2025/11/14
حملة رقمية أثارت تفاعلاً واسعاً.. إغلاق عشرات الحسابات الحوثية

 

تمكنت حملة إلكترونية يمنية قادتها منصة "واعي" من إغلاق عشرات الحسابات التابعة لجماعة الحوثي ونشطائها على منصات التواصل الاجتماعي، خلال ثلاثة أسابيع من انطلاقها.

 

ووفقاً للبيانات التي نشرتها الصفحة، تمكن القائمون عليها منذ بدء الحملة من إغلاق أو تعطيل أكثر من ثمانين حساباً على فيسبوك وتيك توك، بعضها يحظى بمتابعة كبيرة تصل إلى مئات الآلاف، في خطوة اعتبرها ناشطون تقويضاً ملموساً لأدوات الدعاية الحوثية على المنصات الرقمية.

 

 

واستهدفت الحملة مئات الحسابات التي تنشر محتوى محرضاً على العنف والطائفية، وتروّج للأفكار المتطرفة المعادية لقيم التعايش والسلم الاجتماعي.

 

وشملت عمليات الرصد والمتابعة حسابات تعود إلى قيادات بارزة في الجماعة، وصفحات تابعة لوسائل إعلامها الرسمية والأمنية، وأخرى وهمية أنشأها "الذباب" الإلكتروني الحوثي لتضليل المتابعين والتأثير على الرأي العام.

 

الحملة فجرت موجة تفاعل واسعة، وارتفع عدد متابعي الصفحة بصورة لافتة خلال أيام، ما جعل "واعي" ضمن أكثر الصفحات تداولًا ومتابعة في اليمن، وسط ترحيب مستخدمين رأوا فيها مبادرة شعبية مباشرة لمواجهة خطاب الجماعة وآلتها التحريضية.

 

وأكد القائمون على الصفحة أن الحملة ستستمر، مع خطط لاستهداف حسابات إضافية يصفونها بأنها "تُمجد الحوثيين وتبث التحريض ضد اليمنيين المخالفين للجماعة"، ما يضع المنصة في قلب معركة محتدمة على هوية الخطاب العام.

 

ولاقت الحملة صدى واسعاً في الأوساط اليمنية، حيث عبّر ناشطون وإعلاميون عن دعمهم الكبير لهذا الجهد الشعبي المنظم، معتبرين أنه خطوة مهمة في "تحرير الفضاء الإلكتروني من الخطاب الإرهابي". ودعا كثيرون إلى مواصلة الجهود لمحاصرة الدعاية الحوثية وعدم السماح بتحويل منصات التواصل إلى أدوات لخدمة الكيانات الإرهابية.

 

وأكد عدد من النشطاء اليمنيين أن الحملة الرقمية التي تقودها منصة "واعي" ضد الحسابات والصفحات التابعة لميليشيا الحوثي، تمثل تحولاً نوعياً في موازين الصراع الإعلامي، بعدما كشفت زيف الادعاءات الحوثية بشأن قدراتهم السيبرانية المزعومة، والتي لطالما روّجت لقدرتها على "اختراق الأنظمة العالمية"، بينما عجزت عن حماية أدواتها الإعلامية من الإغلاق المتتابع على مواقع التواصل.

 

وأوضح النشطاء أن ما تقوم به منصة "واعي" من حذف لصفحات وحسابات قيادات ونشطاء حوثيين على منصات مثل فيسبوك وإنستغرام وتيك توك وإكس، فضح آلة التضليل التي استخدمتها الجماعة على مدى سنوات لنشر الأكاذيب وبث الكراهية، مشيرين إلى أن المعركة الرقمية التي تخوضها المنصة تمثل شكلاً جديدًا من أشكال المقاومة الوطنية، عنوانها "الوعي في مواجهة الزيف".

 

ورغم الشعبية الكبيرة التي حصدتها الصفحة، ما يزال القائمون على "واعي" مجهولي الهوية، إذ لم تُعلن أي جهة أو شخصية تبني المشروع، غير أن العديد من المتابعين وصفوا هذا الغموض بأنه "جزء من قوة المبادرة" و"ضمان لاستمرارها بعيداً عن الاستهداف".

 

وخلال سنوات الحرب، اعتمدت جماعة الحوثي على جيشٍ رقمي ضخم يُدار بإشراف مباشر من دائرة التوجيه المعنوي وجهاز الأمن والمخابرات الحوثي، هدفه اختراق الوعي الشعبي عبر حملات موجهة وممولة تروج لمزاعم الجماعة وتشوّه خصومها السياسيين والعسكريين.

 

وتأسست "واعي" في عام 2022 لرصد المخالفات السلوكية في الحياة اليومية، بما في ذلك التجاوزات المرورية والحمولات الزائدة والمخالفات التجارية، قبل أن توسع نطاق عملها مؤخرًا نحو مواجهة المحتوى الدعائي المرتبط بالحوثيين على مواقع التواصل الاجتماعي.

تم طباعة هذه الخبر من موقع الشبكة العربية للأنباء https://arabnn.news - رابط الخبر: https://arabnn.news/news78130.html