2025/10/14
رغم تفاؤل ترامب.. نقاط عالقة قد تهدد اتفاق غزة

 

بآمال في طي صفحة الحرب وفتح بداية لحقبة جديدة يسود فيها السلام منطقة الشرق الأوسط، استضافت مدينة شرم الشيخ المصرية أمس قمة وصفت بالتاريخية برئاسة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره الأميركي دونالد ترامب، مع مشاركة أكثر من 30 من قادة الدول العربية والأوروبية والآسيوية، وشهدت توقيع وثيقة لدعم اتفاق إنهاء الحرب في قطاع غزة.

 

وطغت على القمة الدولية رغبة واضحة في تثبيت إنهاء الحرب التي استمرت عامين، وسط تأكيدات على ضرورة تذليل أي عقبات قد تواجه تنفيذ خطة الرئيس الأميركي في هذا الصدد خلال المراحل المقبلة والتي توصف بالأكثر صعوبة.

 

فيما بدا ترامب متفائلاً، وأكد أكثر من مرة في حديثه خلال وجوده في شرم الشيخ أن "الحرب انتهت"، مبدياً تفاؤله ببزوغ "فجر جديد" للشرق الأوسط.

 

نقاط غير واضحة

لكن رغم هذا التفاؤل، رأى بعض المحللين أن نقاط عدة لا تزال عالقة أو غير واضحة في خطة غزة، ما قد يهدد بانهيارها، ومنها "نزع سلاح حماس"، والانسحاب الإسرائيلي من القطاع، فضلا عن الهيئة الدولية التي ستشرف على إدارة غزة، والترتيبات الأمنية.

 

إذ رفضت حماس سابقاً تسليم السلاح، مؤكدة أن تلك المسألة تبحث داخلياً، في حوار فلسطيني فلسطيني، وطالبت بضمانات أميركية لانسحاب إسرائيل بشكل كامل من القطاع.

 

في حين كررت إسرائيل أكثر من مرة أنها لن تقبل باحتفاظ الحركة في سلاحها، وألمحت في أكثر من مناسبة إلى أنها لن تنسحب بشكل كامل من القطاع، على الرغم من تأكيدها الالتزام بخطة ترامب.

 

علماً أنه حتى الآن، انسحب الجيش الإسرائيلي من معظم مدينة غزة، ومدينة خان يونس جنوبًا، ومناطق أخرى. لكن قواته لا تزال متواجدة في معظم مدينة رفح جنوبًا، وفي بلدات أقصى شمال غزة، وعلى طول الحدود بين القطاع وإسرائيل.

 

إلى ذلك، لا يزال مستقبل حكم غزة غير واضحا. فوفقًا للخطة الأميركية، ستتولى هيئة دولية إدارة القطاع، مع إشرافها على تكنوقراط فلسطينيين يديرون الشؤون اليومية.

 

في حين رأت حماس أن حكومة غزة يجب أن تُحدد من قبل الفلسطينيين أنفسهم، وفق ما نقلت وكاالة رويترز.

 

كذلك، أشارت الخطة إلى دور مستقبلي محتمل للسلطة الفلسطينية بعد مرلاورها في إصلاحات جذرية، وهو أمر طالما عارضه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

 

إلى ذلك، ألمحت الخطة أيضًا إلى إمكانية قيام دولة فلسطينية مستقبلية، وهو أمر رفضه بشدة نتنياهو.

 

"قوتها في غموضها"

وفي السياق، رأى دبلوماسيون غربيون أن قوة خطة ترامب تكمن في غموضها، إذ تجنّبت التفاصيل الدقيقة التي قد تُفشل المفاوضات، لكنها في الوقت نفسه تركت "الكثير ليُحسم لاحقًا".

 

كما حذر خبراء من أن أي تباطؤ في تنفيذ بنود الاتفاق قد يدفع الأطراف المتشددة في إسرائيل إلى الضغط لاستئناف العمليات العسكرية، ما يُهدد بإجهاض الاتفاق في مهده.

 

نفوذ ترامب المتزايد في إسرائيل

إلى ذلك، أشار محللون إلى أن ترامب بات يتمتع بنسبة شعبية مرتفعة في إسرائيل تفوق نتنياهو نفسه، ما منحه نفوذًا فاعلًا في التأثير على القرارات الإسرائيلية. وقال الخبير الأميركي في شؤون الشرق الأوسط جون ألترمان: "ترامب قادر على توجيه نتنياهو، لأنه أكثر شعبية منه في إسرائيل. ويمكنه أن يدعم مستقبله السياسي... أو ينسفه تمامًا"، وفق رويترز

 

وفي خطاب ألقاه أمام الكنيست أمس، مازح ترامب نتنياهو قائلًا: "الآن يمكنك أن تكون ألطف قليلًا يا بيبي... لأنك لم تعد في حالة حرب".

 

لكن محللين حذروا من أن أي تغيير في التحالفات داخل الكنيست قد يعقّد مستقبل الاتفاق، خصوصًا إذا تزايدت ضغوط اليمين الإسرائيلي أو تراجعت الحماسة العربية لدعمه في حال فشلت المفاوضات بشأن "إقامة دولة فلسطينية مستقبلية"، وهي النقطة الأكثر حساسية في الوثيقة.

 

يذكر أن ترامب، كان أعلن الأربعاء الماضي (8 أكتوبر)، التوصل إلى اتفاق حول المرحلة الأولى من خطة غزة. فبعد يوم واحد فقط من الذكرى السنوية الثانية لهجوم السابع من أكتوبر 2023، أسفرت المحادثات غير المباشرة التي امتدت على مدى نحو 4 أيام، في مدينة شرم الشيخ عن اتفاق على المرحلة الأولى من الخطة الأميركية المكونة من 20 نقطة لوقف الحرب وتبادل الأسرى.

تم طباعة هذه الخبر من موقع الشبكة العربية للأنباء https://arabnn.news - رابط الخبر: https://arabnn.news/news77230.html