ذكرت المفوضية العليا لحقوق الإنسان في العراق أن امرأة لقيت حتفها إثر إصابتها بعبوة غاز في رأسها، في حين دعت الولايات المتحدة الحكومة العراقية إلى الاستماع لمطالب المحتجين.
وأوضحت المفوضية العليا لحقوق الإنسان أن 155 شخصا على الأقل أصيبوا، الجمعة، من جراء استخدام قوات الأمن العراقية الأمن الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي ضد المحتجين في ساحة التحرير في العاصمة بغداد.
وتواصلت الاحتجاجات التي انطلقت منذ بداية أكتوبر الماضي، في بغداد ومدن متفرقة وسط وجنوبي البلاد، رغم الإجراءات الأمنية المشددة التي خلفت أكثر من 250 قتيلا.
واحتشد عشرات الآلاف من العراقيين وسط بغداد، الجمعة، في أكبر مظاهرات احتجاج ضد الحكومة منذ سقوط الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، وطالبوا باجتثاث النخبة السياسية.
غاز ورصاص
ونصب الآلاف خياما في ساحة التحرير وانضم إليهم آلاف آخرون كثر، منددين بالنخب السياسية التي يرونها فاسدة وتأتمر بأمر القوى الأجنبية ويحملونها المسؤولية عن تردي أوضاع المعيشة.
وفي الأيام الأخيرة، كانت الاحتجاجات سلمية نسبيا خلال النهار لكنها تتخذ طابعا أكثر عنفا بعد حلول الظلام عندما تستخدم الشرطة الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي للتصدي للشبان.
وتركزت الاشتباكات عند الأسوار خارج جسر الجمهورية المؤدي إلى المنطقة الخضراء فوق نهر دجلة، حيث المباني الحكومية التي يقول المحتجون إن القادة عزلوا أنفسهم فيها بعد أن صارت معقلا للامتيازات تحميه الأسوار.
انتقاد أميركي
في غضون ذلك، دعت الولايات المتحدة الجمعة الحكومة العراقية إلى "الإصغاء للمطالب المشروعة" للمتظاهرين الذين يطالبون بـ"إسقاط النظام" رغم وعود المسؤولين بإجراء إصلاحات.
وانتقد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو في بيان، التحقيق الذي أجرته السلطات في بغداد حول أعمال العنف الدامية التي تخللت التظاهرات، معتبرا أنها "تفتقر إلى الصدقية الضرورية"، ومؤكدا أن "العراقيين يستحقون العدالة وأن تتم محاسبة المسؤولين فعليا".
وأضاف: "ينبغي التخفيف من القيود المشددة التي فرضت أخيرا على حريتي الصحافة والتعبير"، معتبرا أنه "لا يمكن فصل" هذه الحريات "عن أي اصلاح ديمقراطي".