
شهدت مدينة مارسيليا الفرنسية اليوم لقاءً موسعًا جمع وزير الدولة محافظ العاصمة عدن أحمد حامد لملس، وسفير اليمن في باريس د. رياض ياسين، وعبدالجبار هائل سعيد ودرهم عبده سعيد ممثلي مجموعة هائل سعيد أنعم، ووكيل محافظة عدن جمال محمود صديق، مع نائب عمدة مارسيليا السيدة ميشيل روبيرولا، وسفيرة فرنسا لدى بلادنا كاثرين كوم كمون، إلى جانب عدد من مسؤولي بلدية مارسيليا.

وجاء هذا اللقاء في إطار توجه مشترك لتعزيز حضور عدن على الساحة الدولية وفتح آفاق جديدة للتعاون مع المدن الأوروبية ذات الخبرة الواسعة في التنمية الحضرية والثقافية.
واستعرض الجانبان في بداية الاجتماع الروابط التاريخية التي جمعت مدينتي عدن ومرسيليا، حيث شكّل ميناءا المدينتين محورًا رئيسيًا لحركة التجارة والعبور البحري منذ عقود، وأسّسا لعلاقات إنسانية وثقافية ممتدة شكلت أرضية خصبة لتعزيز التعاون المعاصر.

وتناول النقاش سبل تطوير العلاقات الثقافية بين المدينتين، بما في ذلك إطلاق برامج مشتركة في مجالات الفنون والتراث والتبادل الشبابي، إضافة إلى بحث إمكانية توقيع اتفاقية توأمة رسمية بين عدن ومرسيليا. وقد لقي المقترح ترحيبًا من الجانب الفرنسي الذي أبدى استعداده لمناقشة تفاصيله ووضع آلية عملية للبدء في تنفيذه، بما يعزز التعاون المستدام بين الطرفين.

وقدم محافظ عدن خلال اللقاء عرضًا مفصلًا حول الأوضاع الاقتصادية في العاصمة المؤقتة، متناولًا التحديات الراهنة والفرص المتاحة لإعادة بناء البنية الاقتصادية وتحسين مستوى الخدمات. كما استعرض مشاريع تنموية يمكن لفرنسا الإسهام فيها، خصوصًا في مجالات البنية التحتية والطاقة والمياه والتخطيط الحضري وتأهيل المرافق الحيوية، إضافة إلى تصميم برامج تدريب وبناء قدرات للكوادر المحلية. وأشار إلى الفرص الواعدة التي يمكن للقطاع الخاص الفرنسي الاستفادة منها عبر شراكات مع نظيره اليمني، ومنها التعاون مع مجموعة هائل سعيد أنعم.

وأبدت نائب عمدة مارسيليا، ومعها سفيرة فرنسا لدى بلادنا، اهتمامًا كبيرًا بما طُرح خلال الاجتماع، مؤكدتين أهمية تعزيز التعاون مع عدن في المجالات الثقافية والتنموية والاقتصادية. كما أكد مسؤول العلاقات الخارجية في البلدية استعداده لترتيب زيارات وورش فنية لبحث آليات التعاون خلال الفترة المقبلة.

وفي ختام اللقاء، اتفق الجميع على استمرار التواصل وعقد اجتماعات لاحقة لمتابعة ما تم بحثه والبناء عليه، بما يمهّد لمرحلة جديدة من التعاون بين عدن ومرسيليا تعيد إحياء الروابط التاريخية وتفتح المجال لشراكات أوسع وأكثر تأثيرًا في المستقبل. وتبادل الجانبان الهدايا التذكارية في نهاية اللقاء تعبيرًا عن روح الصداقة والرغبة المشتركة في تعزيز العلاقات بين المدينتين.