
أصبحت الهواتف الذكية جزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية، ترافقنا من لحظة الاستيقاظ حتى ما قبل النوم، ومع هذا الارتباط الوثيق، بات كثيرون يضعون هواتفهم بجانبهم على السرير أثناء الليل، سواء لاستخدامها كمنبّه أو لمتابعة آخر الأخبار أو انتظاراً لرسالة ما، وغالباً ما نضطر إلى توصيلها بالشاحن، غير أن هذه العادة، التي تبدو في ظاهرها غير مؤذية، قد تنطوي على مخاطر حقيقية تهدد السلامة الشخصية.
فالنوم بجانب الهاتف الموصَل بالكهرباء أثناء الشحن يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع حرارته أو نشوب حريق، فضلا عن تأثير الإشعاعات والضوء الأزرق على جودة النوم والصحة العامة.
وكانت شركة "أبل" الأمريكية قد أصدرت تحذيرا رسميا لمستخدمي هواتف "آيفون"، دعتهم فيه إلى تجنّب عادة شحن الهاتف أثناء النوم أو وضعه بالقرب منهم أثناء الليل، مشيرة إلى أن هذه الممارسة قد تُعرّضهم لخطر الاحتراق أو الإصابة بحروق في حال ارتفاع حرارة الجهاز.
التحذير، الذي أدرجته الشركة ضمن قسم "معلومات السلامة المهمة الخاصة بآيفون" على موقعها الرسمي، شدّد على ضرورة شحن الأجهزة في أماكن جيدة التهوية وعلى أسطح صلبة ومستوية، مثل الطاولات، مع تجنّب وضع الهاتف على الأسطح الناعمة كالأغطية والوسائد أو تحت الجسم أثناء توصيله بالكهرباء.
وقالت "آبل" في نص الإرشادات المنشورة: "لا تنم فوق الجهاز أو فوق محول الطاقة أو الشاحن اللاسلكي، ولا تضعها تحت البطانية أو الوسادة أو على جسمك أثناء توصيلها بمصدر طاقة. احرص على إبقاء هاتفك، ومحول الطاقة، وأي شاحن لاسلكي في مكان جيد التهوية أثناء الاستخدام أو الشحن، واتخذ احتياطات خاصة إذا كنت تعاني من حالة صحية تؤثر في قدرتك على الإحساس بالحرارة على الجلد".
وأضافت الشركة أن الهواتف تُصدر حرارة أثناء الشحن، وإذا لم يُسمح بتبددها بسبب ضيق المكان أو تغطية الهاتف، فقد يؤدي ذلك إلى ارتفاع درجة الحرارة بشكل خطير أو حتى نشوب حريق في بعض الحالات النادرة. كما نبّهت إلى ضرورة تجنّب استخدام كابلات تالفة أو شواحن غير أصلية، والابتعاد عن الشحن في بيئات رطبة.
تحذير "آبل" جاء متوافقا مع توصيات صدرت عن فرق الإطفاء في مقاطعة "كِنت" البريطانية، التي نشرت عبر منصة "تيك توك" مقطعا توعويا حذّرت فيه من شحن الهواتف أثناء النوم.
وقال أحد رجال الإطفاء في الفيديو: "عندما تكون نائما، لا تستطيع شمّ أي رائحة، لذا إذا بدأ الهاتف بالاحتراق، فلن يوقظك إلا الحريق. ثلاثة أنفاس فقط من الدخان قد تؤدي إلى فقدان الوعي".
وأضاف أن الكثير من الحرائق المنزلية تبدأ بسبب شواحن رخيصة أو أسلاك تالفة، مؤكدا أن حتى الشواحن الأصلية يمكن أن تسبب مشاكل إذا تم استخدامها بطريقة غير آمنة أو في أماكن مغلقة.
إشعاعات الهواتف... مصدر قلق مستمر
ورغم أن التحذير ركّز على خطر الحرارة والحرائق، إلا أن النقاش حول تأثير إشعاعات الهواتف على الصحة لا يزال قائما.
فقد صنّفت الوكالة الدولية لأبحاث السرطان (IARC) إشعاعات الهواتف المحمولة ضمن فئة "ربما مسرطنة للبشر"، لكن دون وجود أدلة قاطعة. كما أظهرت دراسات أن العلاقة بين استخدام الهواتف والإصابة بالسرطان لا تزال غير مؤكدة علميا.
نصائح لتقليل المخاطر
لضمان الأمان أثناء الشحن والنوم، ينصح الخبراء بما يلي:
وضع الهاتف على سطح صلب وجيد التهوية.
استخدام شاحن أصلي أو معتمد.
فصل الهاتف عن الشحن عند اكتمال البطارية.
تفعيل وضع "عدم الإزعاج" قبل النوم لتجنّب التنبيهات المزعجة.
إبعاد الهاتف عن السرير للحفاظ على جودة النوم وتقليل التعرض للحرارة والإشعاعات.