
رغم مرور أكثر من أسبوع على اغتيال رئيس أركان حزب الله، هيثم علي طباطبائي، لا تزال إسرائيل تتوقع رداً ما على تلك الغارة التي نفذتها في الضاحية الجنوبية لبيروت.
إلا أن التقديرات الأمنية الإسرائيلية تشي باحتمال ألا يأتي الرد من حزب الله هذه المرة، كونه لا يزال بعيداً عن مرحلة التعافي، وفق ما نقلت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية.
ضربات قاسية
فحزب الله لا يزال يتنفس ويقاتل، وفق التقديرات الإسرائيلية، إلا أنه تلقّى ضربات قاسية لقدراته العسكرية، خلال العام الماضي، ما منعه حالياً عن الرد على الغارات الإسرائيلية في الجنوب اللبناني ومناطق أخرى.
فقد نفذ الجيش الإسرائيلي أكثر من 1200 عملية في لبنان منذ بدء وقف إطلاق النار قبل نحو عام، وقُتل خلالها أكثر من 370 مقاتلًا، معظمهم من عناصر الحزب، من بينهم قادة كبار وقادة ميدانيون ومنسقو معرفة وعناصر ميدانية، غير أن حزب الله لم يرد.
"إيران قد تتولى زمام الأمور"
لكن الإسرائيليين يدركون أن حزب الله قد يسعى لتنفيذ عملية انتقامية، رداً على اغتيال طبطبائي، ويرجحون ألا تكون من داخل لبنان أو عبر الحدود الشمالية.
كما يرون أن "إيران قد تتولى زمام الأمور وتعمل باسم حزب الله عبر هجمات استعراضية".
وترجح التقديرات الإسرائيلية أن ينفذ الحوثييون عملية ما انتقاماً لمقتل طباطبائي، الذي أرسلته إيران لتأسيس وتدريب قوتهم العسكرية.
أما الخيار الآخر فيكمن في احتمال أن تحاول إيران وحزب الله العمل على المستوى العالمي ضد أهداف إسرائيلية ويهودية حول العالم.
تأتي تلك المعطيات في وقت يعيش الداخل اللبناني على وقع القلق من تفجر حرب أخرى بين إسرائيل وحزب الله، لاسيما وسط تسريبات عن تحذيرات أميركية سلمت إلى المسؤولين اللبنانيين.
ويعيش لبنان منذ 2019 على وقع أزمة اقتصادية غير مسبوقة، وصفتها التقديرات الدولية بأنها الأسوأ في التاريخ المعاصر، تلاها انفجار مرفأ بيروت الذي أودى بنحو 200 شخص وخلف دماراً هائلاً، ومن ثم "حرب الإسناد" التي أطلقها حزب الله عام 2024، دعماً لغزة، وفق تعبيره، وأدت أيضاً إلى دمار هائل في قرى الجنوب، ومقتل المئات.