الشبكة العربية للأنباء

الواقعية والأمنيات والسياسة العالمية

2023/08/20 الساعة 05:06 مساءً

نظرية الواقعية في العلاقات الدولية تقول في غياب حكومة تحكم العالم، الهدف الأساسي للدول حماية وجودها وسيادته. ولن يحدث ذالك الا عندما تركز على توازن القوى وان لا تجعل اي دولة اقوى منها نسبيًا. في المسرح العالمي، ‫#إمريكا‬ لن تسمح ل ‫#الصين‬ ان تكون قوة عسكرية عظمى، لانه ببساطة يؤثر على وجودها ومصالحها في العالم. وسبب الحقيقي لدخول ‫#روسيا‬ حربا في ‫#أوكرانيا‬، هو منع توسع حلف ‫#الناتو‬ على ابوابها والحفاظ على وجودها كدولة عظمى.

بحسب منطق النظرية الواقعية، فان التبادل التجاري وعمل المؤسسات الدولية والترابط الاقتصادي بين الدول، لن ولن يمنع وقوع الحروب ولم يخدم السلام العالمي. والسبب، بان تلك المنظمات الدولية عبارة عن أدوات بيد الدول العظمى لحماية مصالحها بدون الحروب، وعندما لا تستطيع ذلك، ستقوم بغزو الدول بدون الاهتمام لتلك المنظمات الدولية. مثلا، إحتلال امريكا ‫#العراق‬، وحلف الناتو فعل الشي نفسه في ‫#ليبيا‬، و ‫#روسيا‬ ضد ‫#اوكرانيا‬. بختصار، ان اي دولة تظن بأن المنظمات الدولية او زيادة التجارة سوف تحمي وجودها وسيادتها، فتلك الدول مصيرها التبعية.

 

السياسة الدولية لا يوجد فيها شرطة عالمية لمساعدتك عند الضرورة، لا يوجد خط ٩١١ للطوارئ. عندما تسمع عن تقارير حول حقوق الانسان من قبل الغرب، فيها ليست من اجل حقوقك انت، وانما وسيلة لانتهاك سيادته الدول من اجل مصالح خاصة، لكي تبرر اي حرب. أستخدمتها ضد ‫#ليبيا‬، ولكن لم تهاجم ‫#سوريا‬ سبب وجود ‫#روسيا‬. فعندما تكؤن الظروف مناسبة، يتبعها الحرب. اكثر الحروب المدمرة في العالم، قادتها الدول ‫#الليبرالية‬، وهي تقول بانها تحمي حقوق الإنسان عالميًا.

 

نرجع لمنطقه ‫#الشرق_الأوسط‬، ان الأمنيات بان ‫#ايران‬ ستكون صديقًا لنا من خلال الاتفاقيات وزياده الاستثمار فيها وغيرها من الطرق التي تتجاهل قانون توازن القوى، لن تنجح في قطع نفوذها في المنطقة. ‫#إيران‬ دولة واقعية، تستثمر في قدراتها العسكرية لآنها تؤمن بان لا بقاء بدون قوةً عسكرية، وهو نفس المنطق الذي يحكم ‫#امريكا‬ الان مع ‫#الصين‬ و ‫#روسيا‬ مع حلف ‫#الاطلسي‬. التوكل على الله والنوايا السلام مهمه، ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم قال ( اعقِلْها وتوكَّلْ ). الاخذ بالاسباب مهم، وفي السياسة الدولية، من اهم الاسباب ان تكون قويًا عسكريًا وان لا تتجاهل قانون توازن القوى. قال الكاتب الايطالي الشهير نيكولو مكيافيلي في كتابه، الامير، بان حتى أنبياء الله التي لم يكون لهم قوة، هزموا. 

 

الان، ‫#اليمن‬ هي زاوية في توازن القوى في المنطقة، مع ‫#ايران‬. وان قياس اي اتفاق سلام مبني على حسن النيات والاماني او التواقيع على الورق او ضمانات دولية فمصيره الفشل. بحسب قانون الواقعية، ان لم تكون قويًا عسكريا، فلن تحمي ما وقعت عليه. ولن يساعدك احدى، سأعد نفسك بنفسك، فلا يوجد خط ٩١١ للمساعدة. وان اي خلل في الحسابات والتقدير بتجاهل الواقعية، سيكون اثرها خطيرا، خطر وجودي. ومازالت آثار العراق موجودة.