيل الذهبي لمنتخب الفراعنة، أعاد إلى ذاكرة الجمهور واقعة اعتراض فتحي على التخلي عن شارة قيادة المنتخب المصري خلال ولاية البدري مع المنتخب المصري، والتي أوضح فتحي خلال تصريحات إعلامية أنها قد تكون أحد أسباب عدم استدعائه لقائمة الفراعنة.
وفي أبريل الماضي، أعلن المنتخب المصري منح نجم ليفربول محمد صلاح شارة قيادة المنتخب رسميا بعد الرجوع إلى اللاعبين الذين يسبقون صلاح في الأقدمية، والذين ساندوا هذه الخطوة، وفقًا لما أعلنه اتحاد الكرة في بيانه.
كما أوضح وائل جمعة مدير منتخب مصر، في بداية هذا الأسبوع خلال تصريحات إعلامية، أن البرتغالي كيروش أكد دعمه لقرار الجهاز السابق فيما يخص ارتداء صلاح شارة قيادة المنتخب، وأن الجهاز تواصل مع أحمد فتحي، واللاعب تقبل قرار جهاز الفني، وأكد جمعة في ختام تصريحاته أن هذه الأزمة قد انتهت ولا مجال لفتح الحديث بها من جديد.
عرب إفريقيا.. ورقم قياسي في الظهور بكأس الأمم
في الحقيقة، لا يتحدث هذا التقرير حول أزمة شارة القيادة احتراما لقرار الجهاز الفني للفراعنة، لكنه يتحدث عن قدرة صلاح على كسر "قاعدة الأقدمية" للمرة الأولى في تاريخ المنتخب المصري خلال العقود الأخيرة.
طفرة رياضية
من جانبه، يقول الناقد الرياضي محمد طلبة، إن نجم ليفربول محمد صلاح كان بمثابة بداية فصل جديد لكرة القدم المصرية، وإن ما فعله الفرعون المصري في الملاعب الأوروبية يجعله أفضل من لمس الكرة في تاريخ الفراعنة، وجعله الآن أفضل لاعب في العالم بشهادة أكبر مدربي الساحرة المستديرة.
ويضيف طلبة لموقع سكاي نيوز عربية: "لماذا صلاح هو الأحق بشارة قيادة المنتخب؟ ببساطة لأنه أكثر لاعبي الجيل الحالي تأثيرا على نتائج الفريق المصري، وهناك زملاء لصلاح داخل المنتخب يعتبروه قدوة لهم، وهذا يزيد من قدرته على قيادة الفريق داخل وخارج المستطيل الأخضر".
كما يوضح الناقد الرياضي أن الأجيال السابقة للمنتخب المصري ورغم الإنجازات التي حققتها، لم تكن أجيال النجم الأوحد عكس ما يحدث الآن.
ويردف: "النجم الأول للجيل الحالي للمنتخب المصري هو محمد صلاح، وهذا لا يعد تقليلا من بقية نجوم الفريق، لأنه في النهاية كرة قدم هي لعبة جماعية، ولا يستطيع لاعب بمفرده تحقيق الفوز، لكن هناك لاعبين يستطيعون صناعة الفارق أكثر من الآخرين، ولا شك أن صلاح أحدهم وبفارق كبير نسبيا عن بقية زملائه في المنتخب".
معايير مختلفة
وفي تصريحات سابقة لموقع سكاي نيوز عربية، أوضح اللاعب الدولي السابق وأحد القادة التاريخيين للنادي الأهلي المصري، الكابتن شادي محمد، أن قاعدة الأقدمية في اختيار قائد المنتخب أو أي فريق بشكل عام منطقية تماما، لأن اللاعب الأقدم بصفوف الفريق يكون لديه خبرات أكثر من الآخرين.
وأضاف محمد: "تحتاج إلى قائد للفريق يمتلك الخبرة على التعامل مع المشكلات المتنوعة سواء داخل أو خارج المستطيل الأخضر، وقاعدة الأقدمية تساعد على ذلك، حيث يكون اللاعب قد تعرض للموقف أكثر من مرة، ما يساعده على التعامل معه سريعًا، دون حدوث أي ضرر".
وتعليقا على تصريحات شادي محمد، يقول الناقد الرياضي محمد طلبة إنه في عالم كرة القدم لا يوجد معيار واحد لاختيار قائد الفريق أو المنتخب، فهناك من يعتمد على "الأقدمية" وآخر يعتمد على "النجومية"، وهناك من يبحث عن سمات القيادة في اللاعبين، حتى لو كان اللاعب الذي يملكها قد انضم للفريق منذ يوم واحد فقط.
ويردف: "المنتخب الجزائري على سبيل المثال قائده هو رياض محرز، رغم وجود لاعبين آخرين أقدم منه مع المنتخب مثل إسلام سليماني، وعلى مستوى الفرق، قرر المدرب أولي سولشاير إعطاء شارة قيادة مانشستر يونايتد للمدافع هاري ماغواير، رغم أن أنضم إلى الفريق الأحمر منذ عامين فقط".
كما يوضح طلبة أن اختيار صلاح كقائد لمنتخب الفراعنة قد يكون اعتمادا على نجوميته بالطبع، "لكن لا يمكن نسيان حجم تأثير صلاح على بقية اللاعبين، خاصةً الشباب الذين يحلمون بتحقيق مسيرة تشبه مسيرة نجم ليفربول، وهذا سيضع صلاح تحت ضغوطا أكبر، وسيظهر هذا التأثير بشكل أكبر خلال البطولات المجمعة مثل بطولة أمم إفريقيا المقبلة".
ويختتم طلبة: "نتمنى أن يثبت صلاح قدرته على قيادة المنتخب المصري داخل وخارج الملعب، وأن ينجح في هذه المهمة الجديدة كما نجح في مئات التحديات الأخرى، حتى أصبح أحد أفضل لاعبي العالم، أن لم يكن الأفضل خلال الفترة الحالية".