توصل عالم الحفوريات الأرجنتيني فرنسوا بوجوس والباحث في مختبر العلوم البيولوجية بجامعة "كاييتانو هيريديا" في بيرو رودولفو سالاس جيسموندي، إلى حل لغز أرّق الباحثين لسنوات طويلة.
وبدأت القصة قبل نحو 16 عاما عندما عثر بوجوس على عظام لحيوان الكسلان على ضفاف نهر نابو شمال شرقي بيرو، تعود إلى 13 مليون سنة مضت، وكانت تظهر عليها علامات لـ46 عضة.
لم يتضح على الفور ما الذي ترك هذه العلامات على عظام الكسلان، ولكن في السنوات التي تلت اكتشاف بوجوس توصل الباحثون إلى أن البحيرات والمستنقعات في الفترة التي عاش فيها هذا الحيوان كانت وفيرة بالتماسيح، حيث كان يعيش ما يصل إلى 7 أنواع معا في ذلك الوقت.
هذا الاكتشاف أوحى إلى بوجوس بفكرة أن يكون أحد التماسيح هو الذي تسبب في إحداث هذه العلامات، فقاده ذلك إلى التعاون العام الماضي مع سالاس جيسموندي، بحثا عن الجاني الذي تم الكشف عنه في دراسة حديثة.
وفي رحلتهما للبحث عن الجاني، استبعد الاثنان الحيوانات المفترسة الأخرى التي عاشت في مستنقعات ما قبل التاريخ في بيرو، وكانت كل الأدلة تدين التمساح "بوروصوروس"، وهو عملاق يمكن أن يصل طوله إلى 10 أمتار، وتقدر قوة عضته بـ6.3 طن مترية.
وقال سالاس جيسموندي في تقرير نشره على موقع "لايف ساينس": "كانت أسنان وتشريح بوروصوروس تتطابق تماما مع علامات العض".
وأضاف: "من المرجح أن الهجوم حدث في ومضة، وكانت معظم شواهد العض على عظم الكسلان عبارة عن حفر وعلامات ضحلة، لكن العلامات الأكبر التي اخترقت عظم الساق تشير إلى أن فم بوروصوروس أغلق على ساق الكسلان، ما تسبب في أضرار جسيمة له".
المصدر: "لايف ساينس"