
أعلن جهاز الشاباك والشرطة الإسرائيلية أنهما اعتقلا إسرائيليا من مدينة أشكلون جنوب إسرائيل يبلغ من العمر 37 عامًا، أقام خلال عدة أشهر علاقة تجسس مع جهات استخباراتية إيرانية
وكتب أمير مالكا، المشتبه به في القضية، لمشغله الإيراني: "سأجتاز من أجلك الحدود إلى مصر".
وبعد القبض عليه تم العصور معه على 4,225 دولارًا، بالإضافة إلى ذلك، لدى مالكا سجل جنائي غني يتضمن إدانات بجرائم مخدرات وعنف، وقد قضى بالفعل عقوبة سجن فعلية عن بعضها.
وقالت قناة i24NEWS الإخبارية الإسرائيلية، إنه في إطار تحقيق أجراه الشاباك والوحدة المركزية بالشرطة الإسرائيلية (يمار) تبين أن مالكا طلب منه من قبل الإيرانيين تنفيذ مهام مختلفة وكان على تواصل معهم، وتم اعتقاله خلال شهر نوفمبر الماضي.
وكان قد نشر تسفيكا بروت، رئيس بلدية بات يام مؤخرًا مقطع فيديو غير اعتيادي، حذر فيه السكان من "الوصول الإيراني"، وأضاف أن هناك خشية من أن العشرات قد وقعوا في الفخ.
وأفاد تسفيكا بروت لاحقًا لقناة i24NEWS أنه خلال 24 ساعة من نشر بيانه، تلقى حوالي 10 توجهات من سكان أبلغوا عن اتصال مع جهات إيرانية.
وفي السياق نفسه، قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية إن الجاسوس وجهت إليه تهمة تنفيذ مهام لصالح عميل إيراني مقابل مبلغ مالي بلغ 4,225 دولاراً.
وأضافت الصحيفة أن القضية بدأت برسالة عبر تطبيق "تلغرام" في يونيو الماضي، جاء فيها: "التعاون مع إيران يمكن أن يجلب السلام والأمن للمنطقة"، لتنتهي باتهام رسمي من النيابة العامة.
وأشارت الصحيفة العبرية إلى أن مالكا تواصل مع عميل مخابرات إيراني، وطلب منه تنفيذ سلسلة من المهام مقابل دفعات بالعملات الرقمية.
ولفتت "يديعوت" إلى أن بعض المهام التي نُفذت شملت إرسال مواقع وهمية وبيانات مزيفة، منها ما يوحي بأنه عبر الحدود إلى مصر، وذلك "في ظل وضع سياسي حساس ومن أجل مكاسب مالية".
وبحسب لائحة الاتهام التي قدمتها النيابة العامة إلى المحكمة المركزية في بئر السبع، فقد تلقى مالكا رسالة صوتية جاء فيها: "شكراً لتواصلك مع جهاز المخابرات الإيرانية، سيقوم خبراؤنا بالتواصل معك قريباً. نشكرك على صبرك".
وأشارت الصحيفة العبرية إلى أن مالكا أرسل للعميل صوراً مزيفة تثبت وجوده داخل الأراضي المصرية، مثل صور لموقع بناء زُعم أنه بالقرب من الحدود، كما قدّم إحداثيات وهمية تظهر تقدماً مشياً داخل مصر.
وأضافت الصحيفة أن مالكا رفض في مراحل لاحقة تنفيذ طلبات أخرى من العميل، مثل نقل طرد من مصر إلى إسرائيل. ولفتت إلى أنه أنشأ حسابات متعددة على "تلغرام" للتواصل مع العميل تحت هويات مختلفة، بل وأعاد توجيه رسالة التجنيد لنفسه من حساب آخر.
وبحسب ما ذكرته "يديعوت أحرونوت"، فقد تواصل مع مالكا عميل إيراني آخر في أكتوبر الماضي، فزوّره ببيانات شخصية كاذبة، ورفض إرسال صورة لبطاقة هويته أو تنفيذ أي مهام إضافية. كما رفض طلباً آخر من العميل لرسم جرافيتي في مكان ما، رغم أنه قدّم نفسه كشاب يبلغ 29 عاماً يعمل مندوب طعام ويرغب "في النجاح والمساهمة في الخير".
وأشارت الصحيفة إلى أن مالكا تلقى في المجمل 4,225 دولاراً عبر محفظة رقمية، مشيرة إلى أن طلب توقيفه حتى نهاية الإجراءات القضائية استند إلى مخاوف من إلحاق الضرر بأمن الدولة، خاصة وأنه أقام هذا التواصل وهو على دراية كاملة بالوضع السياسي الحساس وطبيعة الخطر المتأتي من التعامل مع جهات أجنبية عدوة.
وأضافت الصحيفة أن جهاز الأمن الداخلي (الشاباك) والشرطة الإسرائيلية أصدرا بياناً مشتركاً حذّرا فيه المواطنين من "إقامة أي تواصل مع جهات أجنبية من دول عدو أو جهات غير معروفة، ولا سيما تنفيذ مهام لصالحها مقابل أجر أو لأي سبب آخر". وشدّد البيان على أن "أجهزة المخابرات والمنظمات الإرهابية في دول معادية تواصل مساعيها لتجنيد وإشراك إسرائيليين لتنفيذ مهام أمنية أو عمليات تجسس وإرهاب داخل إسرائيل، مستغلة في ذلك وسائل التواصل الاجتماعي".
المصدر : يديعوت أحرونوت + i24NEWS