2025/12/23
الإمارات: ندعم انتقال السودان إلى حكومة مدنية

 

أكدت دولة الإمارات دعمها لانتقال السودان إلى حكومة مدنية تكون حرة من سيطرة القوى المتطرفة.داعية المجتمع الدولي إلى توحيد جهوده للضغط على طرفي النزاع للقبول بالهدنة، وشددت على أن المجتمع الدولي يجب ألا يقف مكتوف الأيدي بينما تستمر الحرب الأهلية لتصبح فضاءً خطراً لشبكات المتطرفين والإرهاب، وقد يؤدي استمرار اتساع رقعة النزاع لامتداده إلى الجيران والمنطقة ككل.

 

وأكد مندوب دولة الإمارات في الأمم المتحدة، محمد أبو شهاب، خلال جلسة في مجلس الأمن بشأن السودان، مساء أمس دعم الإمارات لانتقال السودان إلى حكومة مدنية تكون حرة من سيطرة القوى المتطرفة.وفي كلمته أمام جلسة مجلس الأمن،

 

وحذر أبو شهاب من أن استمرار النزاع في السودان قد يؤدي إلى امتداده للجيران والمنطقة ككل. وقال: "هناك حقيقة لا يمكن تفنيدها وهي أن طرفي النزاع في السودان قد ارتكبا جرائم حرب وهذا ليس ادعاء". وأضاف: وسط ضباب الحرب هناك حقيقة واحدة لا جدال فيها. لقد ارتكب كلا الطرفين جرائم حرب.هذا ليس مجرد تكهنات. وأوضح أن ارتكاب الفظائع من قبل قوات الدعم السريع وحلفائها وكذلك من قبل الجيش السوداني والمجموعات المتحالفة معه يزداد توافر الأدلة عليه، وكذلك التقارير الأخيرة بشأن الفظائع الممنهجة بدوافع إثنية.

 

وتابع قائلاً: إن المجتمع الدولي يجب ألا يقف مكتوف الأيدي بينما تستمر الحرب الأهلية لتصبح فضاءً خطراً لشبكات المتطرفين والإرهاب، وقد يؤدي استمرار اتساع رقعة النزاع لامتداده إلى الجيران والمنطقة ككل. وأوضح مندوب الإمارات أن النزاع تجاوز خلال الشهر الجاري خطاً أحمر جديداً مع وقوع هجوم مباشر استهدف الأمم المتحدة، حيث دانت دولة الإمارات بشكل قاطع الهجوم البشع بطائرات مسيرة على قاعدة لوجستية لبعثة «بونيسفا» في كادوجلي، والذي أسفر عن الموت المأساوي لعدد من حفظة السلام الأمميين.

 

انتهاكات

وأكد مندوب دولة الإمارات أن هذا الهجوم لا يُعد حادثاً معزولاً أو واقعة فردية، بل يعكس نمطاً أوسع وأكثر خطورة من الانتهاكات التي ترتكبها الأطراف المتحاربة، والتي شملت فظائع بحق المدنيين في مناطق عدة، من بينها الفاشر وكردفان والجزيرة، إلى جانب الإعلان عن طرد موظفين أمميين واعتبارهم أشخاصاً غير مرغوب فيهم، بدءاً من الممثل الخاص السابق للأمين العام وصولاً إلى مسؤولين كبار في برنامج الأغذية العالمي، وذلك في ذروة المجاعة. اوأضاف إن هذه الانتهاكات تضمنت أيضاً عرقلة وتسييس وصول المساعدات الإنسانية، واستخدام التجويع كسلاح حرب، فضلاً عن توجيه تهديدات مباشرة للوسطاء الذين يعملون على تيسير هدنة إنسانية، مؤكداً أن مثل هذه الأفعال تقوض بشكل مباشر جهود الوساطة الدولية وتضعف قدرة الأمم المتحدة على حماية المدنيين وإيصال المساعدات المنقذة للحياة.

 

تحذير

وحذر أبو شهاب من أن المجتمع الدولي لا يجب أن يقف مكتوف الأيدي بينما تستمر الحرب الأهلية، إذ إن استمرار النزاع يخلق فراغاً خطراً يسمح لشبكات التطرف والإرهاب بإعادة تجميع صفوفها، وتمويل نفسها، وتجنيد عناصر جديدة، وهو ما قد يؤدي إلى توسع رقعة النزاع لتشمل دول الجوار والمنطقة بأكملها، كما ورد في البيان المشترك للرباعية الدولية الصادر في 12 سبتمبر، والذي أكد أن مستقبل السودان لا يمكن أن تمليه مجموعات متطرفة عنيفة، بما في ذلك تلك المرتبطة بجماعة ا""لإخوان، ذات الأثر المزعزع للاستقرار، والتي أسهمت في تأجيج العنف وعدم الاستقرار في المنطقة.

 

وأكد مندوب دولة الإمارات ضرورة الوضوح بأن أي مسار سياسي مقبل يجب أن يحرم هذه الجماعات المتطرفة من الفضاء والموارد والشرعية، وأن يستند إلى انتقال مدني حقيقي تقوده حكومة مدنية مستقلة لا تخضع لأي من طرفي النزاع.وأشار إلى أن من الدلائل الواضحة على استمرار استخدام العنف لإسكات الدعوات المطالبة بالحكم المدني مثلما وقع أثناء إحياء ذكرى ثورة ديسمبر، (التي أطاحت الرئيس السابق عمر البشير).

 

وشدد على أن حكومة مستقلة بقيادة مدنية فقط هي القادرة على معالجة الأسباب الجذرية لهذا النزاع، ومنع السودان من الانحدار مجدداً أو البقاء عالقاً في دوامات متكررة من الحكم العسكري وعدم الاستقرار.

 

خارطة طريق للسلام

وأوضح مندوب الإمارات أن الفرصة ما تزال قائمة وواضحة للتحرك لصالح الشعب السوداني، من خلال تنفيذ الهدنة الإنسانية التي دعت إليها الولايات المتحدة والرباعية الدولية، مشيراً إلى أن دروس التاريخ أثبتت أن الجهود الأحادية من أي طرف من أطراف النزاع ليست مستدامة، ولن تؤدي إلا إلى إطالة أمد الحرب.

 

وأكد أن الأولوية العاجلة تتمثل في إقرار هدنة إنسانية تتيح وصول المساعدات الإنسانية بشكل آمن وسريع ودون عوائق في جميع أنحاء السودان، على أن تفضي مباشرة إلى وقف دائم لإطلاق النار ومسار سياسي يقود إلى حكم مدني مستقل ومنفصل عن الأطراف المتحاربة.واعتبر أن عملية الرباعية الدولية، التي تقودها الولايات المتحدة، تظل الإطار الأكثر قدرة على تحقيق هذه الأهداف، داعياً المجتمع الدولي إلى توحيد جهوده للضغط على طرفي النزاع للقبول بالهدنة.

 

واختتم أبو شهاب بالتأكيد أن التزام دولة الإمارات تجاه الشعب السوداني التزام راسخ وطويل الأمد، وأن بلاده ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين من أجل تأمين وقف فوري لإطلاق النار، ودعم مسار موثوق به يقود إلى سلام دائم في السودان.

تم طباعة هذه الخبر من موقع الشبكة العربية للأنباء https://arabnn.news - رابط الخبر: https://arabnn.news/news79411.html